لجأ المركز الوطني لتحاقن الدم مع بداية رمضان إلى المساجد لرفع عدد المتبرعين، بعد أن تبين له أن عددا من المراكز تشهد في الفترة الحالية، ضعفا شديدا في عدد المواطنين المتبرعين بالدم هذا ما جعل احتياطي المركز الوطني من أكياس الدم المتبرع بها، لا يتعدى تلبية حاجيات المواطنين لفترة تزيد عن الأسبوع. وربط البروفيسور محمد بنعجيبة، رئيس المركز الوطني لتحاقن الدم، سبب هذه الوضعية، بتزامن شهر الصيام مع العطلة الصيفية، ومتابعة المواطنين مباريات كأس العالم، ما أثر سلبا على احتياطي المراكز من أكياس الدم، وجعله يتراجع بشكل مقلق. ووصف بنعجيبة، في تصريح ل"المغربية"، هذه الفترة ب"الأكثر تعقيدا"، مقارنة بباقي شهور السنة الجارية، إذ يحول الصوم نهارا والانشغال بالعبادة ليلا، وتتبع المواطنين، الذين تعودوا على التطوع لمراكز تحاقن الدم، بمنافسات كأس العالم، دون انتقالهم إلى مراكز تحاقن الدم لأجل التبرع. ويأتي ذلك بالموازاة مع عدم تخطي نسبة إقبال المغاربة على التبرع بالدم 1 في المائة من مجموع السكان، في الوقت الذي توصي المنظمة العالمية للصحة ببلوغ نسبة 3 في المائة من مجموع السكان. وتبعا لذلك، قرر المركز الوطني لتحاقن الدم، اتخاذ تدابير جديدة لدعوة المواطنين إلى المساهمة في إنقاذ أرواح مواطنين في وضعية صحية صعبة، من خلال تنظيم حملات، ونصب خيام للتبرع، ونقل حافلات للتبرع أمام المساجد الوطنية، لرفع نسبة الإقبال على التبرع بالدم. وذكر بنعجيبة أن المركز الوطني يسعى إلى استجابة 24 ألف متبرع، خلال هذه الفترة، لتوفير ما يعادل 6 آلاف كيس من الدم في الأسبوع، وهو ما يساوي 250 كيسا في اليوم. وذكر بنعجيبة أن حملة التبرع بالدم في رمضان، تنفذ بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين، إذ يتولى الوعاظ والقيمون الدينيون تعبئة المصلين وحثهم على التبرع بالدم، عبر تحسيسهم بأجر وثواب وأهمية إنقاذ أرواح المرضى في وضعية صحية حرجة. وأبرز بنعجيبة أن الفترة الحالية تشهد تراجعا في احتياطي الدم داخل مراكز تحاقن الدم، بينما يستمر ويتزايد الطلب على هذه المادة الحيوية، بفعل استمرار حالات المرض وحالات إجراء العمليات الجراحية، ووقوع حوادث السير، وارتفاع طلب مرضى السرطان والدم والنساء الحوامل وأمراض أخرى من هذه المادة. وتستهدف الحملة مختلف مساجد المملكة، مباشرة بعد صلاة التراويح، حيث تحط حافلات التبرع المتنقلة، مرفوقة بأطر التمريض المتخصصة، وستشرع في عملها، ابتداء من الثامنة ليلا وإلى غاية الثالثة صباحا. وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، تظل مشاركة المتبرعين في مدينة الدارالبيضاء، الأقل انخراطا في حملة التبرع، تليها مدينة الرباط، بينما تعرف مشاركة المتبرعين في باقي المدن استجابة إيجابية، وهو ما جعل بنعجيبة يدعو سكان البيضاءوالرباط إلى الانخراط بكثافة لتلبية الحاجيات الجهوية للمدينتين. وأوضح بنعجيبة أن فكرة تنظيم حملة التبرع بالدم في المساجد، خلال شهر رمضان، تأتي تبعا لواقع تكرار تراجع نسبة التبرع خلال شهر الصيام، موازاة مع صعوبة التبرع خلال فترة النهار، ولقصر المدة الزمنية ما بعد الإفطار وأداء صلاة التراويح، ما استدعى التفكير في انتقال الوحدات المتنقلة للتبرع إلى المساجد، في محاولة للتحكم في كبر حجم التفاوت بين قلة التبرع وتزايد الطلب.