خلد سكان جهة وادي الذهب لكويرة، أول أمس، على غرار باقي جهات المملكة، الذكرى ال61 لثورة الملك والشعب في جو من الفخر والاعتزاز، لما يمثله هذا الحدث الوطني البارز من رمزية تاريخية ومعان ودلالات عميقة في ملحمة الاستقلال والوحدة. في هذا الإطار، نظم بقاعة الاجتماعات بمقر ولاية الجهة، حفل بحضور والي الجهة عامل إقليم وادي الذهب، لمين بنعمر، رفقة نواب الإقليم في البرلمان، ورؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة، وشيوخ القبائل الصحراوية، وأعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية وقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والفعاليات المحلية ورؤساء المصالح وعدة شخصيات، تم خلاله الإنصات إلى الخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء أول أمس، إلى الشعب المغربي بهذه المناسبة الوطنية الغالية. وثمن عدد من المنتخبين وقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وفعاليات جمعوية، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، مضامين الخطاب الملكي السامي الذي ركز فيه جلالة الملك على دلالات تخليد الذكرى وعلى النموذج التنموي للمغرب ومؤهلاته وقدرته على كسب التحديات، ومرحلة النضج التي بلغها، والتي تجعله مؤهلا للدخول النهائي والمستحق ضمن الدول الصاعدة. وأبرز جلالة الملك في خطابه السامي أن تخليد الذكرى الواحدة والستين لثورة الملك والشعب هو تجديد للعهد على جعلها ثورة متواصلة، لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب المغربي، وتعزيز مكانة المغرب، كفاعل وازن، في محيطه الجهوي والدولي، وأن "الوطن للجميع، ومن واجب كل المغاربة، فرادى وجماعات، أن يواصلوا انخراطهم، بعزم وثبات، في الدفاع عن وحدة بلدهم، والنهوض بتنميته". وأعربوا عن اعتزازهم بتخليد هذه الذكرى المجيدة كحدث تاريخي له مكانته المتميزة في سجل أمجاد وملاحم الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، بمشاركة كل مكونات الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد. ومواكبة للاحتفال بذكرى 20 غشت، تم في نهاية صباح أول أمس بعد مراسيم تحية العلم الوطني، تدشين مقر المنطقة الحضرية الأولى التي أنجزت على مساحة إجمالية تصل إلى 1650 مترا مربعا منها 680 مترا مربعا مغطاة بكلفة بلغت مليونين و78 ألف درهم من الميزانية العامة للدولة. ويتضمن هذا المشروع، الذي أنجز من طابقين قاعتين للاجتماعات وقاعة للأرشيف وعددا من المكاتب الإدارية وبهوا للاستقبال وتهيئة خارجية ومرافق صحية وموقف للسيارات. وبالمناسبة نفسها نظمت النيابة الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالداخلة، في الفترة من 15 إلى 20 غشت بالفضاء المتحفي التابع للنيابة، أبوابا مفتوحة للتعريف بمحتويات هذا الفضاء لفائدة فعاليات المجتمع المدني ومرتادي المخيمات الصيفية بالداخلة وإطلاعهم على صفحات من الذاكرة الوطنية وملاحم الكفاح الوطني في سبيل الاستقلال وصيانة الوحدة الترابية للمملكة. كما نظمت النيابة أنشطة ثقافية وتربوية تخليدا لهذه المناسبة، اشتملت بالخصوص على عرض ومناقشة شريط وثائقي تاريخي بمقر النيابة حول تاريخ المقاومة المغربية بالجنوب المغربي، بالإضافة إلى إلقاء درس ديني حول موضوع "دور إمارة المؤمنين في توطيد دعائم الوحدة الوطنية وصيانة ثوابت الأمة"، وكذا تنظيم ندوة إذاعية بمشاركة النائب الإقليمي للمقاومة، أحمد نزيه، وعدد من المقاومين وأعضاء جيش التحرير، سلطت الضوء على أهمية ذكرى 20 غشت وملاحم الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب والعرش. وتم التأكيد من خلال هذه الأنشطة على أهمية الذكرى كملحمة وطنية خالدة، تجسد التلاحم الوثيق بين العرش والشعب في ملحمة متواصلة الحلقات لصيانة الوحدة والدفاع عن ثوابت الأمة في إطار من التعبئة الشاملة.