افتتح مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، ندوة التمرين الوطنية لسنة 2014، التي نظمتها جمعية هيئات المحامين بالمغرب، مساء الجمعة الماضي، بالدارالبيضاء. وفي حفل شارك فيه العشرات من المحامين المتمرنين ومحامي هيئة البيضاء، أكبر هيئة في المغرب، استعرض الوزير مضامين مشروع إصلاح المسطرة الجنائية، مؤكدا أن المراجعة شملت 288 فصلا منها، كما تحدث عن إصلاح المسطرة المدنية، ومدونة التجارة، وباقي القوانين المنظمة للمهن القضائية على رأسها مهنة المحاماة. وأكد الرميد أن التعديلات في المسطرة الجنائية والمسطرة المدنية، التي ستنظم بشأنها وزارة العدل والحريات، ندوتين وطنيتين يومي 13 و14 يونيو المقبل، ستكون "مهمة وجذرية، لتعزيز ضمانات المحاكمة العادلة، وحفظ حقوق المتقاضين. وأوضح الوزير أن ندوات التمرين تتيح فرصا مهمة لتكوين المحامين الجدد، وتمكن المحامين القدامى من تأطير زملائهم حديثي العهد بالمهنة. وبخصوص القانون المنظم لمهنة المحاماة، أكد أن لجنة أحدثت بالوزارة، من أجل "تعديل القانون المنظم للمهنة، الذي سيكون لمصلحة المحامي، مع مواكبة النصوص للظروف الاقتصادية والاجتماعية". من جانبه، تحدث عبد اللطيف بوعشرين، النقيب السابق لهيئة المحامين بالدارالبيضاء، ومدير ندوة التمرين 2014، عن أجواء التباري بين أفواج المحامين المتمرنين، وما شابها من روح التنافس والمثابرة، قبل أن تسفر عن فوز اثنين منهم، موضحا أن الندوة تعتبر من الدعائم السياسية لاستمرار مهنة المحاماة وصمودها، من أجل الدفاع عن القيم والمبادئ الإنسانية، والمساهمة في تحقيق العدالة وتأكيد سيادة القانون. ودعا النقيب وزير العدل إلى العمل على تقليص واجب الاشتراك في مهنة المحاماة، وتأسيس صندوق لمساعدة المحامين المتمرنين، وإحداث "ماستر" شعبة المحاماة في الجامعات، عبر مباراة. أما النقيب حسن وهبي، رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، منظمة ندوة التمرين، فتحدث عن سياق تأسيس للملتقى الوطني لمنظومة العدالة، الذي تشارك فيه مجموعة من الهيئات المكونة لهذه المنظومة، مؤكدا على الدور التاريخي لجمعية هيئات المحامين، التي مضى على وجودها نصف قرن، ومذكرا ب"تضحيات المحامين في سبيل صمود الجمعية وخدمتها للمحامين والمجتمع والمواطن، حتى أصبحت منارة للدفاع عن الحرية والحق والعدالة. وطالب وهبي وزير العدل بضرورة الاهتمام أكثر بهذه المهنة العريقة، كما دعاه إلى فتح باب الحوار من جديد مع المحامين، الذي كان شارف على الانتهاء حول المساعدة القضائية، والاهتمام أكثر بالقانون الأساسي للمحاماة، وتفعيل الوعد بضمان التكوين والتأطير للمحامين الملتحقين بالمهنة. ودعا عمر ودرا، نقيب هيئة المحامين بالبيضاء، خلال الحفل، المحامين الشباب الجدد إلى ضرورة الوعي بالإكراهات المادية والاجتماعية للمهنة، والتحلي بالأخلاق والوعي للنهوض بمهنة المحاماة. وفي ختام هذه المناسبة، أعلن عن فوز المحامية المتمرنة حكيمة شعراني عن هيئة المحامين بالجديدة برتبة الكاتبة الأولى لندوة التمرين، وفوز المحامي المتمرن عصام رافع، عن هيئة المحامين بسطات، برتبة الكاتب الثاني للندوة، ووزعت بعض الهدايا الرمزية عليهما وعلى باقي الفائزين.