يتميز الأسبوع الجاري بزيارة عمل وصداقة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس، منذ يوم الأحد الماضي، إلى جمهورية الكوت ديفوار، المحطة الثانية في الجولة الإفريقية التاريخية، حيث خصصت أبيدجان لجلالته استقبالا رسميا وشعبيا يفوق الوصف. (ماب) وتميزت هذه المحطة بكونها شهدت أحداثا تؤسس لتحول مهم في العلاقات، وحفل مقام جلالة الملك في كوت ديفوار بالأنشطة التي تمثلت في ترؤس افتتاح واختتام المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري، وإلقاء جلالته خطابا تاريخيا يشكل تحولا في التعامل مع وضع قضايا القارة، فضلا عن الاستقبالات وإطلاق عدد من المشاريع المهمة. الوصول إلى أبيدجان لدى وصول جلالته إلى مطار فيليكس هوفويت بوانيي الدولي، وجد في استقباله، الوزير الأول الإيفواري، دانيال كابلان دانكان، وتقدم للسلام على جلالة الملك، رئيس الجمعية الوطنية، وعمدة بوربوي، وحاكم مقاطعة أبيدجان، ورئيس المجلس الدستوري، ورئيس المحكمة العليا، والنائب الأول لرئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ورئيس اللجنة الانتخابية المستقلة، ورئيس لجنة الحوار والحقيقة والمصالحة، ورئيس الهيئة العليا للحكامة الجيدة. بعد ذلك، استعرض جلالة الملك والوزير الأول الإيفواري تشكيلة شرفية أدت التحية، وبعد أن تقدم للسلام على جلالته كبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الإيفوارية، ووزراء الدولة، وأعضاء الحكومة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية العربية والإفريقية المعتمدة بأبيدجان، وأعضاء سفارة المغرب بالكوت ديفوار، وممثلو الجالية المغربية المقيمة بها، والضباط السامون المغاربة أعضاء عملية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالكوت ديفوار. بعد ذلك، تقدم للسلام على رئيس الوزراء الإيفواري أعضاء الوفد الرسمي المرافق لصاحب الجلالة. وبعد استراحة قصيرة بالقاعة الشرفية للمطار، وبمجرد ظهور جلالته تعالت هتافات الحشود الكبيرة من المواطنين والزعماء التقليديين الإفواريين، وكذا أفراد الجالية المغربية المقيمة بالكوت ديفوار، الذين جاؤوا من جميع أرجاء البلاد للترحيب بمقدم جلالة الملك، مرددين لفظة "أكوابا" (التي تعني "مرحبا"، بلغة باولي)، ومتمنين لجلالته مقاما سعيدا بأرض الكوت ديفوار. وقد أبى جلالة الملك إلا أن يتوجه صوب هذه الجموع الغفيرة ليبادلها التحية ومشاعر المحبة . إثر ذلك، توجه الموكب الرسمي صوب إقامة جلالة الملك بأبيدجان، حيث خصص سكان المدينة، الذين غصت بهم جنبات الشوارع التي مر منها الموكب، استقبالا حماسيا حارا واستثنائيا لجلالة الملك، حاملين الأعلام الوطنية للمغرب والكوت ديفوار، ومشيدين بالصداقة والأخوة المغربية- الإيفوارية. ترؤس افتتاح المنتدى المغربي الإيفواري أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الاثنين الماضي، بأبيدجان، على التزام المغرب الكامل بانتمائه الطبيعي للقارة الإفريقية. وقال جلالة الملك، في الخطاب الذي ألقاه في حفل افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري، "إن المغرب على غرار الكوت ديفوار، يلتزم التزاما كاملا بانتمائه الطبيعي لإفريقيا، الذي ظل يلازمه على امتداد تاريخه". وأضاف جلالة الملك أن على إفريقيا، أيضا، أن تستفيد من الفرص التي يتيحها التعاون الثلاثي، كآلية مبتكرة، لتضافر الجهود والاستثمار الأمثل للإمكانات المتوفرة، مشيرا جلالته في هذا الصدد إلى أن "المغرب، الذي كان رائدا في هذا النوع من التعاون، يعرب عن استعداده لجعل رصيد الثقة والمصداقية، الذي