ارتفاع نسب الإدمان وسط الشباب يدعو إلى ضرورة تفعيل ميثاق وطني جديد لمحاربة الآفة نظمت الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات يوم الجمعة الماضي يوما تواصليا حول «التدخين والمخدرات مدمر خطير للشباب وعائق كبير لكل مسار تنموي وتأهيل مجتمعي»، يروم إبراز مخاطر آفة التدخين والمخدرات وانعكاساتهما على الصحة والتنمية. وأبرزت المداخلات، التي ميزت هذه الندوة التي نظمت بتعاون مع ولاية جهة مكناس تافيلالت وبدعم من جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، بمناسبة افتتاح البرنامج السنوي للجمعية (2012-2011)، الآثار السلبية التي يخلفها التدخين والمخدرات خاصة في أوساط الشباب ومدى تأثيرها على حياتهم. وتناول المتدخلون، في هذه الندوة، التي نشطها أطباء متخصصين في الأمراض المرتبطة بالإدمان، وحضرها عدد كبير من التلاميذ وأطر تربوية وجمهور غفير، محاور تهم بالخصوص مخاطر التدخين (السجائر والشيشة وغيرهما)، والإشكالات القانونية التي تطرحها حماية غير المدخنين، وإبراز تطور تداعيات الإدمان على صحة الإنسان وحياته الأسرية. وقال حسن البغدادي رئيس الجمعية في كلمة الافتتاح أن هذه الأخيرة وعيا منها بأهمية وجسامة الموضوع وحرصا على سلامة الشباب من ركوب هذه الآفة، تساهم من خلال أنشطتها في زيادة نشر الوعي بما لها من آثار وخيمة على صحة الفرد والأسرة والبيئة على حد سواء. واعتبر أن إدمان التدخين والمخدرات ليس إلا بابا لحصاد شتى أنواع الأمراض كالقلب وتصلب الشرايين وسرطان الرئة، والتأثير على سلوكيات الفرد ودفعه إما إلى الانتحار أو ارتكاب جرائم والتسبب في حوادث السير. وأكد في هذا الصدد، أن ارتفاع عدد المدمنين في السنوات الأخيرة وسط الشباب يدعو إلى ضرورة تفعيل ميثاق وطني جديد خاص بمحاربة الآفة، وبلورة خطة لوضع قانون صارم وإلزامي لحماية الأسرة وتحصين أفرادها من الإدمان عبر الإسهام بشكل جماعي في التحسيس بمخاطره. وكان والي جهة مكناس تافيلالت عامل مكناس محمد فوزي قد نوه بهذه المبادرة، معبرا عن اعتقاده بأنه ستكون لها انعكاسات إيجابية لتنوير الحضور من مخاطر هذه الآفة التي تهدد مستقبل الشباب الذي يمثل مستقبل الغد. كما عبر عن القلق الذي يثيره الإدمان وعلاقته بأمراض عضوية واجتماعية خطيرة، كشفت عنها الدراسات والأبحاث الجديدة، وما خلصت إليه أرقام صادمة ومخيفة حول تعاطي المخدرات بالمغرب، مشيرا إلى أن تقديرات وزارة الصحة تفيد بأن أزيد من 14 ألف متعاطي للمخدرات يستعملون الحقن وهم أكثر تعرضا من غيرهم للإصابة بداء (السيدا) وفيروس الالتهاب الكبدي «س». وتميز اللقاء بتنظيم معرض من قبل تلاميذ عدد من المؤسسات حول مخاطر التدخين، وتقديم حصيلة عمل الجمعية برسم سنة 2011-2010 حيث نظمت عدة أنشطة، وحملات تحسيسية عبر توزيع مطويات وجداريات وملصقات، وشاركت في لقاءات وطنية وأيام تواصلية وفي تنشيط عدد من البرامج الإذاعية والجامعية، وتأطير عدة بحوث جامعية حول ظاهرة الإدمان بمختلف المؤسسات الجامعية. أما فيما يتعلق بمخططها السنوي فتعتزم الجمعية تفعيل خلية الإنصات التي أنشأتها ووضع وإنجاز مخطط تكويني في مجال محاربة التدخين والمخدرات، وإحداث مركز لعلاج المدمنين بجهة مكناس تافيلالت، ومركز لمرافقة وإدماج ضحايا الإدمان.