يشارك في الحفل الموسيقي، المنظم بشراكة مع وزارة الثقافة، الفنانون البشير عبدو، وعزيز حسني، وفريد الصنهاجي، وفاتن هلال بك، وزينب أسامة، الذين سيؤدون رائعة المحتفى به "القمر الأحمر"، التي لحنها الراحل عبد السلام عامر سنة 1964، وغناها المطرب عبد الهادي بلخياط، رفقة سيدة الغناء المغربي، بهيجة إدريس، فضلا عن تقديم أغان أخرى، مثل "ميعاد"، و"راحلة"، و"رموش"، و"مشاغبة". في هذا السياق، قال المحتفى به، في تصريح ل"المغربية" إن تكريمه يدخل في سياق ثقافة الاعتراف بالمبدعين، الذين خدموا الساحة الثقافية والفنية في المغرب، شاكرا أعضاء جمعية "نغم" من أجل "سعيهم الدائم للتعريف بالأغنية المغربية الأصيلة، وإيصالها إلى الجيل الجديد، والاحتفاء بروادها وتكريمهم في حياتهم، لا بعد مماتهم". وفي حديثه عن "القمر الأحمر"، التي أطفأت شمعتها الخمسين قال المبدع عبد الرفيع جواهري، إنه نظم القصيدة ونشرها عام 1964 في مجلة اتحاد كتاب المغرب "آفاق"، حيث اكتشفها الراحل عبد السلام عامر (كان مكفوفا)، عن طريق شخص كان يقرأ له الجرائد والمجلات الصادرة آنذاك، في إطار بحثه عن قصائد مغربية جديدة لتلحينها. وبعدما أعجب عامر بالنص الشعري، يضيف جواهري "اتصل بي، فاتفقنا على أن يغنيها الصوت الشاب آنذاك عبد الهادي بلخياط، والمغنية المغربية بهيجة إدريس، التي أكن لها كل احترام"، مشيرا إلى أنه كان ومازال شديد الحرص على اختيار الأصوات، التي تغني أشعاره. وعن ظروف كتابة "القمر الأحمر" ومكانتها في قلبه، قال جواهري إنه كان يقرأ الكثير من القصائد، التي تتغنى بالطبيعة عموما وبالأنهار في مختلف بقاع العالم، فتساءل لم لا يكون لنا نهر نتغنى به؟ وهل المغاربة لا يملكون طبيعة ساحرة توقظ مشاعرهم وتفجر أحاسيسهم؟ فشرع في نظم "القمر الأحمر" في سن مبكرة، لتأتي بعدها "قصة أشواق"، جاعلة من نهر أبي رقراق رمزا للأنهار المغربية، ومصدرا للعطاء الذي لا ينضب. ورغم أنه يعتبر "القمر الأحمر" منبعا لكل القصائد، التي تغنى فيها بطبيعة وجمال الوطن، إلا أنه أسر عن حبه الكبير لقصيدة "رموش"، كأقرب إلى قلبه مما كتب في مسيرته الشعرية. وعن مشاريعه الغنائية الجديدة والسر في قلة إنتاجاته الشعرية الغنائية، كشف جواهري أنه بصدد تسجيل حوالي خمس قصائد جديدة من ألحان الملحن المخضرم حسن القدميري، الذي سبق أن لحن من أشعاره قصيدة "مشاغبة"، من أداء مريم بلمير، مذكرا بأن هذه الأغنية فازت بجائزة لجنة تحكيم مهرجان الأغنية العربية بالجزائر، إلا أنها لم تلق الرواج الكافي لتقريبها من المستمعين، من خلال "إقصائها من المحطات الإذاعية، التي باتت تروج الكثير من الأغاني، التي لا ترقى إلى مستوى الذوق الرفيع". وأضاف جواهري، الذي بدأ مسيرته الشعرية وعمره لم يتجاور الثامنة عشرة، أنه دائم الحرص على الكيف لا الكم، مستشهدا ب"القمر الأحمر"، التي مازالت تذاع وتسمع، رغم مرور نصف قرن على تسجيلها، قائلا "قصيدة واحدة خالدة خير من ألف زائلة"، مبديا استغرابه من الذين يروجون لوفاة الأغنية القصيدة، داعيا إلى ضرورة تربية الذوق العام، وتنشئة الجيل الجديد على حب الجمال وتذوقه.