أعلن المشير عبد الفتاح السيسي، أول أمس الأربعاء، استقالته من منصبه كقائد عام للقوات المسلحة المصرية ووزير للدفاع وترشحه لرئاسة البلاد في الانتخابات المتوقعة خلال أشهر، والتي ينتظر أن يفوز بها بسهولة. عبد الفتاح السيسي المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات المصرية تعين على السيسي (59 عاما) الاستقالة من الحكومة والتخلي عن صفته العسكرية كي يدرج اسمه في قاعدة بيانات الناخبين وهو شرط لازم للترشح. ولا يسمح للعسكريين بالانتخاب أو الترشح أثناء خدمتهم في الجيش وكذلك رجال الشرطة. وقال السيسي في بيان عبر التلفزيون الرسمي قبل قليل "اليوم أقف أمامكم للمرة الاخيرة بزيي العسكري، بعد أن قررت إنهاء خدمتي كقائد عام للقوات المسلحة ووزير للدفاع". وأضاف "أتقدم لكم معلنا عزمي الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية... أمتثل لإرادة جماهير واسعة طلبت مني التقدم لنيل هذا الشرف". وجاء البيان بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بحضور الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي قرر ترقية رئيس الأركان صدقي صبحي إلى درجة فريق أول، وهو ما يشير إلى أنه المرشح الأوفر حظا لخلافة السيسي في وزارة الدفاع. ولم يكن عبد الفتاح سعيد السيسي معروفا قبل أن يعينه الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وزيرا للدفاع في غشت 2012، لكنه نال شعبية واسعة بعد إعلانه في يوليوز 2013، عزل مرسي بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. وتنعكس هذه الشعبية في حوارات المصريين على المقاهي وفي المواصلات العامة. ويعرض باعة متجولون ومحال تجارية صورا للسيسي وملابس وحليا ونقودا مقلدة عليها صوره ونماذج لبطاقات شخصية له وحتى شوكولاته تحمل اسمه. وبعد إذاعة البيان أطلق مؤيدون للسيسي الألعاب النارية في وسط القاهرة ابتهاجا بقرار ترشحه. وقالت وسائل إعلام حكومية إن ميدان التحرير بوسط القاهرة شهد وجودا أمنيا مكثفا وانتشرت فيه مدرعات للجيش مع بدء توافد مواطنين للاحتفال. والسيسي عسكري محترف صعد إلى قيادة الجيش بعد أن لعب أدوارا قيادية من بينها قيادة الاستخبارات الحربية والعمل ملحقا عسكريا في السعودية. ويخشى معارضوه أن تتولى رئاسة البلاد مجددا شخصية ذات خلفية عسكرية كما كان الحال لعقود. لكنه قال أول أمس الأربعاء، إن برنامجه ورؤيته "تسعى لقيام دولة مصرية ديمقراطية حديثة". وتواجه مصر تحديات أمنية كبيرة منذ عزل مرسي، الذي تصفه جماعة الإخوان بأنه انقلاب عسكري. واندلع عنف سياسي قتل فيه نحو 1500 شخص أغلبهم من مؤيدي مرسي ومن بينهم مئات من أفراد الأمن قتلوا في تفجيرات وهجمات مسلحة نفذها متشددون في شبه جزيرة سيناء، وامتد نطاقها للقاهرة ومدن أخرى. وشنت قوات الأمن حملة صارمة على جماعة الإخوان المسلمين وأعلنتها الحكومة جماعة إرهابية واعتقلت الآلاف من أعضائها ومؤيديها وقدمتهم للمحاكمة بمن في ذلك مرسي. وتقول الجماعة إنها ملتزمة بالسلمية. وشملت الاعتقالات نشطاء مدافعين عن الديمقراطية والحقوق لا ينتمون إلى التيار الإسلامي. وتعهد السيسي ببناء دولة خالية من الخوف والإرهاب، وقال "نحن مهددون من الإرهابيين من قبل أطراف تسعى لتدمير حياتنا وسلامنا وأمننا... سأظل أحارب كل يوم من أجل مصر خالية من الخوف والإرهاب". وكذلك "إعادة ملامح الدولة وهيبتها، التي أصابها الكثير خلال الفترة الماضية... مهمتنا استعادةُ مصر وبناؤها". وأقر السيسي بصعوبة المهمة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية وقال "لدينا نحن المصريين مهمة شديدة الصعوبة.. ثقيلة التكاليف". وأضاف "أنا لا أقدم المعجزات... لن ينجح الحاكم بمفرده بل سينجح بشعبه وبالعمل المشترك معه". وتابع "المصريون يستحقون أن يعيشوا بكرامة وأمن وحرية وأن يكون لديهِم الحق في الحصول على عمل وغذاء وتعليم وعلاج ومسكن في متناول اليد". وبخلاف السيسي لم يعلن أحد من الشخصيات السياسية البارزة في البلاد عزمه الترشح للرئاسة حتى الآن سوى حمدين صباحي.