يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى في أنواع الأمراض السرطانية التي تصيب النساء في المغرب، ويمس سنويا 8 آلاف امرأة، تتراوح أعمارهن بين 35 و59 سنة، بمعدل 20 إصابة جديدة يصرح بها كل يوم. من الندوة الصحفية التي عقدت أول أمس بالدارالبيضاء (سوري) بالمقابل، تراجعت نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم، بعد أن أضحى يحتل المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي، مع اكتشاف المرض في مراحله المتقدمة، بفعل حملات التحسيس والتوعية بهذه الأمراض وبأهمية اكتشافها المبكر، التي قادتها مؤسسة للاسلمى لمحاربة السرطان، كما سجل فوزي حبيب، الأخصائي في الأمراض السرطانية، ورئيس فيدرالية مراكز الأنكولوجيا للقطاع الخاص، خلال ندوة صحفية، عقدت أول أمس بالدارالبيضاء بمناسبة الاعلان عن الدورة 11 للدروس العليا الفرنكومغاربية حول الطرق الحديثة لعلاج الأمراض السرطانية. ويوازي الدروس العلمية، تنظيم حملة لتشخيص سرطان الثدي بمنطقة إفران والنواحي، بمساعدة مؤسسة للاسلمى لمحاربة السرطان، التي ساهمت فعليا بتسخير حافلات مزودة بجهاز "الماموغرافي"، سيجري خلالها الأطباء فحوصات، وإحالة المصابات على مراكز العلاج. وقال فوزي حبيب، إن الدروس العلمية ستتداول حول اختلاف العلاجات المتبعة لمكافحة سرطان الثدي، التي تتنوع بالنسبة إلى المستوى الواحد من درجة تقدم المرض، حسب كل حالة، إذ يمكن اللجوء إلى العلاج الكيماوي في الإصابة من الدرجة الأولى، خلافا لطريقة الاشتغال في السابق. وشدد على ضرورة رفع الوعي بالكشف المبكر عن السرطان، الذي يرفع نسبة نجاح العلاجات إلى أزيد من 80 في المائة، ورفع أمل عيش المصابات، مستدلا بمستوى تردد نساء تماثلن للشفاء على مراكز العلاج، لأجل المراقبة الطبية المنتظمة، بعد أن اكتشفن الداء منذ 20 سنة. وكشف البروفيسور أوحجو، رئيس الدورة، أن الدروس الفرنكومغاربية تبرمج مناقشة العديد من التقنيات الحديثة في مجال التكفل العلاجي بالسرطانات، مع التركيز على تلك الموجهة لعلاج سرطان الثدي، التي أضحت تساهم في الاستقرار النفسي والعائلي للمصابات. وتتيح هذه الإمكانات العلاجية المحافظة على الشكل الخارجي لأثداء المصابات دون اللجوء إلى استئصال الثدي، وبالتالي، تجنب سقوط المصابات في فخ الألم النفسي من فقدان أنوثتهن، وخفض شعورهن بالتعرض للهجر أو الطلاق بسبب المرض. وذكر أوحجو أن المغرب أضحى يتوفر على العديد من تقنيات العلاج الجديدة، التي تساعد على رفع أمل الحياة لدى المصابات بالسرطان، وبالتالي، تخفيض نسبة تعرضهن لنكسة المرض. من جهة أخرى، ركز حسن ماعوني، رئيس الجمعية الملكية لأمراض النساء والتوليد، على ضرورة رفع وعي المجتمع بمخاطر الأمراض المنقولة جنسيا، التي تعد أحد أبرز أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم. وشدد على أهمية التلقيح ضد سرطان عنق الرحم، ابتداء من سن مبكرة لدى المراهقات، ووفق جدول زمني يحدده الطبيب بشكل دقيق لضمان الخضوع للتذكير باللقاح. وأشار ماعوني إلى أهمية تحسيس المجتمع بطرق الوقاية، من خلال الكشف المبكر بواسطة "الفروتي"، باعتباره تشخيصا سهلا وغير مكلف، يمكن إجراؤه لدى الطبيب المعالج. وذكر بتعدد أنواع الفيروسات المسببة لسرطان عنق الرحم، وهي 16 و18 و31 و45، تتسبب في ظهور هذا النوع من المرض وسرطانات أخرى في الأعضاء التناسلية، إذ يسبب النوعان 16 و18 من الفيروس المذكور حوالي 70 في المائة من مجموع الإصابات بسرطان عنق الرحم. ويعتبر فيروس الورم الحليمي البشري شائعا، تصل أنواعه إلى 100 صنف، معظمها غير مؤذية نسبيا، ولا تسبب أي عوارض ملحوظة، كما تختفي تلقائيا. ويصيب نحو 30 نوعا من فيروس الورم الحليمي البشري الأعضاء التناسلية لدى النساء والرجال، ويصاب ما يقارب 630 مليون شخص في العالم بهذا الفيروس، نصفهم من النساء والرجال الناشطين جنسيا في سن الخمسين. ويتطور سرطان عنق الرحم عندما تتكاثر الخلايا غير الطبيعية في بطانة الرحم، نتيجة الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، إذ يمكن لخلايا عنق الرحم غير الطبيعية أن تتجمع لتكون نتوءات، تسمى الورم. وعادة ما يصاحب المرض شعور المصابة بالألم أو الأعراض الأخرى. ومع تطور المرض، قد تلحظ النساء أعراضا، مثل نزيف مهبلي غير طبيعي، ونزيف يلي الاتصال الجنسي أو الغسيل المهبلي أو فحص الحوض. ومن أعراضه أيضا، طول الدورات الشهرية وغزارتها، أو ظهور نزيف يلي سن اليأس، أو إفراز مهبلي كثيف، أو ألم الحوض، أو الشعور بألم خلال الاتصال الجنسي.