يشكل سرطان الثدي وعنق الرحم مشكلة حقيقية للصحة العمومية، فهما لا يمثلان النوع الأكثر انتشارا عند النساء فحسب، وذلك بنسبة 36.1 في المئة بالنسبة لسرطان الثدي، وحوالي 13 في المئة بالنسبة لسرطان عنق الرحم، بل لكونهما يتسببان في تسجيل عدد كبير من الوفيات جراء التأخر في التشخيص وما لذلك من تداعيات على مستوى التدخل الذي لايكون مبكرا، وبالتالي تغيب الفعالية والنجاعة. وتشير الأرقام التقريبية، في غياب إحصائيات مضبوطة، إلى انه سنويا يتم تشخيص أكثر من ألفي حالة لسرطان عنق الرحم، أكثر من 1200 حالة تفارق الحياة نتيجة لهذا الداء. هذا في الوقت الذي لايتم إيلاء أهمية كبرى لتلقيح الفتيات ضد عدوى فيروس الورم الحليمي البشري. وبحسب المتخصصين ، فإن سرطان عنق الرحم مثله مثل جميع السرطانات الأخرى، له عدّة أسباب، غير أن هذا المرض بالخصوص له علاقة مباشرة بالتعفنات التي تعتبر من بين الأسباب الأولى للمرض، بالإضافة إلى بعض الفيروسات الناتجة عن الالتهابات المتكررة في خلايا عنق الرحم، ومن أهمها فيروس الورم الحليمي « أش بي في « الناتج عن العدوى بسبب العلاقات الجنسية، والذي أصبح لقاحه متوفراً ويعطى عن طريق ثلاث جرعات وعلى مراحل متفرقة للفتاة، حيث يؤخذ هذا اللقاح ابتداء من سن التاسعة إلى الخامسة والعشرين ، ويؤمن مناعة قوية ضد المرض، كما أن هناك عوامل أخرى قد تكون السبب وراء سرطان الرحم من أهمها السن، فغالبا ما تكون النساء بعد سن 45 سنة أكثر عرضة للإصابة من غيرهن، فضلا عن أسباب أخرى من شأنها أن تزيد من احتمال التعرض للإصابة، منها الولادة المتكررة، والعلاقات الجنسية المختلطة مع أكثر من شريك. وترافق أمراض الرحم وعنق الرحم، مخاوف عدة وشكوك بشأن نجاعة التدخلات الجراحية، كما هو الحال بالنسبة لإزالة الرحم، والحال أنه وفقا للأخصائيين، فإن النساء يمكنهن العيش حياة طبيعية بعد القيام بهذه الجراحة التي تكون لها فوائد وايجابيات عدة... يقدم الملف الطبي لهذا الأسبوع، نظرة حولها من أجل تعميم الفائدة. كل ما يجب معرفته عن الرحم وسرطانه الرحم الرحم هو عضو من الجهاز التناسلي الأنثوي، يقع في الحوض بين المثانة والمستقيم، ويرتبط الرحم بالعالم الخارجي عبر ارتباطه بالمهبل، حيث أن عنق الرحم هو الذي يربط الرحم بالمهبل. ووظيفة الرحم هي احتواء الحمل، وهو العضو الذي يكبر فيه الجنين. يتكون جدار الرحم من طبقتين: بطانة الرحم، وهي الطبقة الداخلية التي تبطن جوف الرحم، وتتكاثر وتتضخم خلاياه خلال الشهر لدى الأنثى، وذلك بفعل تأثير الهرمونات النسائية على خلايا بطانة الرحم، وخاصة الاستروجين. عند حدوث الدورة الشهرية، فإن معظم بطانة الرحم تسقط وتخرج من المهبل، لتؤدي لنزيف وإفرازات الدورة الشهرية. وإذا ما حملت الأنثى، فإن بطانة الرحم المتضخمة تستقبل الحمل ولا تسقط. ثم هناك عضل الرحم والمقصود به الطبقة الخارجية من جدار الرحم، وتتكون من عدة طبقات عضلية تعمل على تقليص الرحم عند الحاجة. ما هو سرطان الرحم؟ سرطان الرحم ويعرف أيضا باسم سرطان بطانة الرحم، هو سرطان ينشأ من الغشاء المُبطن للرحم، ويؤدي لأعراض عديدة، أبرزها النزيف المهبلي. وتكتشف معظم حالات سرطان بطانة الرحم في مرحلة مبكرة بداخل الرحم، قبل انتشاره إلى أعضاء أخرى خارجه، وفي هذه المراحل المبكرة يمكن علاجه بالجراحة لاستئصال الرحم فقط، كما تتوفر امكانيات علاج أخرى لسرطان بطانة الرحم ، كالعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي أو الهرموني. أسباب وعوامل خطورة من المهم التذكير أن بطانة الرحم تتكاثر وتتضخم تحت تأثير الاستروجين، بينما تسقط وتُبطئ نموها تحت تأثير البروجسترون، وهو هرمون نسائي آخر، لذا فإن معظم حالات سرطان بطانة الرحم تنشأ بسبب التعرض المستمر للأستروجين ولذلك أسباب عديدة. بالإضافة إلى ذلك توجد عوامل عديدة قد تؤدي لسرطان الرحم، من بينها: السن: معظم حالات سرطان الرحم تظهر عند سن السبعين، إلا أن 25 في المئة من حالات سرطان الرحم تظهر في سن مبكرة. التغذية: إن التغذية المليئة بالدهنيات الحيوانية تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الرحم. الوزن الزائد والسمنة : تؤدي إلى زيادة إفراز الاستروجين، وبذلك تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الرحم. العلاج