تعيش مدينة فاس، من 10 إلى 15 أكتوبر الجاري، على إيقاع الاحتفاء بالمسرح ورجالاته وأسئلته وقضاياه، من خلال مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي في دورته التاسعة التي تنظم تحت شعار "المسرح جسر فني لإشاعة قيم السلم والتسامح". يروم هذا الحدث الثقافي والفني، الذي ينظمه الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح، تفعيل حركية الفعل المسرحي بمدينة فاس والاحتفاء بالفرجة بمختلف تجلياتها. كما تهدف هذه التظاهرة، التي تنظم بدعم من وزارة الثقافة والعديد من الشركاء، تثمين ما راكمه المهرجان في الدورات السابقة من مكتسبات فنية وثقافية، والعمل على النهوض بالإبداع المسرحي ودعم رجالاته. وقال حسن علوي مراني، مدير المهرجان، إن الدورة التاسعة لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي ستعرف مشاركة مجموعة من الفرق المسرحية من المغرب وتونس ومصر وفرنسا، والتي ستقدم إبداعاتها الفنية التي تمتح من مدارس وآفاق مختلفة ولكنها تلتقي في الاحتفاء بالركح وقضاياه وأحلامه وهمومه. وأضاف علوي مراني، في ندوة صحفية عقدتها أمس الثلاثاء اللجنة المنظمة للمهرجان، أن برنامج هذه التظاهرة الفنية الكبرى، التي تنظم بشراكة مع ولاية الجهة والمجلس البلدي لمدينة فاس، يتضمن تقديم ثمانية عروض مسرحية، منها ستة عروض ستقدم داخل المسابقة الرسمية للمهرجان بالإضافة إلى عرضين سيقدمان خارج المسابقة الرسمية. وأوضح أن العروض التي ستقدم داخل المسابقة الرسمية من أجل التباري على جوائز المهرجان التي ستحمل اسم (برج النور) هي مسرحيات (الساروت) و(يا ليل يا عين) و(رجل الخبز الحافي) من المغرب، إلى جانب مسرحيات (الرجل الذي عاش واقفا) من فرنسا و(ماكبت) من مصر و(شاردة) من تونس، في حين سيتم تقديم مسرحيتي (الجدبة) و (رو .. بور .. طاش) خارج المسابقة الرسمية للمهرجان. وأضاف الفنان علوي مراني أن دورة هذه السنة، التي ستحمل اسم المسرحي عبد الحق الزروالي، ستتميز بتكريم مجموعة من الفنانين الذين ساهموا في النهوض بالفعل المسرحي، سواء بمدينة فاس أو بالمغرب ككل، وهم محمد فراح لعوان وعبد العالي امعيشي (بونعناعة) وأحمد جهيد بالإضافة إلى عبد الحق الزروالي الذي تحمل الدورة اسمه. وفي الشق الأكاديمي سيعرف المهرجان تنظيم ندوة فكرية حول موضوع "أسئلة الهوية في المسرح المغربي"، بمشاركة مجموعة من الباحثين والنقاد والمبدعين في المسرح، إلى جانب تنظيم حفل لتوقيع 10 إصدارات جديدة تجعل من المسرح موضوعا لها سواء إبداعا أو نقدا أو تنظيرا، فضلا عن تنظيم محترفات مسرحية لفائدة الشباب والمحترفين. ودعا مدير المهرجان جميع الفعاليات والمهتمين ووسائل الإعلام إلى دعم هذا المهرجان، مشددا على أهمية التعريف بهذا الحدث الثقافي والفني ودعمه ومساعدته على ضمان الاستمرارية من أجل الرقي بالإبداع المسرحي وإغناء الحركة المسرحية وتوهج شعلتها أكثر فأكثر بهدف نشر وترسيخ قيم السلم والتسامح والإخاء.