تواصلت فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الدولي لصناعات وخدمات الطيران "إيرو شاو 2014"، أول أمس الخميس، بالقاعدة العسكرية الجوية للطيران بمراكش، بعروض جوية لعدد من الطيارين المغاربة والأجانب وأثارت هذه العروض إعجاب الزائرين الذين يتوافدون على القاعدة الجوية، للاطلاع على أحدث الطائرات العسكرية والمدنية، خصوصا الجناح الأمريكي، الذي يوجد بالقرب من الجناح المغربي. وشهد اليوم الثاني من المعرض إقبالا متزايدا للزوار "مراكش إير شو"، الذي يشارك فيه حوالي 300 عارض، يمثلون شركات عالمية تعمل في قطاع صناعات الطيران والفضاء، إلى جانب مهنيين ومقدمي خدمات الطيران في عدد من الدول، وبقي العديد من الزوار خارج المعرض، إذ لم يتمكنوا من أداء تذكرة الدخول، التي حددت قيمتها من طرف اللجنة التنظيمية في مبلغ 150 درهما، ولجأ بعض سكان حي المحاميد إلى جنبات القاعدة العسكرية الجوية للطيران لمتابعة ومشاهدة الاستعراضات الجوية لطيارين مغاربة وأجانب. ويعرف المعرض استعراضات جوية، وعرض مجموعة من التجهيزات الجوية، بالإضافة إلى ندوات علمية حول أبرز التطورات في القطاع، ولقاءات أعمال ثنائية بين الشركات والوفود المشاركة. ويهدف المعرض، الذي يمثل فيه الأجانب 65 في المائة، إلى مواكبة الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة المغربية ومنعشو قطاع الطيران لتطوير مجال صناعة الطيران وتعزيز المكانة، التي أصبح يحتلها المغرب في مجالات الصناعات الخدماتية والصيانة والتكوين المرتبطة بهذا المجال. ويجسد معرض "مراكش إير شو 2014" طموح المغرب في مجال صناعة الطيران، ويشكل أحد أبرز روافد السياسة الصناعية للمغرب في هذا المجال، إلى جانب تهيئة مناطق صناعية متخصصة وتوفير نظام تحفيزي لجذب الاستثمارات في هذا المجال. وحظي رواق القوات الملكية الجوية، الذي جرى تأثيثه بصور ملكية تذكارية مع القوات المسلحة الملكية، ضمنها صور تذكارية لجلالة الملك محمد السادس عندما كان وليا للعهد بالقاعدة العسكرية الجوية للطيران بمراكش، بتوافد العديد من الزوار المغاربة والأجانب، للاطلاع على تاريخ القوات الملكية الجوية والمحطات التاريخية التي مرت منها منذ تأسيسها من طرف المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، تحت اسم الطيران الملكي الجوي، وتغير اسمها على يد الراحل الملك الحسن الثاني بعد توليه الحكم سنة 1964، تحت اسم القوات الملكية الجوية، والتطورات التي شهدتها في عهد الملك محمد السادس. وأشاد العديد من العارضين، في تصريحات ل"المغربية"، بالتنظيم المحكم للدورة الرابعة من المعرض الدولي، ما يؤهله إلى الارتقاء إلى مصاف المعارض الدولية المتخصصة في الطيران. وتتميز دورة هذه السنة بالحضور اللافت للوفد الصيني والأميريكي، إذ يبلغ عدد العارضين الأميركيين 30 عارضا، ضمنهم شركات "لوكيد مارتان"، و"بويينغ"، و"رايتون"، و"سيسنا"، و"ويكر بيكرافت"، و"أيرور بريسيزن أندوستري"، و" في أليكساندر كومباني" ويشكل المعرض، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مناسبة لاكتشاف آخر التطورات الحاصلة في هذا المجال٬ خاصة ما يتعلق بصيانة الطائرات المدنية والعسكرية، وفرصة لتمكين الفاعلين الاقتصاديين ومنعشي قطاع صناعات وخدمات الطيران من تبادل الرؤى على المديين القريب والمتوسط حول القارة الإفريقية . وتجسد المشاركة الأميركية في المعرض الدولي للطيران متانة علاقات الصداقة والتعاون التي تربط المغرب بالولاياتالمتحدةالأمريكية. في هذا الصدد، قال السفير الأمريكي دوايت بوش، خلال حفل افتتاح الجناح الأمريكي، إن المعرض يبقى مناسبة لشركات بلاده لعرض التقدم الذي وصلت إليه، وإبراز جودة منتجاتها وخدماتها في مجال صناعات وخدمات الطيران، مشددا على أن الحضور القوي للشركات الأميركية الكبرى المتخصصة في مجال الملاحة الجوية والطيران المدني والعسكري، يجسد علاقات الصداقة القائمة بين الولاياتالمتحدة والمغرب، منوها بالشراكة الممتازة التي تجمع البلدين. وأضاف بوش أن المغرب شريك استراتيجي للولايات المتحدة في القارة الإفريقية، مضيفا أن الولاياتالمتحدة والمغرب تربطهما علاقات تعاون وشراكة نموذجيتين، سواء على المستوى العسكري أو في ما يتعلق بالقطاعات الأخرى، خدمة للمصالح المشتركة بين الشعبين الصديقين. وأوضح السفير الأمريكي أن المغرب مقتنع بأن قطاع الطيران يشكل عنصرا مهما في استراتيجيته الاقتصادية على الصعيد الإقليمي، مشيرا إلى أن المغرب يشجع شركات الطيران المدنية والعسكرية للاستفادة من موقعه الجغرافي، ما أثر إيجابا على حجم مبيعاتها وأنشطتها للخدمات الصناعية، بطريقة تشكل فرصة ينبغي اغتنامها من طرف الشركات العاملة بهذا المجال. ويتوقع المنظمون أن تستقطب التظاهرة، التي تنظم كل سنتين، 40 ألف زائر على مدى أربعة أيام، بينهم 25 ألف مهني.