في ظل انخفاض درجات الحرارة إلى تحت الصفر، تنتشر أمراض عدة، مثل نزلات البرد، والزكام الحاد، والسعال الديكي، وآلام الرأس والحمى وغيرها، فيضطر غالبية السكان بالمناطق الجبلية إلى اللجوء إلى الطب البديل أو التداوي بالأعشاب الطبية، التي يتم تجفيفها في فصل الربيع، وتخزينها لاستعمالها ضد مجموعة من الأمراض والآلام، خلال فصل الشتاء. على مستوى التغذية، يعتمد سكان الأطلس المتوسط على المحاصيل الزراعية التي يقع ادخارها لفصل الشتاء، ويعتبر القمح والشعير والذرة، والبصل، والجزر، واللفت، والبطاطس، والفلفل، والعدس، والفاصوليا، المواد الأساسية في إعداد الوجبات الغذائية. ومن الأطباق المفضلة في فصل الشتاء، التي توفر طاقة حرارية تلبي حاجة السكان للدفء، طبق الكسكس بالسمن "الحايل"، المنسم بالأعشاب وبشحم البقر أو الماعز، إضافة إلى أطباق عديدة، كحساء الشعير"تاروايت ن تمزين"، وحساء الذرة "تاروايت نوخلاد"، إلى جانب الخبز بشتى أنواعه بالأعشاب والشحم، وغيرها من الوجبات الساخنة. وإذا حللت ضيفا على أمازيغ الأطلس المتوسط في فصل الشتاء، فستكتشف مدى اعتمادهم على المواد الغذائية، التي تتوفر على طاقات حرارية إضافية، تعتمد على العسل الطبيعي، والسمن، والزبدة البلدية، وزيت الزيتون، وخبز القمح الطري. برودة الطقس في مناطق الأطلس المتوسط تهدد بخسائر في المواشي، وفي بعض الأحيان، قد تعصف بأرواح بشرية، خصوصا الأطفال والمسنين والمرضى. قال سي محند، من سكان مركز "كروشن"، في تصريح ل "المغربية"، إنه، في كل فصل شتاء، تجد السيارات والشاحنات صعوبات جمة في بلوغ بلدتهم، لانعدام الطرق ومسالك لائقة، وانتشار أكوام الثلوج ومخلفات الفيضانات، ما يستدعي الانتظار والتريث لأيام أو أسابيع، بما يؤثر سلبا على عمليات التموين، خصوصا قارورات الغاز وباقي المواد الغذائية الأساسية، فيتوقف عدد من التلاميذ عن الدراسة، بسبب انقطاع الطرق والمسالك. ويعاني أكثر من هذه الوضعية المرضى والنساء الحوامل الذين يتعذر نقلهم للمستشفى لغياب وسيلة نقل قادرة على اختراق الثلج والجليد ومواجهة مخلفات قساوة الطبيعة. وبخصوص المواشي، يعتمد الفلاح في المناطق الجبلية بنسبة كبيرة على المراعي الغابوية، فهو دائم الاستقرار في الغابة، التي تبقى الملجأ الوحيد لماشيته، لكن، في فترات التساقطات الثلجية حين تكون المراعي مكسوة بالثلوج، يلجأ حينها الفلاح إلى تشذيب الأشجار بشتى أنواعها، للاستفادة من أغصانها كعلف لماشيته.