قال الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، مساء أمس الاثنين بمراكش، إن المغرب يشكل نموذجا للتعاون جنوب - جنوب، وذلك بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشاد الرئيس الإيفواري، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى التاسع لمنتدى التنمية بإفريقيا حول موضوع "طرق التمويل الجديدة من أجل التغيير"، بالتزام جلالة الملك بتمتين العلاقات بين دول الجنوب. وأبرز السيد واتارا العلاقات القوية والاستثنائية التي تجمع بين المغرب وكوت ديفوار، منوها بانخراط الشركات المغربية في تنمية بلاده، وفي مقدمتها البنوك. وقال السيد واتارا "إن إفريقيا تتغير وتتحول وتزداد تنافسيتها بشكل أكبر"، مؤكدا أن التحدي الأساسي المطروح أمام إفريقيا هو مواكبة هذا التحول. ودعا الرئيس الإيفواري إلى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في اقتصادات الدول الإفريقية والنهوض بالشراكة بين القطاعين العام والخاص. وأضاف أن كوت ديفوار تطمح إلى التموقع كبلد صاعد بحلول سنة 2020، معتبرا بلوغ هذه الغاية في المتناول. وأكد أن هدف بلاده لا يقتصر فقط على تحقيق نمو مرتفع، ولكن أن يتسم هذا النمو بالإنصاف والتضامن، مبرزا أن الإنجازات التي راكمتها بلاده خلال الثلاث سنوات الأخيرة استفادت من ارتفاع الاستهلاك الداخلي. وقال السيد واتارا "لدي الثقة في قارتنا. إنها قارة المستقبل، والآفاق الواعدة، والقارة التي ستبهر العالم". وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى، الذي تنظمه اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا حول موضوع "طرق التمويل الجديدة من أجل التغيير"، بتوجيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة سامية إلى المشاركين تلاها رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، بحضور كل من الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، والرئيس السنغالي ماكي سال، ورئيس حكومة جمهورية الرأس الأخضر خوسي ماريا بيريرا نيفيس. ويشكل الملتقى التاسع لمنتدى التنمية بإفريقيا، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 16 أكتوبر الجاري، فضاء متعدد الأطراف للحوار والنقاش حول مواضيع مرتبطة بتنمية إفريقيا بغية إنجاز جدول أعمال لتنمية القارة والعمل على تطبيق الاستراتيجيات والبرامج الخاصة بالدول الإفريقية. ويعكس احتضان المغرب لهذا المنتدى، الذي ينظم لأول مرة خارج مقر اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا بأديس أبابا، بحسب وزارة الاقتصاد والمالية، الثقة التي تحظى بها المملكة المغربية من طرف العديد من المؤسسات الدولية في قدراتها على القيام بدور استراتيجي على مستوى تنمية القارة الإفريقية، بالنظر لاستقرارها السياسي والاقتصادي وإرادتها القوية في الدفع بالتعاون جنوب-جنوب.