قام وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، خلال هذا اللقاء التكريمي، الذي حضرته كوكبة من المفكرين والمثقفين والدبلوماسيين ورجال الإعلام والثقافة والفكر، بتوشيح عبد العزيز محيي الدين خوجة، وزير الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية بوسام الكفاءة الفكرية، الذي أنعم عليه به صاحب الجلالة الملك محمد السادس تقديرا لمجهوداته في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية. كما تسلم المحتفى به بهذه المناسبة، التي تخللتها مجموعة من الشهادات لمسؤولين ومفكرين كبار في حق عبد العزيز خوجة، الذي اجتمعت فيه مواصفات الكفاءة الفكرية والأدبية والإبداعية وصفات رجل الدولة المتمرس والدبلوماسي المحنك، درع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، تقديرا لجهوده في إغناء المكتبة العربية بأبحاثه الغزيرة واعترافا بما بذله خدمة للثقافة العربية والإسلامية إلى جانب تسليمه مجموعة من الهدايا والتذكارات. ونوه محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة، بالالتفاتة المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بتوشيح جلالته لعلم من أعلام الثقافة والفكر بالمملكة العربية السعودية الشقيقة وبالعالم العربي وهو الأديب والشاعر والدبلوماسي ورجل الدولة عبد العزيز محي الدين خوجة. وقال وزير الثقافة، في شهادة قدمها في حق المحتفى به، إنه من النادر أن تجتمع في رجل واحد كل مواصفات الكفاءة الفكرية والإبداعية والمهنية لتجعل منه شخصية ثقافية متميزة بأبعادها الإقليمية والعالمية، مشيرا إلى أن شخصية عبد العزيز خوجة تتكامل فيها إلى جانب مساراته المهنية والتدبيرية والسياسية والدبلوماسية معالم القدوة والتميز. وذكر بمسارات وزير الثقافة والإعلام السعودي الحاصل على دكتوراه الدولة في الكيمياء العضوية، مستعرضا مختلف المناصب التي تقلدها كمسؤول في هياكل الدولة أو كدبلوماسي لبلاده في العديد من الدول، ومن بينها المغرب، الذي قضى فيه سنوات طويلة تميزت بإسهاماته الكثيرة والمتنوعة في المجالين الثقافي والإعلامي، وكذا في تعزيز روابط الأخوة والتبادل والتكامل والتنسيق بين المملكتين الشقيقتين في مختلف القضايا ومجالات التعاون المشترك. وأكد أن المغاربة حكومة ومواطنين سيذكرون بكل تقدير وامتنان لهذا المفكر والمثقف والشاعر والدبلوماسي كل ما أسداه من جليل الخدمات والأعمال خلال مزاولته مهامه الدبلوماسية كسفير للمملكة العربية السعودية بالمغرب وكيف كان يتفاعل مع مكونات بلده الثاني، مشيرا إلى انفتاحه وتفهمه وتواصله وتجاوبه الموصول مع مختلف مكونات المجتمع المغربي حكومة ومؤسسات وهيئات مدنية وثقافية ومواطنين. من جهته، أكد عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في شهادته، أن منح وسام الكفاءة الفكرية لعبد العزيز محيي الدين خوجة، الذي هو أرفع وسام تمنحه المملكة المغربية لأقطاب الفكر والعلم والثقافة وللمشاهير النابهين المبدعين في هذه الحقول المعرفية هو تكريم لمثقف سعودي متميز وشاعر مبدع ودبلوماسي ناجح، كما أن هذا التوشيح هو تعبير وافي الدلالة عن عمق العلاقات التي تربط بين المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية وعاهليهما الكريمين جلالة الملك محمد السادس وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. وقال إن المحتفى به تجمعت فيه ملكات فريدة ما جعل منه قطبا من أقطاب الفكر والإبداع ليس على المستوى الوطني فحسب وإنما على المستوى العربي، مشيرا إلى مختلف المسؤوليات التي تقلدها ومنها سفير لبلاده بعدة دول كتركيا وروسيا ثم المغرب والتي عمل خلالها على تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكتين الشقيقتين والارتقاء بها إلى أعلى مستوى تصله