يحظى به لدى شركائه، في خدمة أشقائه الأفارقة". وتابع صاحب الجلالة أنه "من واجبنا الجماعي أن نجعل من العولمة قوة إيجابية في خدمة التطور في إفريقيا. وهو ما يجعل من النمو الاقتصادي، والتبادل التجاري، والاندماج الإقليمي، مواضيع ذات مكانة جوهرية". وأشار جلالة الملك، من جهة أخرى، إلى أن الدبلوماسية، التي كانت في السابق تعتبر أداة لتعزيز العلاقات السياسية، مطالبة اليوم بأن تعطي الأولوية للبعد الاقتصادي، الذي يشكل إحدى الدعامات، التي تقوم عليها العلاقات الدبلوماسية. ودعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، القطاع الخاص للانخراط في التنمية المستدامة للقارة الإفريقية. وقال جلالة الملك، إن "تحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية، يفرض على القطاع الخاص أن يوجه ديناميته وقدرته على الابتكار، نحو المجالات الواعدة، مثل الفلاحة والصناعة والعلوم والتكنولوجيا وتطوير البنيات التحتية". وفي الخطاب نفسه، أكد صاحب الجلالة أن القارة الإفريقية تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل، وكذا إلى مشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية. وقال جلالة الملك "فقارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية، أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية". وحظي الخطاب الملكي التاريخي، والمجدد للوعي الإفريقي باهتمام كبير داخل وخارج القارة السمراء، باعتباره يؤسس لمرحلة تفصل مع المنظور القديم، إذ كانت القارة الإفريقية عبر الخطاب الملكي على موعد مع استنهاض من نوع آخر، استنهاض للعقول قبل الهمم، لأننا لسنا في زمن الحرب والقتال ومناهضة الاستعمار، بل في زمن صناعة المستقبل، الذي يحاكم حاضرنا عندما يصبح ماضيا. وقال جلالته "فالتعاون الذي كان يقوم سابقا على روابط الثقة والوشائج التاريخية أصبح اليوم يرتكز، أكثر فأكثر، على النجاعة والمردودية والمصداقية" استقبالان ملكيان استقبل صاحب الجلالة الملك، يوم الاثنين الماضي، بالإقامة الملكية بأبيدجان، السيدة الأولى للكوت ديفوار، دومينيك كلودين واتارا، حرم فخامة الرئيس، الحسن واتارا، التي كانت مرفوقة بكريمتهما. وجاء ذلك اللقاء، في غياب فخامة الحسن واتارا، الذي يقضي فترة نقاهة خارج التراب الإيفواري، كما يندرج في إطار العلاقات العائلية القائمة بين قائدي البلدين. واستقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء الماضي بأبيدجان، الوزير مدير ديوان رئيس جمهورية الكوت ديفوار، مارسيل آمون طانوح. وخلال هذا الاستقبال، نقل المسؤول الإيفواري رسالة شفوية إلى جلالة الملك، من فخامة الحسن درامان وتارا. صاحب الجلالة يترأس حفل التوقيع على 26 اتفاقية شراكة واستثمار ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء الماضي بأبيدجان، مرفوقا بالوزير الأول لجمهورية الكوت ديفوار دانييل كابلان دانكان، حفل التوقيع على 26 اتفاقية شراكة بين القطاعين العام والخاص، واستثمار، في اختتام المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي الذي دام يومين. وتندرج هذه الاتفاقيات في إطار التوجيهات الكبرى الواردة في الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك في افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي، المتعلقة بتعزيز التعاون جنوب جنوب، وإضفاء الدينامية على الدور الذي يلعبه القطاع الخاص. ويتعلق الأمر ببروتوكول إضافي للاتفاق المتعلق بتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات (المبرم بأبيدجان يوم 19 مارس 