اتخذت وزارة الفلاحة والصيد البحري سلسلة من التدابير الوقائية لحماية القطيع الوطني، على إثر تطور مرض الحمى القلاعية التي تصيب الأبقار، والذي أعلن عن رصده في الجزائر منذ 27 يوليوز المنصرم. وأوضح بلاغ للوزارة أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية اتخذ، منذ إعلان السلطات الجزائرية عن ظهور هذا المرض، سلسلة من التدابير للحد من خطر دخول المرض إلى التراب الوطني. وتتمثل التدابير المتخذة، حسب البلاغ، في تعزيز اليقظة، لاسيما على طول المناطق الحدودية، وحظر استيراد الحيوانات والمنتجات الحيوانية وذات المصدر الحيواني، وكذا الأعلاف الحيوانية من هذا البلد. كما تتمثل في إنشاء خلية للمراقبة الصحية لتتبع الوضع الصحي في منطقة المغرب العربي وكذا على المستوى الوطني، فضلا عن إشراك الوزارات المعنية لتعزيز المراقبة بالمناطق الحدودية لمنع الإدخال غير القانوني للحيوانات ولمنتجاتها. وأضاف المصدر ذاته أن هذه التدابير سيتم تعزيزها من خلال إطلاق حملة، على الفور، لتطعيم قطيع الأبقار وذلك بالمناطق الحدودية في شرق وجنوب شرق المملكة وستمتد هذه الحملة تدريجيا لتشمل كافة قطيع الأبقار على الصعيد الوطني. وذكرت الوزارة أن هذه الحملة ستمكن من ضمان حماية لقطيع الأبقار ضد هذا المرض، مشيرة إلى أنه سيتم خلال الستة أشهر المقبلة إجراء حملة إعادة تلقيح لتعزيز مناعة قطيع الأبقار على الصعيد الوطني. يشار إلى أنه لم يتم، حسب الوزارة، رصد أية حالة إصابة بمرض الحمى القلاعية على مستوى التراب الوطني، ولا زال المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية يراقب عن كثب الوضعية الصحية للقطيع. و تشهد الجزائر انتشارا كبيرا لمرض الحمى القلاعية مما أدى إلى حالة من الرعب في أوساط الجزائريين وانخفض الاقبال على اللحوم الحمراء وقد عجزت الحكومة الجزائرية حيث يواصل المرض زحفه من ولاية إلى أخرى لينتشر في أكثر من 19 ولاية جزائرية و هو ما أدى إلى نفوق حوالي 900 رأس من الماشية. ورغم النفي الجزائري الرسمي بوجود إصابات بين صفوف المواطنين بعد انتقال العدوى إليهم إلا أن رئيس الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين محمد عليوي صرح لوسائل إعلام جزائرية أنه كان شاهدا على العديد من حالات انتقال هذا الداء إلى العديد من الجزائريين الذين شربوا حليب الأبقار والأغنام المريضة وأضاف أن البياطرة أكدوا إمكانية انتقال الحمى القلاعية من الأبقار والأغنام خاصة منها الماعز إلى الإنسان عن طريق حليب الحيوان المصاب. وكشف أن أخاه توفي بسبب شرب حليب بقرة مصابة بهذا المرض ما أدى إلى إصابته بتسمم شديد أدى إلى وفاته، وهو الأمر الذي حدث أيضا مع العديد من الجزائريين من مختلف الأعمار والذين فارقوا الحياة وأصيبوا بأمراض خطيرة جراء تلقيهم للمرض عن طريق حليب الأبقار المصابة. وبالرغم من تأكيد شهود عيان وفلاحين بياطرة لانتقال الحمى القلاعية إلى الإنسان عن طريق الحليب، إلا أن وزارة الفلاحة ووزارة الصحة الجزائرية «تتستّر على هذه الحقيقة»، حسب المتحدث، بهدف عدم نشر الخوف والهلع بين الناس . وأبدى المتحدث تخوفه الكبير من تسجيل حالات انتقال داء الحمى القلاعية من الأبقار إلى الأغنام، مؤكدا أن محاصرة هذا المرض وسط الأغنام يعدّ أمرا غاية في الصعوبة لاعتمادها على الرعي وتجاوز عدد رؤوس الأغنام في الجزائر 25 مليون رأس غنم. ومن جهته انتقد الناطق باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، طاهر بولنوار، التكتم الإعلامي الكبير الذي تنتهجه وزارة الفلاحة في التعامل مع انتشار الحمى القلاعية في ظل غياب إحصائيات رسمية لعدد الأبقار المصابة وحجم الخسائر، مؤكدا أن مديريات الفلاحة على مستوى الولايات ترفض التصريح للصحفيين وحتى التجار فيما يتعلق بمعلومات حول واقع انتشار الحمى القلاعية