«دليل التربية البيئية في الأوساط القاحلة.. واحات الجنوب» صدر مؤخرا «دليل التربية البيئية في الأوساط القاحلة.. واحات الجنوب»، الذي أنجز في إطار تطبيق التربية البيئية لحماية واحات جماعة أسرير بإقليم كلميم، وهو موجه لمدرسي وتلاميذ مدارس الجماعة. وقد تم إعداد هذا الدليل، الذي يقع في حوالي ستين صفحة، من قبل مؤسسة «إندا مغرب.. البيئة والتنمية» في إطار برنامج يهم منطقة واحات الجنوب، وذلك بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الجنوب. وتم تبويب هذا الدليل في فصلين، يتعلق أولهما بالتربية البيئية على التنمية المستدامة، وتم التطرق فيه لنشأة وتطور مفهوم التربية البيئية وكذا المقاربات والأساليب والأدوات المعتمدة في ممارستها. أما الفصل الثاني فخصص لعرض أنشطة في التربية البيئية تمحورت حول خمسة مواضيع رئيسية، تم اختيارها بناء على ما تشكله حاليا من أهمية كبرى ليس على مستوى منطقة كلميم فقط، بل على الصعيد الوطني والعالمي أيضا. وتتمثل هذه المواضيع في التنوع البيولوجي وأهمية المحافظة عليه، والتصحر وضرورة مكافحته، والتغيرات المناخية وآثارها المرتقبة على كوكب الأرض، ثم تدبير النفايات المنزلية، والثروات المائية. ولمقاربة كل واحد من هذه المواضيع، تم اعتماد تدرج بيداغوجي ينطلق من معطيات معرفية عامة حول الموضوع مع التطرق لبعض الخصوصيات الوطنية والمحلية، ليتم بعد ذلك اختيار أنشطة مناسبة لتناول كل موضوع، وهي نوعان: أنشطة نظرية تعتمد الملاحظة والمناقشة، يمكن إنجازها داخل الفصل الدراسي، وأنشطة تطبيقية تتمثل في أشغال يدوية وألعاب وخرجات ميدانية. وقد تم إدراج هذه الأنشطة في بطاقات تقنية موحدة تتضمن الموضوع الفرعي والمدة الزمنية والفضاء الملائم لتناوله والأنشطة المقترحة. وللإشارة فإن الكتابة التنفيذية لمؤسسة «إندا» والمغرب مرتبطان باتفاق مقر منذ سنة 1993، وتقدم بموجبه هذه المؤسسة دعمها لعمل الحكومة على الصعيدين الوطني والمتوسطي، في مجالات تتعلق بمحاربة الفقر في الوسط الحضري، والتنمية القروية المندمجة والتدبير المستدام للموارد الطبيعية، والتربية والتحسيس في مجال حماية البيئة، والتواصل، وتعزيز القدرات، والتدبير البديل، والاقتصاد الشعبي والاندماج الاجتماعي. وتعتبر «إندا المغرب»، التي تعود أنشطتها بالمغرب إلى سنة 1990، فرعا تابعا لمنظمة «إندا» الدولية غير الحكومية، التي يوجد مقرها بدكار. وتعتبر شريكا لخطة العمل من أجل المتوسط وعضوا باللجنة المتوسطية للتنمية المستدامة. كما تؤمن التنسيق بلجنة متابعة المنظمات غير الحكومية للمبادرة المتوسطية «أوريزون 2020». وتتمتع «إندا»، التي أحدثت سنة 1972، بالوضع الاستشاري العام لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، وتتوفر على فروع متعددة متمركزة بحوالي عشرين بلدا بإفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الوسطى والجنوبية. دليل بيداغوجي لتعليم التكيف مع التغيرات المناخية تتطلب حماية البيئة والحفاظ على النظم الإيكولوجية تجاوبا قويا من قبل ذوي القرار والمجتمع المدني وجميع السكان. ويعد نقص الوعي وعدم إطلاع الرأي العام بضرورة حماية البيئة، مثبطا أساسيا أمام التنمية في البلاد من زاوية التنمية المستدامة. لكن السياسة الوطنية وكذا التوجيهات والتعليمات الصادرة من أعلى سلطة بالمغرب تعضد المضي نحو إدماج الاعتبارات البيئية في جميع إجراءات التخطيط وتنظيم القانوني. وفي نفس السياق، سطر مشروع التأقلم مع التغيرات المناخية(ACCMA)، رفقة برنامج التغيرات المناخية بإفريقيا (ACCA)، الممول من قبل مركز التنمية الدولية (CRDI) وقسم التنمية الدولية البريطانية (DFID) أهداف ومرامي تنشد زيادة المعرفة والوعي بشأن تغير المناخ وتعزيز قدرة واضعي السياسات والفاعلين المحليين على التكيف مع تغير المناخ. كما تم استهداف المدرسين في التعليم الابتدائي والثانوي، والمربين، من أجل تعميم المعطيات المتعلقة بالتغيرات المناخية ووجوب التأقلم من جهة مع التحولات البيئة، ثم تعزيز قدراتهم في مجال التعليم ارتباطا بالبيئة البيئة وخصوصا التكيف مع تغير المناخ. وهكذا ألف مشروع (ACCMA)، دليلا بيداغوجيا لتعليم التكيف مع التغيرات المناخية عنونه ب»التحدي المناخي والمدرسة المغربية» بغية تزويد المدرسين مع طلابهم بآلية تساعدهم على استيعاب رهانات وتحديات تغير المناخ والتكيف معه. ويروم هذا الدليل دعم التلاميذ من أجل تنفيذ تدابير التكيف مع تغير المناخ إذ يحتوي على معلومات عن ظاهرة الاحتباس الحراري وعلى استراتيجيات التدريس والسيناريو الكامل للعمل على تدابير التأقلم. وصيغ هذا الدليل من قبل مشروع التأقلم مع التغيرات المناخية بالمغرب ACCMA وبمقاربة تشاركية، عبر ورشات تكوينية واستشارية عرض من خلالها المدرسون اقتراحات للتحسين. كما عبروا عن مقاييس التأقلم أصيلة وذات صلة بالتاثيرات المحلية للتغيرات المناخية، أدمجت كلها في الدليل الديداغوجي. يشار أن هذه الورشات عرفت مشاركة 100 إطار من معلمي التعليم الأساسي والمدارس الثانوية والمفتشين، بالتنسيق مع المندوبية الإقليمية للتربية لعمالتي بركان والناظور. كما سهر على تنشيط وتسيير هذه الورشالت التشاروية، التي شكلت اساس محاور الدليل، كل من ديان برونو Diane Pruneau من جامعة مونكتون بكندا والبروفيسور عبد اللطيف الخطابي من المدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين (ENFI) وبدعم الدكتور جيمي ذريان Dr. Jimmy Therrien من جامعة Moncton. مونكتون.