تحت شعار "التراث الثقافي غير المادي ودوره في تنمية وتقارب الشعوب"، تنطلق، اليوم الأربعاء، فعاليات الدورة العاشرة من موسم طانطان الثقافي، الذي يجسد مختلف مظاهر الحياة الصحراوية بعاداتها وتقاليدها. من أجواء دورة 2013 للمهرجان (خاص) ويستضيف الموسم، الذي تستمر فعالياته إلى غاية 9 يونيو الجاري، بمشاركة عدد مهم من الشخصيات المغربية والدولية الممثلة لمختلف الهيئات والمؤسسات المهتمة بقضايا التراث والتنمية والسياحة والإعلام، دولة الإمارات العربية، التي ستشارك في الندوة الدولية حول الموروث الثقافي غير المادي للمناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، عبر خبراء التراث في كل من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، بإشراف أكاديمية الشعر بأبوظبي. وأكد محمد خلف المزروعي، مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، على أهمية المشاركة الإماراتية في موسم طانطان كضيف شرف لهذه الدورة، بما يشكل "إضافة نوعية لهذا الحدث التراثي الثقافي المهم، وانعكاسا لما حققته دولة الإمارات من مشاريع وإنجازات فنية وثقافية مرموقة، على الصعيدين الإقليمي والعالمي، في إطار تواصلها الإنساني مع ثقافة الآخر". واعتبر أن صون التراث الثقافي غير المادي من أهم الأمور التي تحرص دولة الإمارت على بناء أسسها ومتابعتها الدؤوبة، نظرا لما يمثله التراث من هوية إنسانية وحضارية للشعوب. من جانبه، قال رئيس "مؤسسة الموكار للحفاظ على موسم طانطان"، فاضل بنيعيش، إن الموسم، الذي أعيد إحياؤه منذ تصنيفه من طرف "اليونيسكو" ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية، يعيش "نهضة حقيقية" بفضل عمل وإرادة جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل منه "رافعة أساسية" للتنمية المستدامة. وأضاف بنيعيش، على هامش مشاركته الأخيرة بنيويورك في الحفل السنوي لنادي المستكشفين "إكسبلوريرز كلوب"، الذي تميز بعرض فيلم وثائقي عن موسم طانطان، أن "نهضة هذا الموسم تؤكد الرعاية التي يحيط بها جلالة الملك المجال الثقافي، باعتباره رافعة أساسية للتنمية والمصالحة بين الشعوب"، مشيرا إلى أن المهرجان أصبح تجمعا سنويا لرحل الصحراء، حيث تلتقي أزيد من 30 قبيلة من جنوب المغرب ومناطق أخرى من شمال وغرب إفريقيا، وأنه "يتجاوز الزمان والمكان، ويمثل واجهة لغنى التنوع الثقافي المغربي". وسجل أن مؤسسة "الموكار"، التي تعمل من أجل النهوض بموسم هذه المدينة المغربية الصحراوية، التي أصبحت وجهة بارزة للسياحة الثقافية، "ترغب في المساهمة في تعميق وإغناء النقاشات حول التنوع الثقافي". ويطمح المغرب، حسب بنيعيش، إلى "جعل هذا الموسم فضاء حقيقيا للتفكير في الحوار بين الحضارات والثقافات"، مؤكدا أن هذا المهرجان "يمثل تاريخ بلد متمسك بالتقاليد، لكنه يسير بعزم نحو المستقبل". وموسم طانطان احتفال كبير، يجسد مختلف مظاهر الحياة الصحراوية بعاداتها وتقاليدها، ويقول أهل المنطقة إن تاريخ الموسم يعود إلى مئات السنين، إذ كانت مختلف قبائل الصحراء تتجمع في موسم سنوي، يلتقي خلاله أهلها، وتزدهر فيه تجارة قوافلها، ويتشاور خلاله أعيانها. كما تقول الروايات التاريخية إن أهل القبائل كانوا يقيمون أثناء موسم تجمعهم احتفالات كسباق الهجن، ويتداولون في أمور العلم، ويتسامرون في أمسيات ينظمون فيها الأشعار بالحسانية وأخرى بالعربية الفصيحة لإتقانهم البارع لها. يذكر أن المشاركة الإماراتية تتمثل في معرض للكتاب التراثي، وورش عمل متخصصة. كما تشارك فرق العيالة، التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في الأمسيات الفنية التراثية، صحبة فنانين شعبيين، فضلا عن المشاركة في المسيرة التراثية بالزي الإماراتي وأعلام دولة الإمارات. كما تتضمن المشاركة الإماراتية استعراضات للصقارين الإماراتيين، وعروض الإبل والفروسية، وفن إعداد وتقديم القهوة العربية التقليدية.