استخدمت شرطة مكافحة الشغب التركية مدافع مياه، أول أمس الثلاثاء، لتفريق آلاف الأشخاص الذين احتشدوا أمام المجلس الأعلى للانتخابات في العاصمة أنقرة للاحتجاج على نتائج الانتخابات المحلية التي هيمن عليها الحزب الحاكم. طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي احتفظ حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء طيب أردوغان بالسيطرة على اكبر مدينتين اسطنبولوأنقرة وزاد حصته من الأصوات على المستوى الوطني في الانتخابات المحلية التي جرت يوم الأحد بالرغم من فضيحة فساد تلاحق حكومته. لكن المعارضة قالت إنها ستطعن في بعض النتائج. وطالب الحشد بإعادة فرز نتائج أنقرة التي شهدت سباقا متقاربا وأخذوا يرددون "طيب لص" و"الشعب معك يا مجلس الانتخابات" قبل أن تتدخل الشرطة. ولم تعلن أي نتائج رسمية حتى الآن لكن الإحصاءات التي نشرتها وسائل الإعلام التركية تشير إلى حصول حزب العدالة والتنمية على نحو 44 في المائة في أنحاء البلاد مقابل ما بين 26 و28 في المائة لحزب الشعب الجمهوري المعارض. وجرت الانتخابات في الدولة المسلمة الوحيدة بحلف شمال الأطلسي وسط صراع شرس على السلطة بين أردوغان ورجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولاياتالمتحدة الذي يتهمه أردوغان بتنفيذ حملة قذرة بنشر تسجيلات صوتية مجهولة تزعم ضلوع رئيس الوزراء في فساد. وينفي أردوغان اتهامه بالفساد وينفي كولن أيضا أي دور في التسجيلات التي تم الحصول عليها من اتصالات حكومية سرية. وتجمع أنصار المعارضة - وبينهم كثير من الطلاب استجابوا لنداءات على مواقع التواصل الاجتماعي - في المقر الرئيسي لحزب الشعب الجمهوري المعارض وتناوبوا العمل طوال الليل لفحص أوراق النتائج بحثا عن أي دلالة على حدوث تزوير. وقال مصطفى ساريجول، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض لرئاسة بلدية إسطنبول والذي هزم في الانتخابات "أيا كانت نتائج الانتخابات فإنها ستدخل بكل أسف تاريخ ديمقراطيتنا كانتخابات، مشكوك فيها". وتابع قوله "سرقة صوت واحد هي علامة سوداء للديمقراطية". ووقف أردوغان في شرفة مقر حزب العدالة والتنمية محاطا بأفراد عائلته وألقى كلمة الفوز يوم الأحد وسط هتافات الآلاف من أنصاره الذين أضاءوا السماء بالألعاب النارية. وشكلت النتيجة خيبة أمل كبيرة لحزب الشعب الجمهوري المعارض برغم أنه زاد حصته من الأصوات لكنه فشل في التخلص من صورته كمعقل للنخبة العلمانية بمعزل عن الواقع الفعلي لحياة غالبية السكان في الدولة المسلمة المحافظة اجتماعيا والبالغ عدد سكانها 77 مليون نسمة. ويطعن حزب الشعب الجمهوري في نتائج الانتخابات في أنقرة وأيضا في مدينة انطاليا الساحلية الجنوبية التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية بعد أن كانت معقلا تقليديا للمعارضة. وطالب ساريجول أيضا بإعادة فرز الأصوات في إسطنبول في حين قال منصور يافاس مرشح الحزب المعارض لرئاسة بلدية أنقرة إن الحزب سيلجأ إلى المحكمة الدستورية إذا لزم الأمر. ورغم الماضي السياسي المضطرب فقد كان ينظر إلى حد بعيد إلى الانتخابات السابقة في تركيا على أنها حرة ونزيهة. وشابت عملية التصويت في جنوب شرق تركيا أعمال عنف فردية. ويسري في جنوب شرق تركيا وقف لإطلاق النار منذ العام الماضي في إطار جهود لإنهاء تمرد المسلحين الأكراد الذي بدأ قبل نحو ثلاثة عقود. ووفقا للنتائج غير الرسمية فقد واصل حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد سيطرته على أقاليم في المنطقة. وفي يوم الانتخابات، قتل ثمانية أشخاص في حادثي تبادل لإطلاق النار منفصلين في قريتين بإقليمي هاتاي وشانلي أورفة في جنوب شرق البلاد قرب الحدود السورية بين أنصار مرشحين متنافسين.