2013 )، ووقعه نيالي كابا، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول، المكلف بالاقتصاد والمالية، ومحمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، - اتفاقية تتعلق بإنجاز نقطة للتفريغ، ستتم تهيئتها ببلدة لوكودجرو بأبيدجان، وقعها كوبنان كواسي أدجوماني، وزير الموارد الحيوانية والمائية الإيفواري، ونيالي كابا، وعبد الرحمان سيسي، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالميزانية، وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، ومحمد بوسعيد، ومصطفى التراب، عن مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، ومحمد الكتاني، الرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك. - اتفاقية توأمة بين ميناء أبيدجان المستقل، وبين ميناء الصيد بالداخلة، وقعها كوبنان كواسي أدجوماني، وغاوسو توري، وزير النقل الإيفواري، وعزيز أخنوش، وعزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك. - بروتوكول يتعلق بإحداث لجنة مشتركة لتفعيل اتفاق التعاون في مجال الصيد البحري وتربية الأسماك، وقعها كوبنان كواسي أدجوماني وعزيز أخنوش. - بروتوكول تعاون بين ميناء أبيدجان المستقل والوكالة الوطنية للموانئ (المغرب) - ميناء أكادير، وقعه غاوسو توري وعزيز رباح. - بروتوكول تعاون بين ميناء أبيدجان المستقل والوكالة الوطنية للموانئ (المغرب) - ميناء الدارالبيضاء، وقعه غاوسو توري وعزيز رباح. - ملحق باتفاق التعاون في القطاع السياحي، وقعه روجي كاكو، وزير السياحة الإيفواري ولحسن حداد وزير السياحة. - بروتوكول اتفاق في مجال تشجيع الاستثمارات، بين الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات ومركز تشجيع الاستثمارات بالكوت ديفوار، وقعه نيالي كابا، ومولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي. - اتفاق تعاون بين "مغرب تصدير" وجمعية تشجيع الصادرات بالكوت ديفوار، وقعه غي مبينغي، المدير العام لجمعية تشجيع الصادرات بالكوت ديفوار، ومولاي حفيظ العلمي. - اتفاقية شراكة بين مجموعة البنك الشعبي المركزي للمغرب ووزارة الاقتصاد والمالية بالكوت ديفوار (تمويلات صغيرة)، وقعها نيالي كابا ومحمد بنشعبون الرئيس المدير العام لمجموعة البنك الشعبي المركزي بالمغرب. - اتفاقية شراكة بين مجموعة البنك الشعبي المركزي للمغرب ووزارة الاقتصاد والمالية بالكوت ديفوار (برنامج تمويل قطاع التربية الوطنية والتعليم التقني بالكوت ديفوار)، وقعها نيالي كابا ومحمد بنشعبون. - بروتوكول اتفاق إطار بين دولة الكوت ديفوار والتجاري وفا بنك، وقعها نيالي كابا ومحمد الكتاني. - اتفاقية إطار بين دولة الكوت ديفوار والبنك المغربي للتجارة الخارجية، وقعها نيالي كابا وعثمان بنجلون، الرئيس المدير العام للبنك المغربي للتجارة الخارجية. - اتفاقية بين المجموعة القابضة "بالماري للتنمية" والحكومة الإيفوارية، من أجل بناء سكن اجتماعي، وقعها مامادو سانوغو، وزير البناء والإسكان والتطهير والتعمير، وهشام برادة السني، رئيس مجموعة "بالماري للتنمية". - مذكرة تفاهم لإقامة مركب لتحويل وتصبير السمك، لمجموعة (أونيمير) بالكوت ديفوار، وقعها كوبنان كواسي أدجوماني والصايل لعلج، الرئيس المدير العام لمجموعة "أونيمير". - اتفاقية بين "بلماري للتنمية" والحكومة الإيفوارية (مشروع سياحي، وقعها روجي كاكو وهشام برادة السني). - مذكرة تفاهم بين دولة الكوت ديفوار وشركة كوبر فارما - المغرب من أجل إنجاز وحدة صناعية لإنتاج الأدوية، وقعها ريموند كودو كوفي، وزير الصحة ومحاربة داء السيدا، وجواد