سلم موسم أصيلة الثقافي الدولي برسم دورته 36، أول أمس السبت، بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، جائزة "تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي" إلى الشاعر والمفكر الإيفواري، جوزي غيبو. جانب من فعاليات موسم أصيلا الثقافي جرى الحفل وسط أجواء شاعرية استحضر خلالها المتدخلون مناقب أوتامسي، باعتباره أحد أعمدة الأدب في القارة السمراء، حيث سخر ملكاته الأدبية والشعرية في مناصرة الإنسان الإفريقي، وعمل طيلة حياته من أجل فتح أبواب إفريقيا على العالم وإبراز قوة وجمال وصفاء القارة الإفريقية، مشددا طيلة رحلته الأدبية على رحلة الأنهار العظيمة التي تصب كعادتها في البحار والمحيطات. قبل لحظة تسليم الجائزة للشاعر الإيفواري المحتفى به، توقف محمد بن عيسى، مؤسس منتدى أصيلة على طبيعة الجائزة، وأسباب تسميتها باسم شاعر إفريقي، قال بن عيسى بشأنه "إنه رجل أبدى وفاء خاصا لموسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي شارك في أولى دوراته، عندما كان الموسم في بدايته ولم يكن على الشكل الذي هو عليه الآن". وأضاف بن عيسى "أن الرجل رحمه الله، كان أول مرة عندما وصل إلى أصيلة للمشاركة في موسمها عام 1981، ركب عربة تجرها دابة من محطة القطار إلى وسط المدينة، وافترش الأرض لينام في قصر الثقافة عندما كان خربة، وسقى الماء من البئر ليشرب، وتجول في الأسواق ليأكل الطعام، وظل وفيا بالمشاركة في الموسم إلى أن توفته المنية عام 1989، إنه من المؤسسين لموسم أصيلة عندما لم يكن شيئا مذكورا". وقال بن عيسى "من لا يعرف وفاء الإفريقيين لا يمكن أن يعرف إفريقيا، فالأفارقة أشد وفاء لمن يفي إليهم، ومن هذا المنطلق يشرف موسم أصيلة تسمية جائزة باسم أوتامسي". حول شخصية الرجل، أكد رئيس لجنة التحكيم لهذه الدورة، أليون بادادا يبي، رئيس جمعية كتاب السينغال ورئيس الفدرالية الفرنسية للكتاب، أن أوتامسي لم يكن شاعرا وحسب وإنما كان منارة للتعريف بإفريقيا ولم يكن أبنا للكونغو التي يتحدر منها فقط، بل كان ابنا لإفريقيا، عمل طوال حياته على إيصال شمالها بجنوبها وشرقها بغربها، من جهة، وفتح آفاق أرحب لتواصلها مع العالم من جهة أخرى. من جانبه، عبر المحتفى به، جوزي غيبو، عن سعادته لتقدير منتدى أصيلة بمنحه جائزة باسم شخصية إفريقية لها وزنها على الصعيد القاري والعالمي، متمنيا أن يقتفي درب الشاعر الإفريقي الكبير، وأن يكون في المستقبل "أوتامسي الصغير"، الذي منحه من قبره هذا اللقب، وشكر أصيلة بلغة شعرية شمل فيها كل الساهرين على المنتدى وفي مقدمتهم مؤسسه محمد بن عيسى.