تؤطر الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات سلسلة أسبوعية من اللقاءات التواصلية مع نزيلات سجن تولال 3 الخاص بالنساء عبر تفعيل ورشات طبية وعلمية، ودينية، ونفسية وذلك بتنسيق مع إدارة سجن تولال 3 الخاص بالنساء بتعاون مع المجلس العلمي المحلي لمكناس ومديرية ومندوبية وزارة الصحة لمكناس، وبتأطير من طرف دكاترة أخصائيون في المجال تحت شعار "جميعا من أجل وعي حقيقي بالأخطار وانخراط مسؤول في التصدي للأضرار". في هذا السياق، يقول حسن البغدادي، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات إن "الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات، ستنظم كل يوم أربعاء وطيلة شهر رمضان الأبرك، لقاءات تحسيسية ضد التعاطي للتدخين والمخدرات داخل سجن تولال 3 الخاص بالنساء"، مضيفا أن "هذه الحملات تدخل في إطار تفعيل المقاربة التشاركية التي تتبناها الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات كخيار استراتيجي من أجل نشر الوعي بالمخاطر الحقيقية لمعضلة التدخين والمخدرات والتحسيس بالمسؤولية الفردية والجماعية في سبيل التصدي والمساهمة في الحد من انتشار هذا الوباء الفتاك، تنظم الجمعية المغربية سلسلة من اللقاءات التحسيسية". وأضاف البغدادي في اتصال ب"المغربية"، أن المركبات الإصلاحية توجد ضمن أولويات الجمعية، للتربية والتحسيس قصد تصدي وتحجيم ظاهرة التعاطي للتدخين والمخدرات، التي باتت تنتشر في مجتمعنا بوتيرة سريعة تندر بعواقب وخيمة ليس أقلها تدمير النسيج الأسري، والاجتماعي ببلادنا، مبرزا أنه يكفي استشعار نزيلات هذه المركبات السجنية اللواتي هن أمهات وفتيات تركن فصول المدرسة وبيوت أهلهن، وتركن وراءهن فراغا مهولا سواء بالنسبة للكفاءات المعول عليها في إنجاز المشروع المجتمعي أو في المساهمة في تحقيق الاستقرار النفسي للأسرة وأفرادها. من جهة أخرى، أوضح البغدادي أن اختيار سجن تولال 3 جاء استجابة لثلاثة أشياء أولا كون العنصر النسوي بات مستهدفا بشكل غير مسبوق من لوبيات بيع وتجارة التبغ، وثانيا لأن المركبات الإصلاحية تشكل فضاء مناسبا للتوعية والتحسيس من مخاطر هذه الآفة المدمرة، وثالثا أن وجود هذه الشريحة بالسجن راجع في بعض الأحيان إلى جرائم تتعلق بالتدخين والمخدرات، بالإضافة إلى اعتقادنا الراسخ أن المركبات الإصلاحية تحتاج للتأطير والتوجيه، والإرشاد، بغرض تطوير أداء هذه المؤسسات. وبالنسبة لعدد المدخنات بسجن تولال 3، يقول الفاعل الجمعوي، إنه حسب إدارة السجون فإن النزيلات لديهن قابلية للتعاطي لهذه السموم بدعوى وجودهن في السجن الذي يعد أمرا غير مقبول، يدفع بهن إلى التمرد على وضعهن، من خلال تبني سلوك الإدمان، هذا ما يجعل عددهن مرتفعا، مؤكدا أن الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات، تتطلع سنة بعد أخرى إلى توسيع مجال تدخلها في هذه الفضاءات بهدف تغطية أكبر رقعة على التراب الوطني، مفيدا أن الحملة استهدفت السنة الفارطة أزيد من 25 مسجدا، ومخيما شاطئيا، و3 مخيمات جبلية، مشددا على أن برنامج هذه اللقاءات التحسيسية سيكون غنيا، سيشتمل على عروض يؤطرها دكاترة مختصون في علاج الإدمان على التدخين والمخدرات، ومختصون في علم النفس الإكلينيكي، وأستاذة في الوعظ والإرشاد الديني.