بالأستروجين: وقد يستخدم العلاج بالأستروجين لعلاج أعراض سن اليأس «Menopause» أو لمنع الحمل. إذا ما استخدم الاستروجين لوحده، دون تناول البروجيسترون بالمقابل، تزداد خطورة الإصابة بسرطان الرحم. - انقطاع الدورة الشهرية بعد سن 55، ويؤدي الأمر إلى زيادة إفراز الاستروجين على مر السنين مما يزيد من احتمال الاصابة بسرطان الرحم. السكري، ضغط الدم المرتفع، التاريخ العائلي .... الأعراض والعلامات قد يكون سرطان الرحم عديم الأعراض. وقد تبدو بعض أعراضه من قبيل النزيف المهبلي الذي يعد أبرز الأعراض وأكثرها انتشارا. قد تختلف كمية النزيف وشدته، وقد يكون عبارة عن بقع قليلة من الدم، أو نزيفا شديدا. ورغم أن النزيف المهبلي هو أبرز الأعراض، وأكثرها إثارتها للقلق، فإن فقط ما بين 5 و 10 في المئة من حالات النزيف المهبلي هي التي تكون بسبب سرطان الرحم. قد يؤدي سرطان الرحم إلى أعراض أخرى، ولكنها أقل بروزا من النزيف المهبلي من قبيل:ألم الحوض أو البطن: ويكون الألم غير واضح من حيث موقعه، وتختلف شدته وقد يشبه المغص. كما قد يمتد السرطان ويضغط على الأعضاء المجاورة كالمثانة فيؤدي لإلحاح البول أو عسر البول، بالإضافة إلى تضخم الرحم: ويكون في المراحل الُمتقدمة، وغالبا فإن الطبيب يستطيع اكتشاف الأمر خلال الفحص الجسدي. المضاعفات قد يؤدي سرطان الرحم إلى مضاعفات ناتجة عن تقدمه من قبيل: فقر الدم، إذ قد يؤدي النزيف إلى فقدان الدم المزمن، تدمي الرحم، أي أن كتلة الدم قد تتراكم في الرحم، تقيح الرحم، التهاب الصفاق، ثقب الرحم الذي يؤدي إلى انتشار سرطان الرحم في جوف البطن. تصنيف مراحل وتدرج سرطان الرحم يصنف سرطان الرحم إلى مراحل رئيسية، ولهذا التصنيف أهمية، لأن العلاج يختلف وفقا لكل مرحلة، ويتم تصنيف مراحل سرطان الرحم حسب عمق اختراقه لجدار الرحم، انتشاره إلى العقد اللمفاوية أو الأعضاء المجاورة كالمهبل وعنق الرحم، وانتشاره إلى أعضاء أخرى كالمثانة، المستقيم، الكبد .... أشكال العلاج معظم حالات سرطان الرحم يتم تشخيصها في المراحل المبكرة، حيث يمكن علاجها والشفاء منها. وتوجد عدة إمكانيات لعلاج سرطان الرحم، على رأسها المعالجة الجراحية وتُجرى لدى 90 في المئة من الحالات. وتتوزع إمكانيات العلاج ما بين المعالجة الجراحية، العلاج بالأشعة، العلاج الهرموني، والعلاج الكيميائي. وتختلف اختيارات العلاج وفقاً لحالة المريضة، أمراضها السابقة، مرحلة سرطان الرحم وتدرجه. سرطان عنق الرحم يودي بحياة امرأة كل 8 ساعات شكل شعار«شاركوا في التلقيح لحماية عالمكم» محور الأسبوع العالمي للتلقيح الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، وذلك بهدف تحسين جودة الحياة و حماية صحة المواطنين، بالنظر إلى فعالية التلقيح و دوره الايجابي على الصحة العمومية، الذي يكمن في المساعدة في الوقاية من 30 مرضا معديا وشائعا، واجتناب عدة عواقب على المدى الطويل، إلى جانب تفادي مليوني إلى ثلاثة ملايين حالة وفاة سنويا. وكانت MSD المغرب، قد أكدت بالمناسبة على أنه و بالرغم من التطور الملموس في محاربة الأمراض المعدية بالمغرب، فإن عدة عوائق يتعين أخذها بعين الاعتبار، للتمكن من توسيع نطاق التلقيح، وكذا توفير وقاية ضد الأمراض الفتاكة كالأنفلونزا، والتهاب السحايا، والاسهال، أو السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري HPV، بما فيه سرطان عنق الرحم، إذ تموت في المغرب امرأة كل ثماني ساعات جراء هذا السرطان، بينما يمكن تجنب كل هذه الوفيات عن طريق التلقيح المبكر. ويعتبر فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) من الفيروسات الشائعة جدا و التي يمكن أن تصيب الجلد والأغشية المخاطية، حيث أشار الباحثون إلى وجود أكثر من 100 نمط جيني من نوعHPV ، بما فيها حوالي 40 يمكن أن تصيب الأعضاء التناسلية، و 13 مسببة للسرطان. ويعتبر هذا الفيروس واحدا من الأمراض المنقولة جنسيا والأكثر شيوعا، فحوالي نصف الأشخاص الناشطين جنسيا يصابون بهذا الفيروس خلال حياتهم، لأن أي اتصال جنسي يمكن أن يسبب خطر العدوى، إذ لا يوفر الواقي الذكري حماية كاملة من هذا الفيروس بسبب إمكانية الإصابة عن طريق الجلد و المخاط، لذا يستوجب التلقيح ضده.