شدد المشاركون في المنتدى، الذي نظمته المؤسسة الدبلوماسية، أخيرا، بالرباط، بشراكة مع سفارات الدول الآسيوية المعتمدة بالرباط، ودعم من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، تحت شعار "إعطاء دينامية جديدة للعلاقات الاقتصادية للمغرب وأشقائه الآسيويين"، على ضرورة إيجاد سبل لدعم المبادلات، عبر إرادة حقيقة لتقريب مستثمري الطرفين، من أجل تمكينهم من استكشاف الأسواق لدى الجانبين. وأكد المشاركون خلال المنتدى، الذي حضره العديد من أرباب المقاولات المغربية، وممثلون عن دول آسيوية، على ضرورة تعزيز الشراكة بين المقاولات المغربية والآسيوية. ودعا المشاركون المغاربة نظراءهم الأسيويين إلى الاستفادة من مختلف المخططات القطاعية، التي انخرط فيها المغرب، واستعمالها كأرضية للتصدير نحو إفريقيا، مؤكدين أن المغرب، في علاقاته مع القارة الآسيوية، يعتمد مقاربة تروم دعم المكتسبات واستكشاف آفاق جديدة، من أجل شراكة مربحة للجانبين. في هذا السياق، أبرز الحبيب الشوباني، الوزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أن المغرب يعتمد سياسة للانفتاح ويتمتع بإطار ماكرو-اقتصادي متين، ويوفر مناخا ملائما للاستثمار، من خلال إطار قانوني ملائم، وإجراءات ضريبية تحفيزية وانضمامه إلى الآليات الدولية المتعلقة بحماية الاستثمار، موضحا أنه إلى جانب قربه الجغرافي من أوروبا وتموقعه كبوابة لإفريقيا، يقوم المغرب بجهود كبيرة في مجال الربط، من خلال تطوير بنياته التحتية، من موانئ ومطارات، ويتوفر على أقطاب للتميز في العديد من المجالات. وذكر بأن "الإصلاحات لم تتوقف بالمغرب، ما جعله يراكم عددا من الإنجازات على المستوى الاقتصادي، توجت بتوقيع العديد من اتفاقيات التبادل الحر مع العديد من الدول"، مبرزا أن زيارات جلالة الملك محمد السادس للدول الآسيوية، وزيارات رؤساء الدول آسيا للملكة المغربية "دليل على التوازن، الذي يدبر به المغرب علاقاته مع آسيا". وأكد الوزير أن المغرب يضطلع بدور مهم في تنمية إفريقيا جنوب الصحراء وفي تمتعها بالأمن والاستقرار، ويمكن أن يشكل أرضية للتصدير من إفريقيا نحو آسيا. من جانبه، أوضح سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق، أن المغرب جعل من علاقاته مع آسيا خيارا استراتيجيا، مبرزا أن الهند، التي شكلت ضيف شرف النسخة الثالثة لمنتدى المغرب آسيا للأعمال، تعد ثاني شريك للمغرب في القارة الآسيوية وقال عبد العاطي حابك، رئيس المؤسسة الدبلوماسية، إن منتدى المغرب آسيا للأعمال يشكل فرصة لتعزيز الحوار وتبادل الأفكار في البحث عن الحلول للعديد من الصعوبات، التي تواجه العلاقات الاقتصادية بين آسيا وإفريقيا عموما، والمغرب بشكل خاص، موضحا أن هذه التظاهرة تشكل فرصة للمقاولين المغاربة والوفود الآسيوية لعقد شراكات في مجال الأعمال، خصوصا في مجالات التجارة والطاقات والاتصالات والبناء والأشغال الكبرى. وشدد حابك على الدور الكبير للمقاولات في دعم العلاقات بين المغرب والدول الآسيوية، مؤكدا أن المغرب يعتبر القنطرة الرئيسية بين أوروبا وإفريقيا، خصوصا أنه "ينعم باستقرار سياسي، ما يساهم في تشجيع واستقبال الاستثمارات الأجنبية خصوصا الآسيوية". كما سلط محمد مالكي، مدير العلاقات الآسيوية، الضوء على تطور العلاقات بين المغرب ودول آسيا، مبرزا أن العلاقات الاقتصادية بين الطرفين أصبحت تشمل 9 قطاعات، بعدما لم تكن تتعدى الصيد التقليدي. وأكد مالكي أن المغرب، في إطار عودته إلى إفريقيا عبر استراتيجية جديدة، في حاجة إلى شركاء آسيويين، وكذا إلى تمويل آسيوي، كما أن الدول الآسيوية في حاجة إلى أرضية لتصدير منتوجاتها إلى الدول الإفريقية، ما سيجعل الشراكة بين المغرب ودول آسيا علاقة مربحة للطرفين. وبحث المشاركون، في ندوات ولقاءات ومائدة مستديرة، نظمت على هامش المنتدى، سبل توطيد التفاعلات بين المقاولات المغربية ونظيرتها الآسيوية من خلال معرفة متبادلة جيدة. وتطرقت محاور هذا المنتدى إلى الرهانات المطروحة أمام علاقات الأعمال بين المغرب وآسيا، وميولات العلاقات الاقتصادية وعلاقات الأعمال بين المغرب والقارة الآسيوية، وآفاق النمو المشترك، والتحديات والعلاقة بين المغرب وإفريقيا ومنطقة آسيا.