عقد زعماء قمة النورماندي، مؤتمرا صحافيا في ختام قمتهم في العاصمة الفرنسية باريس، المخصصة لبحث الوضع في أوكرانيا. ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته إلى ضرورة «تغيير الدستور الأوكراني بشأن دونباس والعمل بشأن تنفيذ العفو العام .» من جانبه، قال الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون إن الساعات التي قضيناها في النقاش إنجاز بذاته وإن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي «عمل على إعادة الثقة المتبادلة .» وأضاف «بعد أربعة أشهر يجب أن نجتمع في قمة جديدة والتقدم المحقق لم يحصل منذ 3 سنوات .» بدورها قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن الاجتماع ناقش وقف إطلاق النار وفصل القوات و »سنواصل تنفيذ اتفاقية مينسك .» أما رئيس أوكرانيا فقال إنه يسعى «للسلام والعدالة في أوكرانيا والاجتماع عقد في أجواء عملية وصريحة »، مشيرا إلى أنه أكد خلال الاجتماعات على ضرورة أن «تسيطرأوكرانيا على حدودها وضمان خروج القوات الأجنبية »، مضيفا أنه لن يسمح «بتغيير دستور أوكرانيا وتحويلها إلى دولة فيدرالية .» من جانبه، قال بوتين للصحافيين بقصر الإليزيه إن لقاءه مع زيلينسكي كان «جيدا .» وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، أكد قبيل اللقاء، أنه من المهم أن يبحث الرئيسان تنفيذ اتفاقات مينسك للتسوية، وامتنع عن الإجابة عمّا إذا ستتناول المباحثات خلاف الغاز بين موسكو وكييف. وحضر اللقاء كل من وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، ورئيس شركة «غازبروم » الروسية أليكسي ميلر، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالإضافة إلى يوري أوشاكوف، وفلاديسلاف سوركوف مساعدي الرئيس الروسي، والناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف. وبعد أول لقاء بينهما، وصف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأن لديه «ميكانيكا حيوية مختلفة »، مضيفا أن المباحثات كانت صعبة وانتهت ب »التعادل .» وقال زيلينسكي للصحافيين في أعقاب اجتماع عقده مع بوتين في إطار قمة رباعية النورماندي في باريس أول أمس الاثنين «كانت هناك بعض التنازلات.. لا أدري من تغلب على من، والأحرى بنا أن نتحلى باللهجة الدبلوماسية الآن، لا نزال في بداية الحوار. دعونا نقول إنه تعادل حتى الآن .» وأشار زيلينسكي إلى أن الاجتماع استغرق أكثر مما كان مخططا له، وقال: «لقد خصص للقاء 20 دقيقة لكنه استغرق نحو ساعة، وجرى على مرحلتين، الأولى اجتماع بحضور أعضاء الوفدين والثانية لقاء على انفراد. هل يمكننا التوافق؟ إنه أمر صعب لكن عشنا اليوم لحظات توصلنا فيها إلى نوع من التوافق حول بعض المسائل .» ولفت زيلينسكي إلى أن هناك اختلافا بينه وبين بوتين في طريقة التفاوض، وقال كل مسألة يحللها )بوتين( بالتفصيل ونخوض في التسويات حول كل كلمة. هذا أمر صعب. أنا شخص مختلف، سريع، أسعى إلى تحقيق اتفاق على الفور. أما هو فالأمر مختلف، هناك ميكانيكا حيوية مختلفة. سنرى لاحقا ما إذا كان بمقدورنا أن نتفق بشكل عام، أما اليوم فكانت هناك بعض التنازلات، وشعرت بها. واعتبر زيلينسكي أن الاحتجاجات التي شهدتها كييف على مدى اليومين الأخيرين، استغلها بوتين كورقة ضد أوكرانيا خلال المباحثات. وفي إشارة إلى قيام آلاف من أنصار الأحزاب والقوى المعارضة بنصب خيام أمام القصر الرئاسي وسط كييف، في محاولة لمنع الرئيس من «الرضوخ لشروط بوتين » وإبرام اتفاقات «تناقض المصالح القومية الأوكرانية .»