عزت المندوبية السامية للتخطيط هذا الوضع إلى انخفاض عدد النشيطين المشتغلين في صناعات النسيج بنسبة 14 في المائة، والملابس النسيجية بنسبة 4.6 في المائة، وصناعة الأحذية بنسبة 8.6 في المائة. وتندرج هذه التراجعات، بشكل عام، في إطار التوجه التنازلي لمؤشر التشغيل بأنشطة النسيج والجلد منذ سنة 2007. وتشير البيانات إلى فقدان ما يعادل 119 ألف منصب شغل بين 2008 و2014، إذ عمدت بعض المؤسسات المشتغلة في القطاع إلى تعديل عدد العاملين لديها، في أعقاب تباطؤ أنشطتها، لاسيما مع تفاقم آثار الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة. ورغم تحسن الصادرات خلال سنة 2014، سجلت مندوبية التخطيط أن شركات النسيج والجلد فضلت إرجاء الرفع من عمالتها، بسبب ضعف الأداء الاقتصادي، الذي مازال يميز منافذ التصدير الرئيسية لديها في فرنسا والبرتغال. وعموما، فإن تطور الصادرات بصناعة النسيج والجلد لم يكن دائما متزامنا وفي الاتجاه نفسه، مع إحداث فرص جديدة للتشغيل بالفرع، إذ تؤكد المعطيات حدوث هوة في الغالب بين المؤشرين منذ عام 2007. ويعكس هذا الوضع عدم التجانس، الذي يميز الهيكلة الإنتاجية لهذه الصناعات، إذ تشكل الوحدات التي توظف أقل من 6 أشخاص ما يفوق 51 في المائة من مجموع المؤسسات المشتغلة بالقطاع، بينما لا تتعدى حصة الشركات التي تتوفر على نظام محاسباتي منظم وتوظف أكثر من 50 شخصا نسبة 15.7 في المائة. بالإضافة إلى ذلك، لا يستفيد حوالي 70 في المائة من العاملين بالفرع من نظام التغطية الطبية، ويتشكل معظمهم من العمالة الموسمية والعرضية. كما أن أكثر من 3 موظفين من بين 5 الذين يعملون في هذا الفرع من الإنتاج الصناعي لا يتوفرون على عقد عمل. ويساهم فرع صناعة النسيج والألبسة والجلد بحوالي 20 في المائة، في المتوسط، في القيمة المضافة للصناعات التحويلية، ويوفر ما يعادل 42 في المائة من اليد العاملة الصناعية. ويشمل هذا الفرع أنشطة صناعة النسيج، التي تختص في إنتاج منتجات الغزل والنسيج، وتزيين النسيج، والزرابي، والأنسجة المزردة، والمنتجات من النسيج المزرد. وتبلغ مساهمتها في إنتاج فرع صناعة النسيج والألبسة والجلد حوالي 19 في المائة. كما يشمل صناعة الملابس والفرو، التي يرتكز نشاطها بالأساس على إنتاج الملابس الجلدية والنسيجية، وتصل مساهمتها إلى 78 في المائة في إنتاج فرع صناعة النسيج والألبسة والجلد. ويضم الفرع صناعة الجلد والأحذية، التي تشمل تهييء ودباغة الجلود وصناعة أدوات السفر والأحذية. وتبلغ مساهمتها في إنتاج فرع صناعة النسيج والألبسة والجلد 3 في المائة. وفي سنة 2014، حققت القيمة المضافة لصناعة النسيج والألبسة والجلود زيادة بنسبة 1.2 في المائة على أساس التغير السنوي، عقب انخفاض بلغت وتيرته 2.7 في المائة، خلال 2013. ويعكس هذا التحسن ارتفاع الإنتاج على مستوى وحدات صناعة الملابس والنسيج المختصة في الملابس النسيجية والسجاد والمنتجات من النسيج المزرد، فيما عرفت باقي الأنشطة الصناعية لفرع النسيج والألبسة والجلد انخفاضا أو نموا متواضعا. ويعزى تحسن أنشطة النسيج والألبسة والجلد، حسب المندوبية السامية للتخطيط، إلى تطور الطلب الخارجي الموجه نحو منتجاتها، إذ عرفت الصادرات من الملابس الجاهزة والأحذية ارتفاعا بمعدل 5.3 في المائة و3 في المائة، على التوالي، في متم 2014، مستفيدة من تنامي الواردات من السوق الإسبانية والأمريكية. وبلغت مساهمة المبيعات الخارجية لفرع النسيج والجلد حوالي 16.7 في المائة من إجمالي الصادرات سنة 2014، مقابل حصة متوسطة ناهزت 17.6 في المائة، خلال الأربع سنوات الماضية، و23.4 في المائة بين 2007 و2010.