علي الحسني أرفود / 06 نونبر 2012 /و م ع / تشكل الجماعة القروية "فزنا" التابعة لدائرة أرفود بإقليم الرشيدية نموذجا للحكامة المحلية والتأقلم مع التغيرات المناخية بحكم المشاريع البيئية والمقاربة المبتكرة في هذا المجال. وقد اعتمد المخطط الجماعي للتنمية بهذه الجماعة القروية٬ التي تعتبر من بين المناطق الاكثر عرضة للتأثيرات المناخية بالنظر لموقعها الجغرافي وخصائصها التضاريسية٬ مقاربة مبتكرة ستمكن من التأقلم والتخفيف من الانعكاسات المحتملة للتغيرات المناخية على أنظمة الانتاج وعلى ساكنة المنطقة. وتهم محاور هذه المقاربة التي تم الكشف عنها على هامش الورشة العلمية التي نظمت الأسبوع الماضي بأرفود حول مشروع "التكيف مع تغير المناخ في المغرب : من أجل واحات متأقلمة" بمبادرة من برنامج التكيف مع التغيرات المناخية بقطاع البيئة بوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة٬ التدبير العقلاني للمياه٬ وعصرنة القطاع الزراعي واعتماد الزراعة الايكولوجية٬ وتعزيز استخدام الطاقات المتجددة من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص٬ وشبكة التطهير ومعالجة المياه العادمة ثم التربية على البيئة. وفي هذا الصدد٬ عملت الجماعة في إطار مشروع "التكيف مع تغير المناخ في المغرب" على إعادة تأهيل نظام الري التقليدي " الخطارات" من خلال تغطية هذه الأخيرة بألواح حديدية وبناء جدار للوقاية من فيضانات وادي غريس٬ وكذا اعتماد نظام الري بالتنقيط الذي أصبح ينتشر بشكل تدريجي في أوساط التعاونيات الفلاحية بالمنطقة. كما تم تطوير الحقول النموذجية بواحة "فزنا" باعتماد تقنيات الزراعة الايكولوجية خاصة من خلال مشروع زراعي نموذجي متأقلم مع التغيرات المناخية ويهم إنجاز حوضين لتجميع مياه الأمطار ومحطة للتصفية وحفر بئرين واعتماد عملية التنقيط في ري الحقول٬ بالإضافة إلى اتخاذ مجموعة من التدابير المبتكرة في مجال اقتصاد الطاقة وتثمين سلاسل النباتات العطرية والطبية عالية الجودة فضلا عن اقتراح نباتات زراعية متأقلمة مع التأثيرات المناخ. وركزت هذه المقاربة أيضا على تشجيع استعمال الطاقة الشمسية بالجماعة من خلال مشروع الكهربة العمومية الذي بلغت كلفته الاجمالية أزيد من ستة ملايين درهم ويشتمل على تجهيزات الانارة العمومية على مسافة 8 كيلومترات باستخدام الطاقة الشمسية واستبدال مائتي مصباح تقليدي بأخرى اقتصادية وكذا خلق صندوق يمول من فاتورة الكهرباء لتمويل مشاريع التأقلم. كما استهدفت إنجاز محطتين لمعالجة المياه العادمة بغرض استعمالها في مجال السقي والتخلص من الأضرار البيئية والصحية التي تخلفها الأساليب التقليدية المعتمدة في تصريف هذه المياه٬ بالإضافة إلى تحسيس الساكنة القروية بمشاكل تغير المناخ وآثاره على الموارد المائية بالمنطقة والمساهمة في التطهير الايكولوجي للوسط وتأهيل الموارد الطبيعية وتحسين جودة الحياة وظروف التمدرس وتشجيع مشاريع تأخذ بعين الاعتبار البعدين البيئي والتنموي والمحافظة على الموارد المائية والتنوع البيولوجي. ويندرج مشروع "التكيف مع تغير المناخ في المغرب : من أجل واحات متأقلمة"٬ الذي يشرف على تنفيذه برنامج واحات تافيلالت٬ في إطار البرنامج الافريقي للتكيف مع تغير المناخ الممول من طرف الحكومة اليابانية ويضم 20 بلدا إفريقيا بغرض تقديم الدعم لتطوير قدراتها اللازمة لوضع استراتيجيات متناسقة للتكيف وتقليص المخاطر المناخية وفق مقاربة ترابية مندمجة تأخذ بعين الاعتبار إدماج الاشكاليات المتعلقة بتغير المناخ في التخطيط المحلي ووضع أرضية تشاركية متعددة الفاعلين المؤسساتيين والمحليين والنسيج الجمعوي.