فاز الشاعر المغربي المهدي أخريف، والشاعرة السنغالية فاما ديان صين، أمس بأصيلة، بجائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي في دورتها التاسعة عن مجموع أعمالهما الشعرية، وذلك في إطار فعاليات الدورة ال 33 لموسم أصيلة الثقافي الدولي. وتمنح هذه الجائزة التي تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار أمريكي، لصاحب موهبة واعدة أثبت حضوره المتميز، بما نشره من إنتاج ينطوي على قيمة فنية عالية، في ديوان أو أكثر يفتح أفقا جديدا للذائقة الشعرية ويسهم في تعميق الوعي بالشعر وأهميته في الحياة. وفي كلمة له بالمناسبة، أعرب أخريف، الذي ولد سنة 1953 بأصيلة، عن سعادته لحصوله على هذه الجائزة التي "تكتسي قيمة معنوية مهمة، لأنها منحت لي في مدينتي، ولأنها تحمل اسم شاعر مبدع كنت على معرفة شخصية به، ويوجد بيني وبين شعره بعض الارتباط". كما أعرب صاحب "باب البحر" و"سماء خفيضة"، عن شكره للجنة التحكيم التي "رأت في عملي ما يستحق التقدير والاحتفاء"، منوها بموسم أصيلة الثقافي الدولي الذي يكرس مثل هذه الجوائز ويعتبر "تجربة شامخة ومضيئة" على المستوى الإفريقي والدولي. بدورها، أعربت الشاعرة الفائزة ديان صين التي ولدت سنة 1969، عن بالغ سعادتها بفوزها بجائزة تشيكايا أوتامسي التي تحمل "اسم مبدع شامخ يكن له جيلي كامل التقدير والإعجاب، وتشكل أحد أهم الجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتي". وأكدت ديان صين التي تعد ثاني امرأة تفوز بهذه الجائزة أن هذا التتويج "يشكل تكريما للمرأة الإفريقية الزوجة والأم وربة البيت". من جانبه، قال أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، وعضو لجنة تحكيم الجائزة، محمد بن عيسى، إن منح جائزة تشيكايا أوتامسي في إطار فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي، يشكل "اعترافا ووفاء لهذا الأخ الكريم الذي يعد من الرواد الأوائل الذين ساهموا في وضع اللبنة الأولى لهذا المشروع الثقافي الكبير". وأعرب بنعيسى عن قناعته بأن تعزيز التعاون جنوب-جنوب لا يجب أن يقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية والمالية فقط، وإنما يتعين أن يتجذر أولا من خلال الجانب الثقافي وتلاقي النخب، مؤكدا أن تكريم القارة الإفريقية كان أحد الأهداف التي قام من أجلها موسم أصيلة. وإضافة إلى بنعيسى، تكونت لجنة التحكيم التي ترأسها رئيس جمعية كتاب السنغال ورئيس الفيدرالية الفرنسية للكتاب أليون بادارا بيي، من كل من مدير دار ثقافات العالم بباريس شريف خزندار (الذي لم يحضر، والكاتب والناقد الجزائري محمد ماغاني، والرئيس السابق لكتاب الغابون جوستين منستا، والأستاذ الجامعي عمر شانكر من السنيغال والكاتب والناقد شارل أكيبود من الرأس الأخضر. يذكر أن جائزة تشيكايا أوتامسي فاز بها الشعراء نيني أوسندار من نيجيريا (2008)، وفيرا دوارطي من الرأس الأخضر (2001)، وجون باتيست لوطار من الكونكو-برازافيل (1998)، وأحمد معطي حجازي من مصر (1996)، ومازيني كونيني من جنوب إفريقيا (1993)، وروني ديبيست من هايتي (1991)، وإيدوار مونيك من جزيرة موريس (1989). واكتشف تشيكايا أوتامسي الكاتب والشاعر الكونغولي أصيلة بمناسبة تأسيس منتداها الثقافي سنة 1981، قبل أن يصبح من أكثر المشاركين الأوفياء له إلى أن وافته المنية سنة 1989 حيث تقرر إحداث هذه الجائزة.