قالت السفيرة الأمريكية المتنقلة ومنسقة مكافحة الإرهاب، تينا كايدناو، أمس الخميس بواشنطن، إن المغرب يعتبر "رائدا على المستوى الإقليمي" في مجال مكافحة الارهاب بالمنطقة المغاربية وغرب إفريقيا. وكانت كايدناو تتحدث، بمعية الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون مباركة بوعيدة، خلال التوقيع على اتفاق إطار ثنائي للدعم في مجال مكافحة الإرهاب بين المغرب والولايات المتحدة، والرامي، على الخصوص، إلى إقامة تعاون ثلاثي الأطراف في مجال التكوين الأمني. وقال كايدناو إنه من "خلال هذه المبادرة الجديدة للتعاون ثلاثي الأطراف (...) ندعم بشدة رغبة المغرب في تبادل خبرته مع الشركاء الرئيسيين في شمال وغرب أفريقيا". وأضافت أن الولايات المتحدة "ممتنة لهذه الفرصة المتاحة من جديد من أجل العمل على دعم جهود المغرب في مكافحة الإرهاب"، معربة عن اعتقادها بأن هذا "الشكل الجديد من التعاون سيكون مثمرا وأكثر عمقا". واعتبرت المسؤولة الأمريكية أن هذا الاتفاق يعكس "الطبيعة الإيجابية لعلاقات العمل في مجال برنامج مكافحة الإرهاب مع المغرب منذ عام 1986"، مبرزة "الرغبة" التي تحدو الولايات المتحدة للمرور إلى "مرحلة جديدة في هذه الشراكة". وفي هذا السياق، قالت إن التوقيع على الاتفاق يأتي في "وقت مناسب"، خاصة وأن الولايات المتحدة "تعمل على استراتيجية ضد ظهور هذا التهديد العالمي"، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي أكد فيها أن الولايات المتحدة "لا يمكنها بمفردها مواجهة التهديد الإرهابي". وأضافت أنه من خلال هذه القوانين، يعبر المغرب عن "إرادته الراسخة لتعزيز قدراته في مجال مكافحة الإرهاب، سواء ضمن حدوده أو على نطاق أوسع يشمل المنطقة"، مبرزة "القدرات المتقدمة للمغرب مقارنة مع المنطقة في مجال مكافحة الأزمات، والتحري وضمان أمن الحدود"، ما يؤهله اليوم إلى "تقاسم خبراته مع البلدان الصديقة والحليفة من أجل ضمان استقرار دائم بمنطقة المغرب العربي والساحل". في هذا الصدد، رحبت ب "التدابير التي اتخذها المغرب لمواجهة" هذه الآفة، مشيدة ب "مبادرات جلالة الملك" الرامية إلى تكوين الأئمة الماليين. وشددت على أن قطع الطريق أمام هذه الآفة لا يعتبر "مسألة قانون أو أمن، بالرغم من أنها عناصر أساسية" ولكن أيضا "كحق وتسامح، وتفهم واسع للتحولات الاجتماعية التي تؤدي إلى ظهور التطرف". ومن جهتها، أشارت بوعيدة إلى أن التوقيع على الاتفاق يجسد "ريادة" المغرب في المنطقة في مجال التكوين والتربية، كما يعكس أهمية مقاربته الدينية والثقافية، مذكرة بأن مقاربة تكوين الأئمة القادمين من دول أخرى بالمغرب، ليست فقط متميزة، بل أيضا بناءة وتندرج في الأمد البعيد. وأعربت عن اعتزازها بهذا التعاون (مع الولايات المتحدة)، والذي يعد نتيجة لتعاون استمر لعدة سنوات."