أعلن منظمو الملتقى الوطني للحناء، أمس الخميس بأكادير، أن دولة مالي ستكون ضيف شرف هذه التظاهرة الاقتصادية والثقافية التي تحتضنها مدينة فم زكيد (إقليم طاطا) وذلك من 11 إلى 13 أبريل الجاري تحت شعار "شجرة الحناء: مكون للتنمية المستدامة ووسيلة لدعم محاربة التصحر وناقل للتراث الثقافي داخل الواحات بالجنوب المغربي". وأكدت مديرة الملتقى السيدة فوزية طالوت المكناسي، خلال ندوة صحفية خصصت لعرض أهداف وبرنامج هذه التظاهرة، أن اختيار دولة مالي أملاه انفتاح المغرب على عمقه الإفريقي في سياق الزيارات الملكية لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، من جهة، والرغبة في استلهام التجربة المتميزة لهذا البلد الإفريقي في مجال تثمين الحناء، من جهة أخرى. وأوضحت أن الحناء قاسم مشترك بين المغرب والعديد من البلدان باعتبارها خيطا رفيعا يمتد من المغرب إلى الهند وباكستان، مرورا بعدد من البلدان العربية، مشددة على أهمية استثمار هذا المنتوج في تعزيز علاقات التنمية والتعاون جنوب-جنوب لما يحمله من قيمة مضافة لم يتم بعد استغلالها على الوجه الأمثل. وحسب المنظمين، فإن هذه الدورة ستتميز بحضور أزيد من 200 مشارك منهم أخصائيون وممثلو عدد من الجمعيات والتعاونيات الوطنية والدولية، لاسيما من تنسيقية منظمات إفريقيا الغربية، فضلا عن الساكنة المحلية. كما يراهن المنظمون على الخروج بخارطة طريق تمتد على مدى ثلاث سنوات بناء على ما سيواكب هذه التظاهرة من لقاءات علمية وبحوث وورشات من أجل تثمين المنتوج وتجاوز مشكلة الوسطاء والرفع من مردودية المنتجين وتحسين دخلهم، دون إغفال متطلبات التنمية المستدامة. وتشير إحصائيات تم الكشف عنها خلال هذا اللقاء إلى أن شجرة الحناء، التي تغطي بفم زكيد ما مجموعه 250 هكتارا، بمنتوج سنوي يقدر ب 19 ألف قنطار ورقم معاملات يصل إلى 30 مليون درهم، توفر 33 ألف يوم شغل سنويا. وينظم هذا الملتقى بشراكة مع عدد من الجمعيات والتعاونيات وبدعم من وكالات الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعدد من الأقاليم بالمملكة والقطاعات الوزارية، فضلا عن ولاية كلميموإقليم طاطا و المجلس البلدي لفم زكيد.