نظمت "فيلد أتيتود" أمس الثلاثاء الدورة السادسة من المعرض الدولي لتكنولوجيا الماء والتطهير "سيطو" بالبيضاء، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتهدف هذه الدورة التي ستستمر على مدة ثلاثة أيام جمع فاعلين وطنيين ودوليين حول موضوع الحفاظ على الماء والطاقة المائية، إضافة إلى إشراك الشباب في هذه القضية الحيوية وجعل الماء عنصرا هاما في مشروع النموذج الجديد للتنمية الذي التزم به المغرب تنفيذا لتوجهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حسب تأكيد المنظمين. وأكد المتدخلون أن العالم الذي نعيش فيه تغير بسبب العولمة وأصبح يواجه العديد من الإكراهات والأزمات الطاقية والغذائية والمالية والبيئية، وهو ما يستدعي منا اللجوء إلى التفكير في نموذج جديد للتنمية يقوم على أساس الترويج لاقتصاد أخضر يتم التعامل من خلاله مع البيئة على أساس أنها مؤهل نحو التطور وليس عائقا في طريقه. ويرى المتدخلون أن استغلال مكانة الماء والطاقة وأهميتها في نموذج تنموي جديد يقوم على أساس "التغيرات المناخية والانتقال الإيكولوجي"، وهو ما سيمكن المشاركين من اقتراح حلول جديدة ومبتكرة ومنهجيات وسيناريوهات أفضل من أجل التدبير الجيد والعقلاني مع الاخذ بعين الاعتبار المقاربات العمومية ورهاناتها القانونية والمالية. وفي هذا الصدد صرح عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر ل "الصحراء المغربية"، أن اللقاء يندرج في الموقع المركزي بالنسبة إلى الماء وكل نماذج التنمية بحكم التغيرات المناخية أولا، وأهمية الماء بالنسبة للتنمية القروية والفلاحية والسياحة. وأكد الحافي أن "الماء يبقى في موقع مركزي وهو الذي يجعل السياسية المائية التي نهجها المغرب منذ الستينات كانت رائدة بالنسبة لتعبئة كل الموارد السطحية في بناء السدود وكل المنشئات المائية لتوزيع المساحات المسقية، الشيء الذي جعل المغرب رغم كل ما يشهده من تغيرات مناخية وتذبذب بسبب عدم استقرار التساقطات المطرية استطاع أن يجعل من الماء مادة للاستقرار بصفة عامة". وأما في ما يخص البرامج التنموية الجديدة قال المندوب السامي "إننا بسبب النمو الديمغرافي أو التوسع العمراني والحاجيات المتزايدة بالنسبة للمواد الغذائية وضمان الأمن الغذائي، تطرح إشكالات نتيجة استعمالات هذه المياه التي في هيكلها محدودة لهذا يجب استعمالها أحسن استعمال لضمان أكبر قيمة مضافة لصالح التنمية". ومن جهته أكد محمد الشعيبي، رئيس الائتلاف الوطني لتثمين النفايات وممثل عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب ل"الصحراء المغربية"، "نشارك في هذه التظاهرة لأننا مقتنعون منذ سنوات أن الماء هو أساس كل تقدم وازدهار، ونحاول داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن تكون لجن خاصة بالاقتصاد الجديد للمناخ". وأضاف الشعيبي أن "مشكلة الماء تحتل الصدارة في الأمور التي يهتم بها الائتلاف والاتحاد العام لمقاولات المغرب سواء في التثمين أو التدوير وإعادة استعمال المياه والاستعمال الناجع، وهذا هو أساس الازدهار الاقتصادي والاجتماعي الذي يهدف له الاتحاد العام". ومن جانب آخر أكدت حورية التازي صادق، رئيسة التحالف المغربي للماء، أن تنظيم هذه المناظرة الدولية يجمع ما بين قضية المناخ والتغيرات والنموذج الجديد للتنمية، مشيرة إلى أن المناظرة جاءت انطلاقا من خطابي جلالة الملك محمد السادس، الأول هو خطاب العرش الذي نبه من خلاله جلالته إلى أهمية الحفاظ الموارد الطبيعية مؤكدا أن الماء أولية بالنسبة لهذه الموارد. كما دعا جلالته، في خطاب افتتاح الدورة التشريعية أكتوبر2018 إلى التفكير بصفة جماعية حول نموذج جديد للتنمية، أي أن ننظم مناظرة وتقديم اقتراحات تخص النموذج الجديد للتنمية وقضية الماء". وأشارت رئيسة التحالف المغربي للماء إلى أنه "بعد التفكير تبين أن مسلسل التطور الذي شهدته قضية الماء بالنسبة للمفاهيم والتطبيق على أرض الواقع يمكن أن نجد لها حلولا ونفكر بشكل إيجابي لإيجاد منظور شمولي جديد". وأما رجاء شافيل مديرة مركز الكفاءات للتغيرات المناخية (4) فصرحت ل"الصحراء المغربية"، أن من أهم تجليات آثار التغيرات المناخية تظهر على الموارد المائية، ذلك أن الأمطار ستقل ودرجة الحرارة سترتفع ولا قدر الله حتى مياه البحر ستدخل إلى المياه القارية وبالتالي تهدد مياه الشرب بالملوحة". وترى شافيل أن أهمية اليوم الدراسي تتجلى في وضع النقاط على العلاقة ما بين التغيرات المناخية والموارد المائية، لأن كل سياسة تنهج للحد من التغيرات، خاصة في بلد كالمغرب باعتباره بلدا فلاحيا، يجب أن تهتم بالحد من أثر التغير المناخي على الموارد المائية". وتحدثت مديرة مركز الكفاءات للتغير المناخي عن الدور الذي يقوم به هذا الأخير في مجال مواجهة التغيرات المناخية، من قبيل تنمية القدرات للفاعلين المهتمين بالموضوع سواء في المغرب أو في الدول الإفريقية تجاه التغير المناخي، وكيف أن نقوم بسياسات ناجعة في إطار الحد من التغير المناخي، والتأقلم خاصة في مجال الماء والفلاحة والموارد الطبيعية. تصوير "سوري"