ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن الرئيسين الأوكراني بيترو بوروشينكو والفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجلا ميركل جددوا، الاثنين ببرلين، دعوتهم للاحترام التام لاتفاقيات مينسك التي تنص بشكل خاص على الهدنة، التي أصبحت تنتهك بشكل شبه يومي في عدة مواقع من الجبهة. وأعلنت المستشارة الألمانية خلال مؤتمر صحفي أن "اتفاق وقف إطلاق النار لم يحترم بشكل كامل وهذا يعني وقوع المزيد من الضحايا"، مضيفة أنه "ينبغي القيام بكل ما يمكن لكي يصبح وقف إطلاق النار واقعا. وهذا ما يعني أن كل ما اتفقنا عليه في مينسك يجب أن يصبح واقعا". وأشارت المستشارة الألمانية مع ذلك إلى أن قادة الدول الثلاث اجتمعوا في العاصمة الألمانية لدعم اتفاقيات مينسك 2 وليس لإعادة النظر فيها، مضيفة أن هذه الاتفاقيات تبقى أساسية على مستوى التسوية السلمية للوضع في أوكرانيا. وأكد الرئيس الفرنسي بدوره أنه ليست هناك سوى قاعدة واحدة وهي الاحترام التام لاتفاقيات مينسك واستنادا عليها أجرينا تقييما للوضع. وأوضحت أنجيلا ميركل، أيضا أن اجتماعا رباعيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد قريبا لضمان تطبيق الاتفاقيات إذا لزم الأمر. وأضافت "سنبحث حصيلة القمة عبر الهاتف مع الرئيس الروسي، ولا أستبعد أن يتم عقد لقاء مستقبلا". ومن جهته، أشار بورونشينكو إلى أنه يأمل في مواصلة التفاوض مع موسكو: نحن لا نحتاج لصيغ جديدة (...) صيغة نورماندي (برلين، باريس، كييف وموسكو) هي الأساس وهي التي بدت ناجعة". وأشار إلى أن أوكرانيا، احترمت التزاماتها، وأنه يتعين على الطرف الآخر أن يحدو حدوها: فروسيا والمتمردون هم التهديد الوحيد لاستباب السلام في المنطقة". وأشاد الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية بعيد استقلال أوكرانيا الذي تم الاحتفال به أمس الاثنين. وقال هولاند: "إننا نجتمع في يوم ذي دلالة رمزية، وهو عيد استقلال أوكرانيا، وحول استقلال أوكرانيا تحديدا ما زال يجب علينا أن نعمل". وأعرب عن أمله في إقامة اتفاق شراكة بين كييف والاتحاد الأوروبي، "حتى تستطيع أوكرانيا الاقتراب من الأفق الأوروبي الذي اختارته". وتجدر الإشارة إلى أن اتفاقيات السلام مينسك 2 مكنت من إقامة هدنة تم احترامها إلى حد ما في هذا النزاع الذي خلف 6800 قتيل منذ بدايته في أبريل 2014، من بينهم 1500 قتيل منذ التوقيع على هذه الاتفاقيات. إلا أن التوتر تصاعد مؤخرا في شرق أوكرانيا. وقد أدان الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عودة أعمال العنف، في حين ألقت كييف والولايات المتحدة باللوم على روسيا، التي تتهم بدعم المتمردين عسكريا ونشر قواتها في أوكرانيا. واتهمت موسكو من جهتها الأوكرانيين بالتحضير لهجوم ضد الانفصاليين.