أوضح محمد بن بلة، رئيس الشرطة القضائية بأمن الحي المحمدي، صباح أمس الأربعاء، خلال إعادة تمثيل الجريمة، بخلاء قرب مستعجلات مستشفى محمد الخامس، أن الدافع الرئيسي وراء ارتكاب هذه الجريمة يعود، حسب اعترافات المتهم، إلى شكوكه في خيانة خليلته له، بعد ربطهما علاقة عاطفية دامت 3 سنوات، إذ كانا يقطنان معا في كريان سنطرال بالحي المحمدي. وجسد المتهم، الذي أبدى سلوكات عنيفة تجاه المصورين الصحافيين، تفاصيل تنفيذ عملية القتل، إذ قام باستدراج خليلته (35 سنة، مطلقة)، إلى الخلاء المحاذي لإعدادية ابن الأثير، وهناك دخل معها في مشاداة كلامية، انتهت بتوجيهه ضربتين قويتين بيديه إلى صدرها، فقدت على إثرهما الوعي، ثم قام بخنقها بواسطة حبل بلاستيكي، الأمر الذي جعلها تفارق الحياة. وقام المتهم، حسب ما عاينته "المغربية"، بعد ذلك بتجريد الهالكة من ملابسها، ويتعلق الأمر بعباية وملابس داخلية، قبل أن يكبلها بحبل من رجليها ويديها، ويحشوها داخل حقيبة بلاستيكية من الحجم الكبير ويتركها هناك، ثم عمل على التخلص من ملابسها وصندلها الصوفي على بعد 50 مترا من مسرح الجريمة بحرقهم. وبخصوص تفاصيل إيقاف المتهم، قال بن بلة، رئيس الشرطة القضائية، إن المحققين، بعد انتقالهم إلى مسرح الجريمة، باشروا تحريات معمقة، بعد أن تبين لهم أن جسد الضحية يحمل آثار عنف ظاهرة على الوجه، ومقدمة الرأس، وكان في حالة انتفاخ، مشيرا إلى أن نتائج البصمات كشفت هوية الضحية، كما ساعدت على التوصل إلى رقم هاتفها المحمول. وأضاف بن بلة، في تصريح ل"المغربية"، أن التحريات قادت إلى وجود اتصال هاتفي دائم بين الهالكة وشخص يلقب ب"حسينة"، تربطه علاقة حميمية بها، رغم انتقال أسرته إلى منطقة الهراويين في إطار إعادة الإيواء، مبرزا أن التحقيق شمل أشخاصا آخرين من معارف الهالكة، لكن ثبتت براءتهم من تهمة القتل، وبقي التحقيق منحصرا حول المتهم "حسينة". وأفاد رئيس الشرطة القضائية أن المحققين اعتقلوا المتهم مساء الأحد المنصرم، وأحالوا الملابس التي كان يرتديها على مختبر الشرطة العلمية، وتبين أنها تحمل آثارا بيولوجية، من خلال وجود بقع دم تبين أنها للضحية، ما أكد ضلوعه في القيام الجريمة. وحسب بن بلة، فإن المتهم أنكر في الأول علاقته بالجريمة جملة وتفصيلا، إلا أن مواجهته بالأدلة والقرائن العلمية الدامغة جعلته ينهار ويعترف للمحققين بتفاصيلها، ودوافع القيام بها، التي ترجع بالأساس إلى شكوكه في عدم وفاء وإخلاص خليلته له. وتبين أن المتهم من ذوي السوابق العدلية في ميدان الاتجار في الخمور، وكان يعيش نوعا من التشرد، ويتقلب بين غسل السيارات والتسول ومهن أخرى من أجل البحث عن المال، كما تبين أن الهالكة، مطلقة، قضت هي الأخرى سنة سجنا نافذا سنة 2005، من أجل إضرام النار عمدا. وكشف التحقيق أن المتهم كان يداوم على الاتصال هاتفيا بخليلته كل يوم، إلى جانب اللقاء بها، إلا أنه قبل تنفيذ مخططه الإجرامي، قطع الاتصال بها 48 ساعة، قبل أن يلتقي بها، ويستدرجها إلى مسرح الجريمة. وأحيل المتهم، صباح أمس الأربعاء، على استئنافية البيضاء بتهمة "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد".