أسفرت المرحلة الأولى لحملة تلقيح قطيع الماشية ضد الحمى القلاعية، تطعيم 842 ألف رأس من الأغنام، أي ما يعادل 84 في المائة من الأهداف المسطرة الرامية إلى تحصين مليون من رأس الأغنام في المغرب. وهمت الحملة، التي أطلقها المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية، منذ 18 غشت الماضي، رؤوس الأغنام في الأقاليم الحدودية، حيث الولوج صعب إلى خدمات التلقيح المجانية في الجهات الحدودية الشرقية والمتاخمة لها. وتنطلق المرحلة الثانية من حملة تلقيح قطيع الماشية في 22 من شتنبر الجاري، في باقي مناطق المملكة، لبلوغ هدف تلقيح حوالي 1.7 مليون من رؤوس الأغنام، بالموازاة مع تأكيد المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية، أنه لم يسجل، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، أي حالة إصابة بمرض الحمى القلاعية. وتجري حملة التلقيح بتنسيق بين السلطات المحلية والأطباء البياطرة وممثلي الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، لضمان تحصين القطيع المغربي من انتقال العدوى بالحمى القلاعية، التي سجلت خلال الشهور الماضية في كل من تونسوالجزائر. في هذا الإطار، أفاد عبد الكريم البيداني، نائب رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، في تصريح ل"المغربية"، أن القطيع المغربي سليم وخال من أي مرض معد. وأوضح البيداني أن قطيع الماشية يستفيد من 4 ملايين جرعة من التلقيحات المضادة للتسممات الداخلية، في إطار عملية تلقيح مجانية مدعمة، يوفرها المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية لفائدة مربي الأغنام والماعز في المغرب. وذكر أن ذلك، يأتي بالموازاة مع توفير أدوية أخرى، طيلة السنة، مضادة للأمراض الداخلية والمعوية، مع إخضاع القطيع لفحوصات طبية يشرف عليها أطباء بياطرة وتقنيون تابعون لوزارة الفلاحة ولمكتب السلامة الصحية والمنتجات الغذائية. وبالموازاة مع ذلك، يظل مربو الأغنام والماعز مطالبين باتخاذ جميع التدابير لتفادي ظهور أي إصابات في المغرب، من خلال الوعي بأهمية حماية الأكباش الموجودة، حاليا في المستودعات لأجل العلف، والتي يقدر عددها ب5 ملايين كبش، لتغطية الطلب على أضحية العيد، من خلال الحيلولة دون ولوج مواشي أخرى داخل مستودعات تعليفها. يشار إلى أن عملية تلقيح الماشية بالمنطقة الشرقية الحدودية يأتي عقب ظهور حالة من إصابة الأغنام بالحمى القلاعية في الجزائر، في 27 من شهر يوليوز المنصرم، ما استدعى اتخاذ مجموعة من التدابير على الصعيد الوطني لتفادي وصول العدوى بالداء إلى القطيع المغربي. وتبعا لذلك، رفع مكتب السلامة الصحية نسبة اليقظة على الصعيد الوطني، من خلال مراقبة نقط العبور الحدودية، وتتبع الأوضاع في المناطق المغاربية، منذ أن ظهر الداء وسط قطيع الماشية في تونس، شهر أبريل الماضي، وظهوره في الجزائر شهر يوليوز الماضي. وسبق هذه التطمينات، صدور تقرير سابق عن مديرية الجهة الشرقية للمكتب الوطني للسلامة الصحية، أفاد أن "جميع الأبحاث الميدانية والتحاليل المخبرية، التي أجريت على الماشية في الأسواق بالجهة الشرقية، ونقط البيع والمجازر الجماعية والقروية بهذه المنطقة أثبتت عدم تسجيل أي حالة مرض معد عابر للحدود". وتبعا لذلك، "أكدت المصالح المختصة التابعة لوزارة الفلاحة سلامة القطيع في المنطقة الشرقية بناء على نتائج المراقبة الصحية المستمرة للقطيع، التي باشرتها المصالح البيطرية الإقليمية، وكذا الأطباء البياطرة العاملون في القطاع الخاص". وأوضحت المصالح البيطرية في الجهة الشرقية أنها "اتخذت جميع الإجراءات الوقائية اللازمة لتفادي دخول المرض إلى التراب الوطني عبر الحدود وحماية القطيع الوطني، خصوصا عن طريق تشديد المراقبة الصحية البيطرية للماشية بهذه المنطقة، بتنسيق مع السلطات المعنية". يشار إلى أن وزارة الفلاحة تؤكد قضاء المغرب على مرض الحمى القلاعية، بعد أن عرف حالات وبائية من الداء، سجلت خلال سنوات 1977 و1983 و1999.