الشيخ لحلو، الرئيس المدير العام لشركة كوبر فارما. - اتفاق شراكة بين مجموعة البنك الشعبي المركزي بالمغرب وصندوق دعم النساء بكوت ديفوار، وقعته سيلفي باتريسيا ياو، رئيسة ديوان السيدة الأولى، ومحمد بنشعبون. - بروتوكول اتفاق بين "إيبي المغرب" ومديرية الإعلام والآثار التكنولوجية، وقعه غلبتشين واتارا، مدير هذه المديرية، ممثلا لوزارة الدولة وزارة الداخلية والأمن، وعبد اللطيف هادف، الرئيس المدير العام لشركة "إيبي المغرب". - اتفاق إطار للتعاون والشراكة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية الكوت ديفوار والجامعة الدولية للدارالبيضاء، وقعه سيدو ديابي، مدير المنح الدراسية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الإيفوارية، وطرفة مروان، رئيس المجلس الأكاديمي بالجامعة الدولية للدارالبيضاء. - اتفاقية الشراكة بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب والاتحاد العام لمقاولات الكوت ديفوار لإحداث مجلس اقتصادي مغربي إيفواري، وقعه برنارد اندومي، نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات الكوت ديفوار، ومريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب. - مذكرة تفاهم للتعاون بشأن المناطق الصناعية بين مجموعة صندوق الإيداع والتدبير- تنمية، والوكالة الإيفوارية للتدبير وتنمية البنيات التحتية الصناعية، وقعه يوسف واتارا، المدير العام بالنيابة للوكالة الإيفوارية، وأنس هوير علمي، الرئيس المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير- (صندوق الإيداع والتدبير- تنمية). - اتفاقية إطار للتعاون في مجال المعادن بين الحكومة الإيفوارية ومجموعة (مناجم)، وقعها دمبلي يحيى المستشار التقني للمدير العام لشركة التنمية المعدنية لكوت ديفوار، وعبد العزيز أبارو، الرئيس المدير العام لمجموعة (مناجم). - اتفاق إطار للشراكة بين التجاري وفا بنك والصندوق الإفريقي للضمان للمقاولات الصغرى والمتوسطة، وقعه فيليكس بيكبو المدير العام للصندوق، ومحمد الكتاني. - اتفاقية تمويل بقيمة 50 مليون دولار بين البنك الشعبي المركزي والشركة المالية الدولية (فرع البنك العالمي)، وقعها جورجينا باكير المدير العام للشركة، ومحمد بنشعبون. - اتفاقية تمويل بغلاف مالي بقيمة 60 مليون دولار بين البنك الشعبي المركزي والبنك الياباني سوميتومي، وقعها يون يوكوي مساعد المدير العام، ومحمد بنشعبون. ترؤس حفل اختتام المنتدى المغربي الإيفواري ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بالوزير الأول لجمهورية الكوت ديفوار، دانيال كابلان دانكان، يوم الثلاثاء الماضي بأبيدجان، حفل اختتام المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي. وبهذه المناسبة، ألقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، كلمة أمام جلالة الملك، أكد فيها أن المغرب والكوت ديفوار يتوفران على موقعين استراتيجيين متكاملين، وتوجهات إقليمية، بل وقارية يمكن تطويرها بشكل مشترك. وقال إن المغرب والكوت ديفوار بلدان صاعدان، ويمكنهما معا، أن يساهما في تحقيق التنمية المشتركة، خدمة لمنطقة غرب إفريقيا كلها، ما سيتيح لهما بلوغ الإقلاع المنشود بشكل قوي وسريع، مبرزا أنه في عالم العولمة، فإن إقامة شبكة ومحاور استراتيجية قوية تعتبر مزايا أكيدة. وخلص إلى أن البلدين الشقيقين يملكان من المؤهلات ما يجعلهما يجسدان عن جدارة، قارة إفريقية متحررة من العقد، وترنو نحو المستقبل، قارة تدون بنفسها، وبكل ثقة، صفحات جديدة وواعدة من تاريخها. أما الوزير الأول الإيفواري، دانيال كابلان