في كل محطة من محطات القافلة الإعلامية للبرنامج الإفريقي للتكيف مع التغيرات المناخية بالمغرب من أجل واحات متأقلمة، عبر مدن الجنوب الشرقي للمملكة، يأتي عدد من المواطنين بعيون وملامح تحمل هموما كثيرة، لطرحها على الصحافيين المرافقين للقافلة. وفد إعلامي في زيارة إلى الواحات في إطار المرحلة الثانية من البرنامج الإفريقي للتكيف مع التغيرات المناخية بالمغرب من أجل واحات متأقلمة، الممول من طرف برنامج الأممالمتحدة الإنمائي والحكومة اليابانية،وتسهر على تنفيذهالوزارة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والبيئة المكلفة بالبيئة، قام الصحافيون المرافقون بزيارة عدد من الواحات والمؤسسات التي تعنى بقطاع التحولات المناخية والحفاظ على الواحات والبيئة، بغية تحسيس وتوعية الفاعلين الإعلاميين بالتحولات المناخية، التي يعرفها المغرب. التغييرات المناخية كانت البداية صبيحة الاثنين 26 ماي الماضي،من أحد الفنادق بمدينة أكادير، حيث شكل موضوع "التكيف مع تغير المناخ.. بين الفرص والتحديات"٬ محور لقاء علمي جمع ثلة من الباحثين والخبراء وصناع القرار والفاعلين من المجتمع المدني. الهدف من هذا اللقاء تبادل المعلومات واستثمار التجارب حول التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية على الصعيدين الدولي والوطني٬ وتقاسم الممارسات الناجعة٬ وإعداد خارطة تشخيصية للمناطق الواحية المهددة بتأثير التغيرات المناخية وسبل تكيفها مع هذه التغيرات٬ بما يراعي توازن المنظومات البيئية وحاجيات المجموعات البشرية الأكثر هشاشة، بالإضافة إلى عرض مجموعة من البرامج والمشاريع، المنجزة والهادفة للحد من التغير المناخي. مساء اليوم نفسه، انطلقت القافلة الإعلامية في زيارة للضيعة التجريبيةبمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة أكاديرآيت ملول، حيث وقفنا على حقل تقليدي لزراعة الحوامض مع شروحات تفصيلية قدمها عبد اللطيف الفاضل، الأستاذ الباحث في قسم "البستنة"بالمعهد المذكور، والمختص في السقي والاقتصاد في الثروة المائية، تطرق خلالها لمعطيات تفصيلية عن خصوصية زراعة الحوامض في الضيعة التقليدية،قبل أن ينتقل للضيعة العصرية، مقدما مقارنة بين النموذجين من ناحية السقي ونوع الأشجار، وطريقة الغرس وكلفة المياه المستعملة وعوائد الإنتاج. في اليوم الموالي، كانت القافلة الإعلامية على موعد مع جهة كلميمالسمارة، حيث انقسمتإلى مجموعتين،إحداهما زارت مدينة كلميم، والأخرى زارت واحتي "فم الحسن" و"تنزيطا" حيث اجتمعت الأخيرة بمقر الباشوية مع الفاعلين المدنيين والسلطات المحلية للوقوف على المشاكل البيئية التي تعترض الواحة، خصوصا مشكل انجراف التربة والتصحر،الذي غير ملامح الواحة وكثافتها مقارنة بين صور الأقمار الصناعية في الستينات من القرن الماضي وصورة حديثة، حيث اختفت بعض الواحات وتقلصت أخرى في تهديد مباشر للبيئة، التي غيرت ملامحها الجغرافية التحولات المناخية للمنطقة. تعاونيات... ترسيخ لاقتصاد اجتماعي تضامني في صبيحة يوم الأربعاء (28 ماي)كانت القافلة الإعلامية على موعد مع عامل إقليم طاطا، وعدد من المنتخبين والفاعلين في مجال البيئة والواحة والتحولات المناخية، حيث قدمت للوفد الإعلامي عروضخصصت لتدارس أهم المشاريع المرتبطة بالحفاظ على الثروة البيئية الطبيعية، وأبرز التدخلات التي أشرفت عليها السلطات الإقليمية في مجال محاربة التصحر والحفاظ على البيئة. انتقل الوفد الإعلامي لزيارة المشروع التنموي لجمعية تغرمت للتنمية والعمل الاجتماعي، التي استفادت من دعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مكنها من شراء فرن