طالبت الجمعية البيضاوية للكتبيين بتخصيص رواق للكتاب المستعمل في المعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء، وتنظيم مهنة الكتبيين، والاستفادة من التغطية الصحية والاجتماعية، على غرار الفنانين والمشتغلين بالصناعة التقليدية. ودعت الجمعية، في رسالة وجهتها صباح أمس الاثنين إلى وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، إلى ترسيخ مبدأ "الحوار الجاد والمسؤول مع وزارة الثقافة، باعتبارها الجهة الوصية على التدبير الثقافي بالمغرب، بخصوص التغطية الصحية والاجتماعية للكتبيين، باعتبارهم شريحة اجتماعية ذات وضع خاص". وأوضحت الجمعية، في رسالتها، أنه رغم جهود الكتبيين في مختلف المدن لتنظيم أنفسهم في إطار جمعيات مهنية، فإن جهودهم تذهب أدراج الرياح، بسبب غياب الدعم، سواء من طرف وزارة الثقافة أو من طرف السلطات المحلية المنتخبة. وعبرت الجمعية، التي تنظم معرضا سنويا للكتاب المستعمل بالدارالبيضاء، عن رغبتها في المشاركة في بعض التظاهرات الوطنية، كالمعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء، معربة عن استعدادها للمصادقة على دفتر التحملات الخاص بحجم المشاركة وطبيعة المعروضات. في السياق ذاته، قال رئيس الجمعية يوسف بورة، في تصريح ل"المغربية"، إن "الكتبيين يساهمون في نشر المعرفة بأقل التكاليف، باعتراف من عدد من الكتاب والأدباء، الذين أكدوا أنهم عثروا على ما ألهمهم في إنجاز بعض مؤلفاتهم في كتب اقتنوها من بائعي الكتب القديمة، كما أكد مثقفون وباحثون أنهم ما كانوا ليصلوا إلى ما وصلوا إليه لولا الأثمنة الزهيدة والرمزية للكتب والمراجع والمصادر، التي يعرضها الكتبيون". وأضاف بورة "في الدول المتقدمة، وأيضا بعض الدول الأقل تقدما، التي تملك تقاليد ثقافية عريقة، توجد للكتاب المستعمل والقديم مكانة خاصة، وللمشتغلين فيه وضع اعتباري ومجتمعي لائق، يحرص الجميع على دعمه وتطويره والحفاظ عليه، صونا للذاكرة الثقافية، ودعما لانتشار القراءة في الأوساط الفقيرة وذات الدخل المحدود"، مؤكدا أن الكتبيين لا يمكنهم أن يصبحوا جزءا معماريا وسياحيا في المدن التي يوجدون بها، إلا بتخصيص فضاءات، تكون بمثابة مزارات ثقافية وسياحية تزيد من رونق المدن، عوض الاستمرار في عرض كتبهم داخل الأسواق الشعبية والعشوائية .وأفاد أن مهنة الكتبي في المغرب تشهد تراجعا متواصلا يهددها بالانقراض، وأن عدد الكتبيين تراجع في مجموع أرجاء المغرب إلى أقل من المائتين. يذكر أن وزارة الثقافة أعلنت، أخيرا، عن تأجيل تاريخ تنظيم الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء. وأفادت الوزارة في بلاغ لها أن دورة 2013 ستنظم من 29 مارس إلى 06 أبريل المقبلين، بفضاء مكتب معارض الدارالبيضاء، لأسباب مرتبطة بمسار تعديل جائزة المغرب للكتاب، الذي "حرصت من خلاله الوزارة على فتح الجائزة أمام المؤلفات المكتوبة بالأمازيغية والحسانية، وضرورة توفير الوقت اللازم لقراءة الأعمال المرشحة".