عقب إعلان فوز السبسي اندلعت احتجاجات في مدن بجنوب البلاد، احتجاجا على فوز مسؤول من النظام السابق بمنصب رئيس البلاد. واعترف الرئيس الحالي المنصف المرزوقي بنتائج الانتخابات وتعهد بعدم الطعن عليها سعيا لإنجاح الانتقال وللإسراع بتشكيل حكومة جديدة للمساعدة في استقرار البلاد. وقال رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات شفيق صرصار "نعلن فوز الباجي قائد السبسي بنسبة 55.68 على المرزوقي الحاصل على 44.32 في المائة من الأصوات". وتمثل الانتخابات الخطوة الأخيرة في انتقال تونس إلى الديمقراطية بعد انتفاضة أطاحت بالحاكم المستبد زين العابدين بن علي في 2011 وكانت مصدر الهام لانتفاضات "الربيع العربي". وعلق السبسي قائلا إن "مستقبل تونس هو للتوافق وأن تونس تحتاج لكل أبنائها وبناتها دون إقصاء أو تمييز". وأضاف أن مبادرة المرزوقي تؤكد المسار الديمقراطي التونسي بأشكال حضارية وتؤسس لديمقراطية مستقرة. وفي تطاوينجنوب البلاد احرق محتجون غاضبون مقر حركة نداء تونس التي يتزعمها السبسي الفائز بالانتخابات احتجاجا على فوزه. وقال شهود لرويترز إن قوات الشرطة التونسية أطلقت في وقت سابق يوم الاثنين قنابل الغاز في مدينة الحامة الجنوبية لتفريق مئات الشبان المحتجين على إعلان حملة السبسي الفوز يوم الأحد. كما احتج مئات الشبان في مدن بن قردان ودوز وقابس وقبلي رفضا لفوز السبسي. واحرقوا الإطارات المطاطية ولاحقتهم قوات الأمن. لكن المنصف المرزوقي دعا في بيان إلى الهدوء قائلا إن تونس انتصرت. وقال المرزوقي "أتابع بانشغال بعض التحركات غير السلمية هنا وهناك في علاقة بنتائج بالانتخابات وأدعو الجميع إلى الكف عن أي أشكال التحريض والتشنيج خاصة في هدا الظرف الحساس". وأضاف "أن نجاح الانتخابات وإتمام المرحلة الانتقالية في حد ذاته مكسب كبير لكل التونسيين مهما اختلفت خياراتنا وتوجهاتنا ويجب علينا أن نتحلى بالروح الرياضية وتغليب المصلحة العليا للبلاد عن أي حسابات أخرى". وقال السبسي في كلمة وجهها للشعب مساء الاثنين عبر التلفزيون الحكومي إن تونس لا تزال بحاجة للمرزوقي وإنه بحاجة لنصائحه داعيا التونسيين إلى التوحد قائلا انه "رئيس لكل التونسيات والتونسيين". وهنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبسي بالفوز وتعهد بالعمل معه في الفترة المقبلة مشيدا بنجاح الانتخابات التي قال إنها مرحلة هامة في إنهاء الانتقال الديمقراطي التاريخي. كما تلقى السبسي التهنئة من بعض القادة العرب من بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بيان "لقد ضربت تونس لمنطقتها وللعالم بأسره مثالا مشرقا لما يمكن تحقيقه من خلال التفاني من أجل الديمقراطية والتوافق واتباع عملية سياسية حاضنة لكل الأطراف". وأضاف "ستواصل الولاياتالمتحدة دعم تونس وهي تنضم إلى الدول الديمقراطية في العالم وندعو بقية أعضاء المجتمع الدولي إلى النسج على منوالنا". والسبسي مسؤول سابق في إدارة بن علي التي كان يسيطر عليها حزب واحد لكنه طرح نفسه على أنه تكنوقراط واستفاد حزبه نداء تونس من رد الفعل ضد الحكومة الإسلامية التي تولت السلطة في البلاد عقب الانتفاضة والتي حملها كثير من الناخبين المسؤولية عن الاضطراب بعد 2011.