انطلقت، مساء اليوم الاثنين بمراكش، أشغال الملتقى التاسع لمنتدى التنمية بإفريقيا، بحضور الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، والرئيس السنغالي ماكي سال، ورئيس حكومة جمهورية الرأس الأخضر خوسي ماريا بيريرا نيفيس، وشخصيات بارزة تنتمي إلى عوالم السياسة والاقتصاد والأعمال في القارة. وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى، الذي تنظمه اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا حول موضوع "طرق التمويل الجديدة من أجل التغيير"، بتوجيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة سامية إلى المشاركين تلاها رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران. ودعا جلالة الملك، في رسالته السامية، إلى توحيد الطاقات وحشد الموارد من أجل ربح الرهان الأكبر للقرن الحادي والعشرين المتمثل في قارة إفريقية تنعم بالوحدة والاستقرار والازدهار، وقال جلالته في هذا الصدد، "إن قارتنا التي تشهد تغيرا ملحوظا تحمل رسالة مفعمة بروح الأمل والتجدد، إلى المجموعة الدولية. فبفضل توحيد طاقاتنا وحشد مواردنا، سنتمكن جميعا من ربح الرهان الأكبر، الذي يطرحه القرن الحادي والعشرون، والمتمثل في انبثاق قارة إفريقية تنعم بالوحدة والاستقرار والازدهار"، مؤكدا جلالته أنه بالنظر لمؤهلاتها، "يتضح جليا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن إفريقيا هي اليوم أحوج إلى شراكات مثمرة لجميع الأطراف، أكثر من حاجتها لدعم مشروط". وأوضح جلالة الملك أن هذه الشراكات من شأنها أن تنهض بدور المحفز لحشد الموارد المالية اللازمة، والدفع بالاندماج الاقتصادي الإقليمي إلى الأمام، والنهوض بالموقع، الذي تحتله إفريقيا داخل النسق الدولي لخلق القيمة المضافة. كما أكد جلالة الملك أن "تعبئة المجموعة الدولية من أجل تحقيق المواكبة المالية للقارة الإفريقية، ينبغي أن تأخذ، بنفس الاهتمام، أبعادا ومعايير أخرى، لها أهميتها كالحكامة الجيدة، ومتانة المؤسسات، وتقوية القدرات المؤسساتية، والانسجام بين الجهات والأجيال، وتأهيل العنصر البشري". ودعا جلالة الملك مجددا المجتمع الدولي لبلورة رؤية متجددة تجاه القارة الإفريقية، مغايرة عن كل الرؤى التقليدية، وقال، في هذا الصدد، "إن دعوتنا للمجتمع الدولي لبلورة رؤية متجددة تجاه قارتنا، مغايرة عن كل الرؤى التقليدية، لا يعادلها سوى التزامنا المتواصل كبلدان إفريقية لاعتماد وتفعيل مقاربات تشاركية مبتكرة، وتطوير قنوات تعاون جنوب- جنوب غير مسبوقة، يطبعها التضامن، وتعود بالنفع على كل الأطراف". وشدد صاحب الجلالة على أن "المملكة المغربية، التي تضع في طليعة اهتمامها هذه الغاية السامية باستمرار، لتدعو في إطار علاقاتها بالأشقاء الأفارقة، إلى اعتماد مقاربة شاملة ومندمجة، من شأنها كذلك تعزيز السلم والاستقرار، وتشجيع التنمية البشرية المستدامة، خدمة لكل أبناء القارة، نساء ورجالا. كما تدعو لاحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وصيانة هوية شعوبها، الثقافية والروحية". ويتيح هذا المنتدى، الذي يعتبر حدثا بارزا للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة ينعقد كل سنتين، منذ أول دورة نظمت سنة 1999، إطارا متعدد الأطراف للنقاش حول قضايا ترتبط بتنمية إفريقيا، بهدف إعداد أجندة لتنمية القارة وتفعيل الاستراتيجيات والبرامج الخاصة بالبلدان الإفريقية. ويعكس هذا اللقاء، الذي ينعقد لأول مرة خارج مقر اللجنة الاقتصادية لإفريقيا بأديس أبابا، مجددا، الثقة التي تضعها المنظمات الدولية في المملكة وقدرتها على الاضطلاع بدور استراتيجي لتنمية القارة الإفريقية بالنظر لاستقرارها السياسي وديناميتها الاقتصادية. وتعرف الدورة التاسعة للمنتدى مشاركة العديد من الشخصيات من بينها قادة دول وحكومات ووزراء ومقاولون ورجال أعمال وخبراء وممثلون عن المجتمع المدني. وتعد "أنماط التمويل المبتكرة من أجل تحول إفريقيا" مفهوما تولد عن الاعتراف بدور التمويل في إنجاز برنامج التغيير الهيكلي الذي يقوم على مبادرات للتنمية مستلهمة إفريقيا تتمحور حول البلدان الإفريقية. وسيتدارس المنتدى القضية المحورية المتعلقة بكيفية الاستفادة من المصادر المبتكرة للتمويل من أجل تحول اقتصادي للقارة عبر التصنيع والنمو المدمج الذي يمكن من توفير مناصب الشغل وتحسين الظروف السوسيو- اقتصادية وتوفير الموارد لتمويل مبادرات التكيف في مواجهة التغيرات المناخية.