كبير عصري لطهي الخزف عوض جلب الحطب وتهديد الأمن البيئي وإشعال النار، مما يتسبب في التلوث واجتثاث الواحة. وزارت القافلة الإعلامية تعاونية أفرا الفلاحية، التي تضممقر جمعية تاوريرت أفرا للتنمية المتخصصة في تحويل وتسويق منتوجات الواحة، خصوصا منها التمور، والتي تعمل على تثمين منتوجاتها وتحويلها إلى منتوجات مشتقة من المادة الأساسية وهي التمر، كمربى التمر، ولب التمر. وتم التطرق لأهداف هذه التعاونية النسائية، وأثرها في ترسيخ أسس الاقتصاد التضامني والاجتماعي تحقيقا لتنمية شمولية واستقلالية مادية للنساء العاملات. بعد ظهر اليوم نفسه، كان للوفد الصحفي موعد مع جماعة أقاإيغن، حيث كان في استقبالنا رئيس الجماعة الذي رافقنا لأحد قصور "الكلاوي" التي تعتبر معلمة تاريخية من حيث المعمار ومنارة لاستقطاب السياح، وزيارة المخزن الجماعي للسكان المعروف "بأكادير اسرغين"، الذي يعد حصنا لممتلكاتسكان الدوار، حيث تمتلك كل عائلة مخزنا خاصا بممتلكاتها الثمينة وأوراق الملكية للأراضي والمنازل وكل ما له قيمة مادية أو معنوية لديهم، إذ صمم هذا المخزن بهيكلة معمارية معقدة ومحصنة يصعب ولوجها من طرف قطاع الطرق أو اللصوص، لتختتم الجولة بزيارة لجمعية الفتح للتنمية والتعاون، التي تعد فضاء مقاولاتيا لنساء المنطقة في تثمين منتوج "الكبار" وتسويقه، قبل قضاء الليلة بمدينة ورزازات. صباح يوم الخميس 29 ماي، اتجهت القافلة لواحة سكورة التابعة لإقليمورزازات،حيث وقفت على أبرز مظاهر تأثير التغيرات المناخية على واحة سكورة من خلال تضرر الفرشة المائية الناتج عن تضرر آبار الماء الصالح للشرب، ما انعكس سلبا على القطاع الفلاحي والإنتاجي بالمنطقة، ووقفناعلى بعض ما قامت به الجماعة القروية من تدابير للتخفيف من آثار ظاهرة الجفاف والحفاظ على الواحة، مستجوبين بذلك فلاحي المنطقة المتضررين من تأثير التغيرات المناخية وانعكاساتها على مردودية إنتاجهم وأثرها على مستواهم الاجتماعي والاقتصادي. مساء اليوم ذاته،كانت الفعاليات المدنية والجمعوية وعدد من المنتخبين في انتظار الوفد الإعلامي لتقديم شكواهم وتظلماتهم ونقل المشاكل التي تتخبط فيها المنطقةبجماعة "الخميس دادس" التابعة لإقليم تنغير، في لقاء تواصلي تكريسا لثقافة القرب الإعلامي، والغوص في أعماق المغرب لنقل هموم المواطنين ومعاناتهم. ويوم الجمعة (30 ماي) انتقل الوفد الصحفي إلى الضفتين الشرقية والغربية لواحة" الخميس دادس"، اللتين يفصلهما "واد دادس" وكلما أنعم الله تعالى على المنطقة بأمطار الخير إلا وصارت الضفة الشرقية في عزلة عن العالم جراء الفيضان، كما وقفنا على خصوصية واحة دادس ومعاناة سكانها بسبب المياه العادمة التي يتم التخلص منها في أواسط الواحة متسببة في كارثة بيئية خطيرة. واشتكى السكان بجماعة "الخميس دادس" كثيرا من قطاع الصحة، فقرر الوفد الإعلامي زيارة المركز الصحي للمنطقة، لكن الطبيب المسؤول منع الصحافيين من الدخول ومعاينة المكان، وفقا لتوجيهات المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتنغير، مبررا ذلك بضرورة الحصول على ترخيص قبلي من طرف المصالح المركزية لوزارة الصحة. واختتم البرنامج العام للقافلة بعودة الصحافيين لجماعة سكورة بإقليمورزازات لقضاء ليلة الجمعة في عمق واحة سكورة، قبل مغادرتها يوم السبت (31 ماي). تجدر الإشارة إلى أن الوفد الصحفي ضم عددا من الصحافيين، ممثلين لمختلف المنابر الإعلامية، كالإذاعة الوطنية بالرباط، وقناة الأمازيغية، ووكالة المغرب العربي للأنباء، ووكالةرويتززالتلفزية، وصحف "المغربية"و"لوماتان"، و"الصباح"، و"الخبر"، بالإضافة إلى موقع "آفاق بيئية".