سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفكيك خلية إرهابية من تسعة أفراد متخصصة في تجنيد مقاتلين للالتحاق بتنظيم 'الدولة الإسلامية' الضربات الاستباقية للمصالح الأمنية في مواجهة التهديدات الإرهابية تتعزز
تعززت الضربات الاستباقية للمصالح الأمنية في مواجهة التهديدات الإرهابية، إذ تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من تفكيك خلية إرهابية تضم تسعة أشخاص ينشط أعضاؤها بكل من تطوان والفنيدق وفاس، في مجال تجنيد مقاتلين مغاربة وأجانب وتأمين الدعم المادي لهم من أجل الالتحاق بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" بسوريا والعراق. وذلك على ضوء تحريات دقيقة قامت بها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وبتعاون وثيق مع المصالح الأمنية الإسبانية. ويجري حاليا البحث مع الموقوفين لتقديهم إلى العدالة فور انتهائه. وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية بأن التحريات أكدت أن الأشخاص المجندين من طرف هذه الخلية يخضعون بمعسكرات تنظيم "الدولة الإسلامية"، لتدريبات مكثفة حول استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات وكيفيات تفخيخ السيارات، قبل توجيههم لتنفيذ عمليات انتحارية، أو للقتال بمختلف الجبهات، حيث يشارك بعضهم في العمليات الوحشية كقطع رؤوس الجنود السوريين والعراقيين ونشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف البلاغ أن التحريات أظهرت أيضا أن أعضاء هذه الخلية كانوا بصدد التخطيط للقيام بأعمال تخريبية داخل المملكة، باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات، حيث تم إيفاد أحد عناصرها إلى معسكرات "الدولة الإسلامية" قصد كسب الخبرة في مجال صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة. وكانت المصالح الأمنية بمدينة فاس، تمكنت بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك شبكة إجرامية تنشط بهذه المدينة، ويتبنى أعضاؤها الفكر السلفي الجهادي، حيث كانوا يقومون بتنفيذ اعتداءات على المواطنين بواسطة أسلحة بيضاء مع استعمال أقنعة. وجاء تفكيك الشبكة، بعد إيقاف خمسة عناصر تنشط بحي "بنسودة"، اعتدوا على شاب كان برفقة فتاة بحي بنسودة، وكانوا يرتدون أقنعة ويحملون سيوفا من الحجم الكبير، وتتراوح أعمارهم ما بين 19 و41 سنة، وينتمون إلى تيار السلفية الجهادية. تجدر الإشارة إلى أن الأجهزة الأمنية شرعت منذ مدة في تجميع معطيات إضافية حول المقاتلين المغاربة في العراق، التابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، الذين ظهروا في أشرطة فيديو يتوعدون المغرب بعمليات إرهابية تزعزع استقراره. وتركزت التحريات حول تجميع معلومات عن محيط المقاتلين، وهل ما زالوا يربطون الاتصال بأفراد من عائلاتهم وبأصدقاء لهم. ويشمل جزء من التحريات عددا من المدن في شمال المملكة، منها طنجة، وتطوان، والعرائش. وجاء نجاح عملية تفكيك الخلية المعلن عنها في بلاغ وزارة الداخلية الصادر أمس الخميس ليعزز نجاحات المصالح الأمنية المغربية في تفكيك الخلايا الإرهابية، وتجفيف منابع الإرهاب، ما جعل بلادنا محط إشادة دولية. وكان الخبير الأمريكي، رودولف عطا الله، عضو مركز مايكل أنصاري لإفريقيا، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، أكد بواشنطن أن المغرب ينفرد بكونه "مثالا نموذجيا ساطعا" في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشار إلى أنه "بفضل قيادة جلالة الملك، لم يفتأ المغرب عن بذل الجهود الملموسة من أجل احتواء تقدم التطرف الديني الذي يهدد المنطقة". واعتبر أن جهود المغرب تأتي ثمارها لفائدة مقاربة "استراتيجية وخلاقة" ترتكز على تعزيز مسلسل التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى تشجيع قيم التسامح والتعايش. من جانبها، قالت السفيرة الأمريكية المتنقلة ومنسقة مكافحة الإرهاب، تينا كايدناو، إن المغرب يعتبر "رائدا على المستوى الإقليمي" في مجال مكافحة الإرهاب بالمنطقة المغاربية وغرب إفريقيا. وكانت كايدناو تتحدث، بمعية الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون، مباركة بوعيدة، خلال التوقيع على اتفاق إطار ثنائي للدعم في مجال مكافحة الإرهاب بين المغرب والولاياتالمتحدة، والرامي، على الخصوص، إلى إقامة تعاون ثلاثي الأطراف في مجال التكوين الأمني. وقالت كايدناو إنه من "خلال هذه المبادرة الجديدة للتعاون ثلاثي الأطراف (...) ندعم بشدة رغبة المغرب في تبادل خبرته مع الشركاء الرئيسيين في شمال وغرب أفريقيا". وأضافت أن الولاياتالمتحدة "ممتنة لهذه الفرصة المتاحة من جديد من أجل العمل على دعم جهود المغرب في مكافحة الإرهاب"، معربة عن اعتقادها بأن هذا "الشكل الجديد من التعاون سيكون مثمرا وأكثر عمقا". واعتبرت المسؤولة الأمريكية أن هذا الاتفاق يعكس "الطبيعة الإيجابية لعلاقات العمل في مجال برنامج مكافحة الإرهاب مع المغرب منذ عام 1986"، مبرزة "الرغبة" التي تحدو الولاياتالمتحدة للمرور إلى "مرحلة جديدة في هذه الشراكة". وفي هذا السياق، قالت إن التوقيع على الاتفاق يأتي في "وقت مناسب"، خاصة أن الولاياتالمتحدة "تعمل على استراتيجية ضد ظهور هذا التهديد العالمي"، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي أكد فيها أن الولاياتالمتحدة "لا يمكنها بمفردها مواجهة التهديد الإرهابي". وأضافت أنه من خلال هذه القوانين، يعبر المغرب عن "إرادته الراسخة لتعزيز قدراته في مجال مكافحة الإرهاب، سواء ضمن حدوده أو على نطاق أوسع يشمل المنطقة"، مبرزة "القدرات المتقدمة للمغرب مقارنة مع المنطقة في مجال مكافحة الأزمات، والتحري وضمان أمن الحدود"، ما يؤهله اليوم إلى "تقاسم خبراته مع البلدان الصديقة والحليفة من أجل ضمان استقرار دائم بمنطقة المغرب العربي والساحل". في هذا الصدد، رحبت ب"التدابير التي اتخذها المغرب لمواجهة" هذه الآفة، مشيدة ب"مبادرات جلالة الملك" الرامية إلى تكوين الأئمة الماليين. وشددت على أن قطع الطريق أمام هذه الآفة لا يعتبر "مسألة قانون أو أمن، برغم أنها عناصر أساسية" ولكن أيضا "كحق وتسامح، وتفهم واسع للتحولات الاجتماعية التي تؤدي إلى ظهور التطرف". ومن جهتها، أشارت بوعيدة إلى أن التوقيع على الاتفاق يجسد "ريادة" المغرب في المنطقة في مجال التكوين والتربية، كما يعكس أهمية مقاربته الدينية والثقافية، مذكرة بأن مقاربة تكوين الأئمة القادمين من دول أخرى بالمغرب، ليست فقط متميزة، بل أيضا بناءة وتندرج في الأمد البعيد.