باشر دفاع التلميذتين التوأم سلمى وسمية الأحمدي، صباح أمس الخميس، عاجلا إجراءات التنفيذ، قصد حصولهما على شهادة البكالوريا التلميذتان رفقة المحامي (خاص) وذلك بعد تأييد محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط، مساء أول أمس الأربعاء، الحكم الابتدائي الصادر عن إدارية وجدة، القاضي بوقف رسوبهما. وأوضح محامي التوأم، مراد زيبوح، أنه استخرج شهادة منطوق الحكم، صباح أمس الخميس، وباشر إجراءات التنفيذ في مواجهة وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، عن طريق عون قضائي، لتمكين التوأم من نقطتيهما المستحقتين في مادة الفلسفة، اللتين يترتب عليهما قانونا، حسب منطوق الحكم، النجاح، وبالتالي حصولهما على شهادتي البكالوريا، مع منحهما الميزة التي تستحقانها. وذكر مراد زيبوح، في تصريح ل"المغربية"، أن تنفيذ الحكم في مواجهة وزير التربية الوطنية، يأتي من خلال ما ورد في محضر إخبار وامتناع من قبل مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقية، أثناء محاولة تنفيذ الحكم الابتدائي، إذ أكد مدير الأكاديمية أنه غير معني بمنح شهادة البكالوريا باعتبار أن الامتحان وطني، وأن الوزارة هي المختصة بذلك. وأعلن دفاع التوأم أنه لم يعد أمام الوزارة أي مبرر لعدم تسليم التلميذتين شهادتي البكالوريا، بعد تأييد الحكم، لتمكينهما من اجتياز مباريات الالتحاق بالمدارس العليا وضمان مقعد لهما فيها، مشيرا إلى أن نقطهما تأهلهما لولوج كلية الطب، أو مدارس الهندسة، وغيرهما من المدارس التي تتطلب الحصول على نقط جيدة. وأكد مراد زيبوح أن الحكم أثلج صدر التلميذتين، وأعاد إليهما الثقة، وإلى جميع المغاربة، في كون القضاء فوق الجميع، ولا يرضخ للسلطة التنفيذية، مشددا على أنه "لم يعد لوزير التربية الوطنية بعد اليوم أي حجة، لأن المحكمة قالت كلمتها الحاسمة في القضية، الأمر الذي يحتم عليه احترام كلمة القضاء". وأبدت التلميذة سمية الأحمدي، في اتصال مع "المغربية"، فرحتها وسعادتها بتأييد الحكم لصالحهما، مؤكدة أن نجاحهما حق مشروع ومستحق، وأن القضاء رد إليهما الاعتبار. وطالبت التلميذة سمية وزير التربية الوطنية بالتفاعل مع هذا الحكم، وتمكينها إلى جانب توأمها من شهادتي البكالوريا، قصد السماح لهما بالتسجيل في الأقسام التحضيرية، وأيضا دراسة اللغة الألمانية، تمهيدا لمتابعة دراستهما الجامعية في ألمانيا. وأعلنت سمية تشبثها وأختها ببراءتهما من تهمة الغش، مؤكدة أنهما بذلتا مجهودات جبارة في الإعداد للامتحانات برعاية والديهما، إذ كانتا تواظبان على التهيء بشكل متواصل إلى أوقات متأخرة من الليل، وطيلة أيام الأسبوع، الأمر الذي مكنهما من تحصيل نقط عالية، تؤكد تفوقهما عن جدارة واستحقاق. من جانبه، أبدى أحمد الأحمدي، والد التلميذتين التوأم، سعادة أسرته بهذا الحكم المنصف لابنتيه، مؤكدا أن ثقته في القضاء المغربي كانت كبيرة في أن ينتصر لفلذتي كبده، ويبرئهما من تهمة الغش في مادة الفلسفة، خاصة أن النقط الأخرى التي حصلتا عليها في باقي المواد، تؤكد تفوقهما في دراستهما، وتكشف استحالة لجوئهما إلى أسلوب الغش. ودعا والد التلميذتين وزير التربية الوطنية إلى التجاوب مع كلمة القضاء، ومراعاة مصلحة التلميذتين، وتمكينهما من شهادة البكالوريا، قصد الالتحاق بالمدارس العليا، لاستئناف دراستهما. وكانت محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط أيدت الحكم الابتدائي الصادر عن إدارية وجدة، الذي قضى بإلغاء قرار المصالح الإدارية التابعة لوزارة التربية الوطنية، المتمثل في حرمان التلميذتين التوأم، سلمى وسمية، من نقطة مادة الفلسفة خلال الدورة العادية لامتحانات البكالوريا، إذ منحتا صفر نقطة بسبب اتهامهما بالغش، وهو ما رفضته التلميذتان وأسرتهما، وأيدتهما في ذلك عدة فعاليات، من بينها أساتذة درسوهما، وأكدوا أن مؤهلاتهما تغنيهما عن الغش، كما استند مؤيدو التوأم إلى النقاط التي حصلت عليها سلمى وسمية خلال مسارهما الدراسي وامتحان البكالوريا. يذكر أن المحكمة الإدارية بوجدة أجلت، صباح الثلاثاء المنصرم، النظر في موضوع الدعوى الثانية التي تقدم بها دفاع التلميذتين التوأم سلمى وسمية الأحمدي، مطالبا بالإلغاء النهائي لقرار اتهامهما بالغش في امتحانات البكالوريا. وأجلت المحكمة النظر في هذه الدعوى إلى يوم 5 غشت المقبل، من أجل منح مهلة لدفاع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقية، لتقديم جوابه حول المذكرة التي قدمها دفاع التلميذتين.