العلاقات الثنائية بين الدول. ونوه بمبادرة جامعة سيدي محمد بن عبد الله المتمثلة في تنظيم هذا الحفل التكريمي، باعتبارها من الجامعات العتيدة التي تواصل أداء رسالتها العلمية والثقافية التي تنهض بها على أكمل وجه مستعرضا مسار المحتفى به باعتباره من رجال الدولة في المملكة العربية السعودية الذي تقلد العديد من المناصب والمهام بكل إخلاص وتفان. وبدوره، أكد عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، أن تكريم عبد العزيز محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام السعودي هو احتفاء بأحد عمالقة الشعراء في الوطن العربي والإسلامي في العصر الحديث لما ساهم به من إبداعات أغنت الخزانة العربية في مختلف ضروب القول الشعري. وأضاف أن المحتفى به وإن غادر المغرب بعد انتهاء مهامه الدبلوماسية فقد ظل المغرب يسكنه، كما أنه خص المرحلة التي قضاها بالمغرب بقصائد تعد من عيون الشعر، مشيرا إلى أنه إذا كان شعره الرقيق ظل حاضرا في المغرب فإن المغرب بدوره ظل حاضرا في أشعاره وأعماله الإبداعية. ونوه بجامعة سيدي محمد بن عبد الله على هذه المبادرة المتمثلة في تكريم هذا الأديب والشاعر، مشيرا إلى أن الاحتفاء بعبد العزيز خوجة هو من جهة اعتراف ووفاء لهذا الرجل، ومن جهة أخرى، تكريم لمسيرته الفكرية والثقافية ولعطاءاته الشعرية ولشخصيته وخصاله الرفيعة. وكان عمر صبحي، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أكد قبل ذلك أن تكريم الشاعر والدبلوماسي ورجل الدولة عبد العزيز محيي الدين خوجة يندرج في إطار المجهودات التي تبذلها الجامعة من أجل تأصيل نهج التكريم والتقدير للأسماء البارزة التي تحمل مشعل العلم والمعرفة وترفع راية الفكر والإبداع. وأضاف أن تكريم المحتفى به يشكل مناسبة لاستحضار العلاقات المغربية السعودية التي ما فتأت تتطور تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، مشيرا إلى أن هذه العلاقات تتسم بالتجدد وبتقوية أواصر ميثاق المحبة والتضامن والاستثمار المتواصل من أجل الرقي الشامل للبلدين ولباقي بلدان الأمة العربية والإسلامية. من جانبه، عبر عبد العزيز محيي الدين خوجة، وزير الثقافة والإعلام السعودي، عن عرفانه وامتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي تفضل وأنعم عليه بوسام الكفاءة الفكرية، والذي اعتبره تشريف يحمل في طياته كرم أخلاق ومناقب واهبه جلالة الملك محمد السادس، كما أنه يشكل في الوقت نفسه تكريما من جلالته للمعرفة والفكر. وبعد أن أشاد بكل من ساهم في تنظيم هذا الحفل أكد أن المغرب كان ومايزال قنطرة للعلم والفنون والمعارف بين الشرق والغرب، مضيفا أنه لولا المغرب لفقدت الأمة العربية والإسلامية نمطا فريدا في الثقافة الإسلامية، ولضاع جزء من الحضارة ولما حفظ التراث الأندلسي العريق الذي احتضنته مجموعة من المدن القديمة كفاس التي هي أرض التراث والعلم والمعرفة. وتحدث عن الفترة التي قضاها في المغرب كسفير لبلاده، والتي تميزت بربطه لعلاقات متينة مع العديد من رجال الفكر والثقافة والأدب، مشيرا إلى أنه تعلم من هذه التجربة الشيء الكثير وتعرف على المغرب المتعدد والمتنوع، حيث تمازج الأعراق والثقافات والتقاليد تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس. كما تطرق إلى العلاقات المغربية السعودية، مؤكدا أنها علاقات عريقة تزداد قوة مع الأيام وترتكز على خدمة قضايا الشعبين المغربي والسعودي، وكذا خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية. وتخلل هذا الحفل التكريم إلقاء قصائد شعرية عددت مناقب المحتفى به وما قدمه من خدمات للثقافة والفكر، من خلال الأعمال الفكرية والإبداعية التي أغنت الخزانة العربية والإسلامية، وكذا لمساهمته في تقوية ودعم العلاقات المغربية السعودية.