دانكان، فأعرب عن ارتياح وسعادة الحكومة الإيفوارية بهذا الالتزام الدائم للمملكة، التي أولت على الدوام اهتماما كبيرا لكل ما يهم إفريقيا جنوب الصحراء بصفة عامة، وغرب إفريقيا على الخصوص، بما فيها الكوت ديفوار، كنقطة ارتكاز وجسر للمبادرات المغربية في منطقتنا. وأضاف الوزير الأول الإيفواري، أن الالتزامات التي تمخض عنها هذا المنتدى، ستمكن من الاستجابة لانتظارات الشعبين المغربي والإيفواري، من خلال التقليص المستمر من حدة الفقر وخلق الثروات ومناصب الشغل على الخصوص لفائدة الشباب والنساء. وشكل هذا المنتدى الاقتصادي، الذي يشمل قطاعات متعددة، والمنظم من طرف الاتحاد العام للمقاولات بالكوت ديفوار والاتحاد العام لمقاولات المغرب، بشراكة مع مركز تنمية الاستثمارات بالكوت ديفوار وغرفة التجارة والصناعة بالكوت ديفوار والفيدرالية الإيفوارية للمقاولات الصغرى والمتوسطة، مناسبة لاستعراض الخبرة المغربية في كامل تنوعها، وفرص الأعمال وإمكانيات الشراكة بين المقاولات المغربية والإيفوارية، إلى جانب المؤهلات التي تزخر بها السوق الإيفوارية. وناقش المشاركون، على مدى يومين، فرص الاستثمار بالكوت ديفوار، والإطار المؤسساتي والتنظيمي للشراكات بين القطاعين العام والخاص، وانتظارات المستثمرين المغاربة بالكوت ديفوار، وفرص الاستثمار في القطاعات الواعدة (الفلاحة، الصناعة، والمناجم، والطاقة، ومشتقات البترول، والبنيات التحتية، والبناء والتعمير، والأشغال العمومية، والنقل، واللوجيستيك، والصحة، والسياحة، وتكنولوجية الإعلام والاتصال..). وشارك في أشغال هذا المنتدى الاقتصادي أزيد من 400 فاعل إيفواري و100 مقاولة مغربية، منحتهم هذه التظاهرة الكبرى فرصة استكشاف بعض التجارب الناجحة لمستثمرين مغاربة يستقرون بالكوت ديفوار. بناء أزيد من ثمانية آلاف وحدة سكنية اعتمادا على الخبرة المغربية تشكل زيارة جلالة الملك تجسيدا لثقافة البناء في الفكر الملكي، وفي هذا الصدد أطلق جلالته بأبيدجان، يوم الثلاثاء الماضي مشاريع عقارية رفقة الوزير الأول لجمهورية الكوت ديفوار، دانيال كابلان دانكان، وتهم بناء أزيد من ثمانية آلاف وحدة سكنية اقتصادية. وهي مشاريع تنسجم مع الخطاب الملكي الوازن بمناسبة افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري- المغربي. وتهم هذه المشاريع، التي تشكل تجسيدا لعزم جلالة الملك على تمكين بلدان القارة الإفريقية من الخبرة المغربية، التي تحظى بإعجاب كبير، سيما في مجال محاربة السكن غير اللائق، بناء 7500 سكن اقتصادي بحي "لوكودجورو" (مقاطعة أتيكوبي) و530 وحدة سكنية بمقاطعة "كوماسي". ورصد لهاتين العمليتين اللتين تندرجان في إطار الجهود المبذولة من طرف دولة الكوت ديفوار لمواجهة العجز البنيوي في مجال السكن، واللتين تنجزهما المجموعة العقارية المغربية "الضحى"، استثمارات بقيمة 2,2 مليار درهم، وتهمان مساحة إجمالية قدرها 29 هكتارا. ويهم مشروع "لوكودجورو" (26 هكتارا) تشييد مدينة مندمجة تزاوج بين الأصالة والحداثة، حيث تشتمل على 7500 سكن اقتصادي، ستنجز بأعمال داخلية ذات جودة عالية، وتهيئة ذات جمالية، وتجهيزات للقرب (مركز تجاري، مدرسة، إعدادية، مركز ثقافي، مركز إداري، مركز للشرطة)، فضلا عن حزام أخضر. ويهم مشروع "كوماسي" (ثلاثة هكتارات)، الواقع في قلب مقاطعة "كوماسي"، بناء 530 شقة اقتصادية ومدرسة. وتتجاوز هذه المشاريع المندمجة كونها مجرد استثمارات، ذلك أنها ستمكن سكان أبيدجان، لاسيما ذوي الدخل المحدود، من الولوج إلى سكن لائق بشروط تفضيلية (الشباك الوحيد). ويعكس المشروعان العقاريان