في إطار برنامج "إنارة" الرامي الى استبدال المصابيح المتوهجة بمصابيح ذات الاستهلاك المنخفض(LBC)، يستعد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لانطلاقة الشطر الثاني من هذا البرنامج، بتركيب 10 ملايين من المصابيح ذات الاستهلاك المنخفض. ويندرج برنامج "إنارة" في إطار عقد – برنامج، مبرم بين الدولة والمكتب في يوليوز 2008، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويهدف هذا البرنامج الى تقليص الطلب على الطاقة الكهربائية والتحكم فيه، من خلال استبدال 15 مليونا من المصابيح المتوهجة بالمصابيح ذات الاستهلاك المنخفض بالمناطق المزودة مباشرة من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. وأفاد بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن هذا البرنامج يشكل جزءا من الأنشطة، التي يقوم بها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب منذ أكثر من سبع سنوات، من أجل ترشيد استهلاك الكهرباء بالمجالات التي تتميز بمعدل نمو عال جدا، وتساهم بشكل كبير في ارتفاع الطلب خلال ساعات الذروة. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال العشر سنوات الأخيرة، شهد الطلب الوطني على الكهرباء نموا مطردا بلغ 6.7 في المائة كمعدل سنوي. وبما أن أكثر من 60 في المائة من القدرة خلال ساعات الذروة، توجه للاستهلاك المنزلي، فإن ترشيد الاستهلاك لدى هذه الفئة من الزبناء، يعتبر مصدرا مهما للتحكم في الطلب، لاسيما أن استهلاكها قد سجل تطورا بنسبة 10 في المائة في المتوسط، خلال السنوات الأخيرة، بسبب النمو الديموغرافي، واتساع المجال الحضري وتعميم الكهربة القروية وكذا تزايد استعمال التجهيزات الكهربائية. من خلال إطلاق برنامج "إنارة"، يهدف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب إلى تخفيض استهلاك الطاقة الكهربائية المخصصة للإنارة المنزلية، خصوصا خلال فترة الذروة في المساء، والتي تستعمل فيها المصابيح المتوهجة المتراوحة قدرتها ما بين 75 واط و100 واط. الشطر الأول من برنامج "إنارة" الذي أعطيت انطلاقاته سنة 2008، تم تمويله بقرض من البنك الدولي، حيث تم بفضله تركيب ما يقارب 5 ملايين من المصابيح ذات الاستهلاك المنخفض، ما أدى إلى توفير 180 ميغاواط خلال ساعات الذروة، أي ما يعادل 243 مليون الدرهم كربح سنوي في الاستثمارات، وكذا اقتصاد 72530 طنا من الفيول في السنة، والحد من انبعاث 124000 طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو سنويا. أما بخصوص الشطر الثاني، الممول من طرف البنك الألمانيKfW، الرامي إلى استبدال 10 ملايين من المصابيح المتوهجة بالمصابيح ذات الاستهلاك المنخفض (LBC)، فإنه سيعمل على توفير 330 ميجاواط، أي ما يمثل ربحا سنويا بقيمة 445 مليون درهم، إضافة الى اقتصاد 132975 طن من الفيول في السنة والحد من انبعاث 228000 طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو سنويا. هكذا، وعلى اثر إجراء مناقصة دولية، استقر اختيار المكتب لإنجاز الشطر الثاني من برنامج "إنارة" على مصباح بمميزات خاصة يستفيد منها الزبون، حيث تصل قدرته 20 واط، ويعادل تلك الخاصة بمصباح متوهج بقدرة 100 واط، أي اقتصاد للطاقة بنسبة 80 في المائة مع مستوى الإنارة نفسه، كما أن مدة استعماله تصل إلى 12000 ساعة، أي ما يعادل 12 مرة مدة استعمال مصباح متوهج، إضافة إلى ضمانة التشغيل تمتد لسنتين، كما أنه يعتبر الأفضل بالأسواق من حيث الجودة والسعر، ناهيك عن توفره على مقاييس تحترم المعايير الوطنية والتوجيهات الدولية في مجال حماية البيئة. وسيتم تسليم المصابيح الأولى ابتداء من شهر شتنبر 2014، وسيتم وضعها رهن إشارة زبناء المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب من خلال شبكته التجارية الواسعة المتكونة من 230 وكالة، 914 نقطة خارجية للاستخلاص والبيع وكذلك عبر شبكة الكهربائيين المعتمدين من طرف المكتب. وبهذا الشأن، سيعتمد المكتب في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، وكما تم خلال إنجاز الشطر الأول من برنامج "إنارة"، على خدمات الكهربائيين المعتمدين(TPE-PME) من أجل استبدال وتركيب المصابيح، مساهما بذلك في إحداث مناصب للشغل بالمناطق المعنية بهذه العملية. وأفاد المكتب، أنه يمكن للزبون أن يسدد ثمن المصابيح إما نقدا أو على أقساط شهرية لمدة 24 شهرا، يقوم خلالها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بتمويلها مسبقا.