بعد 5 أيام مرت في أجواء احتفالية تخللتها لحظات إنسانية ستبقى موشومة في ذاكرة سكان وضيوف عاصمة البوغاز، أسدل، اليوم الأحد، الستار عن فعاليات الدورة الثالثة للأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، التي احتضنتها ساحة "مالاباطا" في طنجة. وعرفت الدورة نجاحا باهرا فاق التوقعات، لا من حيث التنظيم ولا من حيث عدد الزائرين، الذي بلغ رقما قياسيا وصل، وفق ما أكدته مصادر مطلعة ل"الصحراء المغربية"، إلى حوالي 500 ألف، أي بمعدل 100 ألف زائر في اليوم. وكما عاينت "الصحراء المغربية"، فإن اليوم الرابع كان الأكثر تميزا لكونه عرف جذب أكبر عدد من الزوار، الذين تجاوز عددهم 146 ألفا، ما استدعى اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية الإضافية لضمان انسيابية الحركة والتجول داخل فضاء التظاهرة. وكان من ضمن ضيوف هذا اليوم أطر ولاعبو فريق اتحاد طنجة لكرة القدم، الذين تجولوا بين مختلف أروقة فضاء الأبواب المفتوحة والاستفسار عن بعض التجهيزات المعروضة. كما حرصوا خلال التقاط صورة تذكارية مع مسؤولين أمنيين حمل لافتة تقدموا من خلالها ب"عبارات الشكر والامتنان لرجال الأمن على مساهمتهم الكبيرة في إنجاح مبارياته تنظيما وتأمينا ومرافقة، والسهر على حماية أعراض وممتلكات وحياة المواطنين". وفي تصريح ل"الصحراء المغربية" عن الأجواء التي مرت فيها النسخة الثالثة للأبواب المفتوحة، محققة هدف تحطيم معدل دورة مراكش التي استقطبت أروقتها 260 ألف شخص، قال محمد أوعلا أوحتيت، والي أمن طنجة "التوافد كان كثيرا جدا. والشيء الجميل أن الزوار كانوا من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية.. طلبة جامعيون وحرفيون ومواطنون عاديون وتجار وجمعيات المجتمعي المدني وتلاميذ المؤسسات التعليمية"، وزاد موضحا "هذا يشرف التظاهرة، التي هي طبعا ناجحة بجميع المقاييس". وأضاف والي أمن طنجة، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، "نسجل يوميا معدل 100 ألف زائر. هذا رقم قياسي ويبشر ويدل على أن التظاهرة ناجحة بكل المعايير"، مشيرا إلى أن "هذا الإقبال يدل على أن المواطن المغربي متعطش للقاء الأمن مباشرة والتواصل معه دون حواجز، وأيضا الاطلاع على التجهيزات التي تتوفر عليها المديرية العامة للأمن الوطني والعمل الذي يقوم به لخدمته. وشهدت التظاهرة تقديم ثمانية عروض بشكل مباشر، توضح أساليب وتقنيات التدخل المعمول بها من لدن وحدات التدخل كتقنيات الحماية المقربة، وسياقة الدراجات، وشرطة الخيالة، والكلاب المدربة للشرطة، والدفاع الذاتي وإدارة الأزمات. أما على مستوى الورشات التفاعلية والتحسيسية، فكان الزوار على موعد مع سبع ورشات حول مواضيع ذات صلة مباشرة بالمواطن، من قبيل تزوير المستندات والأوراق النقدية، والجرائم الإلكترونية والرسم التقريبي، بالإضافة إلى فضاء للتوعية والترفيه مخصص للجمهور الناشئ، بالإضافة إلى سبع دورات ناقشت مواضيع أمنية راهنة. يشار إلى أن تنظيم هذه الأيام يندرج ضمن استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني للانفتاح على محيطيها المجتمعي، ولتمكين المواطن من الاطلاع على آليات التحديث المعتمدة لضمان أمن المواطنين والممتلكات وحفظ النظام العام. كما تجسد إرادة المديرية العامة للأمن الوطني لترسيخ القرب من المواطن، ولتسليط الضوء على الجهود المبذولة على مختلف المستويات الأمنية، وكذا سعيها لتقديم خدمات ذات جودة رفيعة تستجيب لتطلعات السكان في مجال الأمن، وفقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. يذكر أنه ضمانا لمزيد من الإشعاع لهذه التظاهرة، جرى نقلها من عالمها الواقعي إلى العالم الافتراضي عبر وسائط الاتصال الجماهيري من خلال إطلاق تطبيق معلوماتي على الهواتف المحمولة خاص بأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، وكذا صفحة على موقع "فيبسوك"، وقناة على "يوتيوب"، لتمكين عموم المغاربة والأجانب من الاطلاع على أنشطة وفضاءات التظاهرة، باللغة العربية وكذا باللغات الأجنبية: الفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية. كما خصص فضاء للصحافة ووسائل الإعلام، تتوافر فيه معدات معلوماتية وآليات للربط بشبكة الأنترنت، مع تجهيز استوديو متكامل للتصوير والبث التلفزي، يسمح بإذاعة حلقات وأخبار بشكل مباشر من عين المكان، علاوة على توفير إمكانية الاتصال بالأنترنت عن طريق تقنية "الويفي" بالمجان لعموم الزوار، وهي المسألة المهمة التي ساهمت فيها شركة "اتصالات المغرب".