حضرت جهود المرأة القروية في التنمية في فعاليات "اليوم الدولي للنساء"، الذي سلّطت فيه الأممالمتحدة، اليوم الثلاثاء، الضوء على جهود المرأة القروية في دعم وتنمية الاقتصاد الأخضر، رغم ما تعانيه النساء من فقر وتهميش ولا مساواة في الفرص المتاحة. وأوضح أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، في إطلاقه لفعاليات الاحتفال باليوم الدولي للمرأة، الذي يصادف كل 15 أكتوبر من كل سنة، أن النساء القرويات، هن أول من يعتمد الأساليب الزراعية الجديدة، وهن أول من يستجيب في حالات الأزمات بحكم أن أعلبهن مباشرات أعمال في مجال الطاقة الخضراء، ويعتبرن قوة عظيمة يمكن أن تدفع بعجلة التقدم العالمي. وبشراكة مع هيئة الأممالمتحدة للمرأة، أطلقت وزارة الأسرة والتضامن دراسة إستراتيجية حول التمكين الاقتصادي للنساء وبلورة البرنامج الوطني المندمج للتمكين الاقتصادي للنساء في أفق 2030. وتولي الخطة الحكومية "إكرام 2"، للنهوض بأوضاع النساء أهمية بالغة لتقوية فرص عمل النساء وتمكينهن اقتصاديا، ودعم حقوق النساء في علاقتها مع الأسرة، وتقوية مشاركة النساء في اتخاذ القرار، وحماية النساء وتعزيز حقوقهن، ونشر مبادئ المساواة ومحاربة التمييز والصور النمطية المبنية على النوع الاجتماعي، وإدماج النوع في جميع السياسات والبرامج الحكومية، والتنزيل الترابي لأهداف الخطة. ويزداد الاعتراف بما للنساء من دور في ضمان استدامة الأسر والمجتمعات القروية وتحسين سبل العيش، ورغم تكفلهن الطبيعي بالرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي داخل أسرهن في القرى، تمثل النساء النسبة الأكبر من القوى العاملة في المجال الفلاحي، ويسهمن في الإنتاج الفلاحي وإدارة الأراضي والموارد الغذائية. ومع ذلك، تسجل تقارير الأممالمتحدة المتعلقة بالنساء، أنهن يعانين من فقر متعدد الأبعاد، ومن حواجز هيكلية، منها الأعراف والتقاليد الاجتماعية التمييزية، وبعضهن يعانين من صعوبة الحصول على الخدمات العامة مثل التعليم والرعاية الصحية والهياكل الأساسية. كما تكشف تقارير الأممالمتحدة أن امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء تعمل في الزراعة، وتعتمد بنسبة 80 في المائة من الأسر التي تفتقر إلى شبكة الماء الصالح للشرب على النساء والفتيات لجلب المياه. وتعتبر مقررات الأممالمتحدة أن "معالجة قضية عدم المساواة بين الجنسين هي من أكثر الطرق فعالية لتحقيق التقدم في مكافحة التهديدات التي يفرضها تغير المناخ"، مشيرة إلى أن النساء تتمتعن بقدرة أكبر على الاستجابة لتغير المناخ، ويلعبن أدوارا هامة في تبني تقنيات منخفضة الكربون، ونشر المعرفة حول تغير المناخ والحث على اتخاذ إجراءات. وتشكل الأيام الدولية مناسبة للأمم المتحدة لتثقيف الشعوب، والحكومات، وبرلمانات العالم، بشأن القضايا ذات الأهمية ولتعبئة الموارد والإرادة السياسية لمعالجة المشاكل العالمية والاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها.