انطلقت، أول أمس الخميس، بالدارالبيضاء، أشغال الملتقى الدولي للشبكة النقابية حول الهجرة بحوض المتوسط وجنوب الصحراء، بمشاركة ممثلي عدة منظمات نقابية عربية وإفريقية وأوروبية معنية بانشغالات الحركة النقابية العالمية. ويهدف اللقاء، الذي ينظمه الاتحاد المغربي للشغل بصفته عضوا مؤسسا لهذه الشبكة النقابية بشراكة مع الكونفدرالية العامة الإيطالية للشغل، والاتحاد العام التونسي للشغل ومؤسسة فريدريك إيبير، تحديد حاجيات التكوين بالنسبة لمجموع مكونات الشبكة وتقديم النماذج التقنية للتواصل بين مختلف أعضائها. وأشار منظمو اللقاء على أن تنظيم التظاهرة على أرض المغرب يحمل أكثر من دلالة تتعلق بموقع المغرب كنقطة عبور نحو أوروبا، ولاعتباره منطقة استقبال ملايين المهاجرين من جنوب الصحراء. وصرح المنظمون أن الاتحاد المغربي للشغل مقتنع تماما بضرورة تبني مقاربة مبنية على حماية حقوق العمال المهاجرين، وهو ما يترجم انخراطه بمعية منظمات نقابية أخرى في العمل على تحقيق استراتيجية مرتكزة على حقوق الإنسان ومناهضة العنصرية، ومتمحورة حول التضامن بين المنظمات النقابية بالشمال والجنوب بهدف تنمية قدرات الشبكة لوضع آليات لحماية حقوق المهاجرين. من جهته أبرز الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، ميلود مخاريق، في افتتاح الملتقى، أن اللقاء يضم أزيد من 50 مسؤولا نقابيا يمثلون 17 منظمة نقابية من حوض البحر الأبيض المتوسط ومنظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للنقابات، ويشكل منتدى مهما لمناقشة إشكالية الهجرة في إطار شبكة نقابية أرو متوسطية من أجل الدفاع عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية للعاملات والعمال المهاجرين. وأضاف مخاريق أن "هذه المبادرة المهمة، التي تندرج في سياق اهتمام الحركة النقابية بظاهرة الهجرة، تنطق من واجب هذه الحركة في الدفاع عن العمال المهاجرين، سواء ببلدان الاستقبال أو في البلدان التي تنطلق منها اليد العاملة". وخلص المتدخلون خلال اللقاء إلى أن الحركة النقابية الدولية ملتزمة أكثر من أي وقت مضى بالدفاع عن مصالح المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء والمنطقة المتوسطية، مشددين في هذا الإطار على ضرورة وضع استراتيجيات قائمة على احترام حقوق الإنسان، وحماية حقوق المهاجرين، مع دعم التضامن بين المنظمات النقابية شمال جنوب. من جانب آخر، اعتبر المتدخلون أن الوقت حان لمراجعة المقاربات الحكومية التي لا تستوعب ظاهرة الهجرة إلا من الزاوية الأمنية بدون الاهتمام بالتنمية الاقتصادية للضفة الجنوبية للمتوسط، مبرزين أن الشبكة النقابية حول الهجرة بحوض المتوسط وجنوب الصحراء ستمكن من تبادل المعلومات بين المنظمات النقابية للضفتين، واعتماد مواقف مشتركة للدفاع عن الحقوق والمصالح الأساسية للعمال المهاجرين في وضعية قانونية أو غير قانونية. وفي الأخير أكد المشاركون عزمهم توحيد المواقف وتنفيذ التوصيات التي ستتمخض عنها أشغال الملتقى، معبرين عن ارتياحهم لانخراط عدة شركاء كالمنظمة الدولية للعمل، ومؤسسة فريدريك إيبير، والتي يمكن أن تساهم في تسهيل العمل من خلال مكاتبها بضفتي المتوسط. يشار إلى أن تنظيم الملتقى المهم بالمغرب يهدف إلى تمكين النقابيين من وسائل وآليات الدفاع عن مصالح المهاجرين وللتعبير عن الأهمية القصوى التي يوليها الاتحاد المغربي للشغل لمسألة عمل المهاجرين وتجسيدا للمكانة التي يحظى بها على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط.