ثمن وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز بن محيي الدين خوجة عاليا اختيار المملكة المغربية لتكون أول ضيف شرف عربي في معرض الرياض الدولي للكتاب برسم سنة 2013 ٬ المنظم تحت شعار "الحوار ثقافة وسلوك" برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. ففي كلمة خلال حفل افتتاح المعرض مساء أمس الثلاثاء بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات٬ الذي حضره مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة٬ أشاد خوجة بالإبداع الأدبي المغربي المتنوع ومكانته المتميزة على مستوى الساحة الثقافية العربية والإسلامية . وذكر في هذا الصدد بأنه " قبل ما يقرب من ثمانية عقود من الزمان كتب العلامة المغربي الأستاذ عبد الله كنون٬ مؤلفه " النبوغ المغربي في الأدب العربي" ٬ مبرزا أن الذي حمل كنون على تأليف هذا الكتاب القيم " ما ذكره في مقدمته من تجاهل المشارقة لأدب إخوانهم المغاربة٬ فإذا به يضع كتابه هذا ويضيف إليه طبعة فطبعة٬ حتى أصبح موسوعة مهمة لثقافة وأدب المغرب الأقصى" . وسجل خوجة أن هذا الكتاب٬ الذي انتشر في أنحاء العالم العربي كله٬ كان مثار إعجاب القراء العرب٬ إلى درجة دفعت بأمير البيان شكيب أرسلان إلى الإشادة به حين صدوره ٬ قائلا " من لم يطلع على هذا الكتاب لا يحق له أن يدعي في تاريخ المغرب الأدبي علما٬ ولا أن يصدر على حركاته الفكرية حكما". وأضاف إنه كتب للراحل عبد الله كنون "أن يرى بعد ذلك ولع المشارقة وسواهم بالنبوغ الثقافي والعلمي لبلاده المملكة المغربية الشقيقة٬ حتى بات الإنتاج المغربي له قيمته في الأوساط العلمية والفكرية والأدبية والدينية والدراسات العربية والإبداع الأدبي والفلسفي". وجدد خوجة في ختام كلمته الترحيب "باسم الثقافة والمثقفين في المملكة العربية السعودية ٬ بالمغرب كضيف شرف لمعرض الرياض الدولي للكتاب لهذا الموسم"٬ داعيا رواد المعرض إلى "زيارة جناح المغرب٬ والاستماع إلى الندوات والمحاضرات التي نسعد فيها بأشقائنا المغاربة وبإبداعهم الأدبي والفكري". بدوره عبر ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودي للشؤون الثقافية المشرف العام على المعرض باستضافة المغرب كأول ضيف شرف عربي في معرض الرياض الدولي للكتاب٬ مبرزا أن نسخة هذا العام حظيت "بمشاركة مغربية فعالة من خلال البرنامج الثقافي ومن خلال دور النشر". وعبر عن سعادة بتواجد كوكبة من العلماء والمفكرين والأدباء والأكاديميين والباحثين المختصين المغاربة في الفكر والتاريخ والأدب واللغات والفنون ٬ مؤكدا أن "مشاركتهم ستكون محل تقدير واهتمام وانتفاع يتيح لنا فرصة التواصل والحوار لبناء المعرفة وإنضاج التجربة " . إثر ذلك تابع الحضور شريطا وثائقيا عن المملكة المغربية ٬ تم من خلاله استعراض أبرز المحطات في تاريخ المغرب قبل الفتح الإسلامي و بعده٬ والدول الإسلامية التي توالت على حكمه من الدولة الإدريسية إلى الدولة العلوية٬ مع الوقوف عند أبرز المعالم الحضارية التي يزخر بها المغرب. ويضم الجناح المغربي الذي يمتد على مساحة تقدر ب130 متر مربع حوالي 1000 عنوان، وبمشاركة 12 دارا مغربية للنشر تقدم مستجدات الإصدارات المغربية إلى القراء والمثقفين والإعلاميين السعوديين. كما سيتم، بموازاة هذا المعرض، تنظيم ثلاث ندوات موضوعاتية تتمحور أولاها حول "الفكر العربي الإسلامي في المغرب المعاصر" بمشاركة الأساتذة عبد السلام بنعبد العالي ومحمد المصباحي ومحمد جبرون، والثانية حول "الخطاب النقدي الأدبي في المغرب .. رهانات التحديث" بمشاركة الأساتذة محمد مفتاح وسعيد بنكراد وشرف الدين ماجدولين، والثالثة حول "الكتابة الروائية في المغرب .. تأملات وتجارب" بمشاركة الأساتذة الميلودي شغموم وجمال بوطيب وعبد الفتاح الحجمري، فضلا عن قراءات شعرية بمشاركة الشعراء عبد الكريم الطبال وصلاح الوديع وأمينة المريني.