علاقات الصداقة والأخوة التاريخية التي تجمع البلدين، كما يجسدان الإرادة الراسخة للمملكة المغربية في مصاحبة النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده جمهورية الكوت ديفوار، في إطار الشراكة رابح- رابح. أنشطة ملكية مكثفة يوم الأربعاء الماضي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس رفقة الوزير الأول لجمهورية الكوت ديفوار، دانيال كابلان دانكان، يوم الأربعاء الماضي، بالمنطقة الصناعية يوبوغون، الواقعة غرب أبيدجان، على إطلاق أشغال إنجاز وحدة صناعية لإنتاج أكياس تعبئة الإسمنت، بمبلغ إجمالي قدره 12 مليون أورو. وستصل الطاقة الإنتاجية لهذه الوحدة الصناعية، التي ستنجز من طرف شركة إسمنت إفريقيا- الكوت ديفوار (سيماف- كوت ديفوار)، فرع المجموعة المغربية "الضحى"، إلى 80 مليون كيس في السنة (قابلة للزيادة إلى 160 مليونا)، موجهة على الخصوص، لمصانع إنتاج الإسمنت التابعة للمجموعة بكل من الكوت ديفوار، وغينيا كوناكري، والكامرون، وبوركينا فاصو، والغابون، والكونغو برازافيل، والنيجر، ومالي. وزار جلالة الملك مرفوقا بدانيال كابلان دانكان مصنع الإسمنت الجديد التابع لمجموعة "الضحى"، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 500 ألف طن من الإسمنت في السنة (قابلة للزيادة إلى مليون طن سنويا)، ويشتمل على ورشة للطحن، وورشة للتكييس والشحن، ومستودعات مغطاة لتخزين مادة الكلينكر والمواد المضافة، ومختبر لمراقبة الجودة، إلى جانب بنايات إدارية وتجارية وتقنية. ويتمثل نشاط هذا المصنع في استقدام مادة الكلينكر من المصنعين التابعين للشركة المغربية "إسمنت الأطلس وسيمات"، فرع مجموعة "الضحى"، وتفريغها بالميناء، ونقلها ثم طحنها حتى تصبح صالحة لإنتاج مختلف أنواع الإسمنت ثم التسويق. وقام صاحب الجلالة في اليوم نفسه رفقة الوزير الأول الإيفواري، بزيارة لورش المشروع السكني "إقامات أكوابا"، المنجز من طرف المجموعة العقارية المغربية "أليانس"، بمدينة "أنياما" التابعة لمقاطعة أبيدجان. ويجسد المشروع، الذي رصدت له استثمارات تناهز ملياري درهم، لإرادة جلالة الملك في تمكين بلدان القارة الإفريقية عامة، والكوت ديفوار على وجه الخصوص، من الخبرة المغربية، التي تحظى بتقدير كبير، لاسيما في مجال محاربة السكن غير اللائق. ويمتد مشروع "إقامات أكوابا" على مساحة قدرها 65 هكتارا ويهم بناء 7800 سكن اقتصادي واجتماعي، إلى جانب عدد من تجهيزات القرب (مركز صحي، مدارس، إعداديات، ثانوية، مركز تجاري، بنايات إدارية، مسجد، كنيسة، ملاعب رياضية... إلخ). وسينجز هذا المشروع على ثلاث مراحل في أجل خمس سنوات ليستفيد منه عند الانتهاء من أشغال إنجازه قرابة 70 ألف شخص. ويشكل المشروع جزءا من برنامج شامل يهم إنجاز مجموعة "أليانس" لعشرة آلاف سكن اجتماعي و4000 سكن متوسط وعالي المستوى بمقاطعة أبيدجان، بموجب اتفاقية تم توقيعها من طرف المجموعة والدولة الإيفوارية. كما يهم هذا البرنامج الطموح، المندرج في إطار المجهودات المبذولة من طرف الدولة الإيفوارية لمواجهة العجز البنيوي في مجال السكن، الذي يقدر ب500 ألف وحدة سكنية، إنجاز مجموعة "أليانس" للمشروع السكني "باسام الكبرى" (114 هكتارا)، بملغ إجمالي قدره 1,3 مليار درهم. ويهم هذا المشروع المندمج الذي يشمل بناء وحدات سكنية اقتصادية واجتماعية من المستوى المتوسط (440 وحدة)، وإنجاز تجهيزات القرب، فضلا عن تجهيز عدد من التجزئات الأرضية. وبهذه المناسبة توجه عميد الأعيان بالدعاء والشكر إلى جلالة الملك وبالنجاح لهذه المشاريع، قبل أن يقدم لجلالته هدايا رمزية.