استطاع الملتقى "الإعلامي الكوردي العربي"، الذي نظم في أربيل بكوردستان العراق أن يخلق جسر تواصل بين عدد من الإعلاميين والباحثين والمهتمين العرب القادمين من دول عربية وأوروبية، حيث صادف الملتقى أيام الاحتفاء ب"نوروز" (العيد القومي للشعب الكوردي، ورأس السنة الكوردية الجديدة). أتاح هذا الملتقى المنعقد من 18 إلى 20 مارس الجاري، تحت شعار "معا لأجل تمتين أواصر الصداقة والتفاهم بين شعوبنا"، لضيوفه التعرف على بعض عادات الشعب الكوردي الاجتماعية والثقافية والفلكلورية، بموازاة زيارات ميدانية لمعالم تاريخية مثل قلعة أربيل، والمتحف الحضاري، وبعض المرافق مثل حديقة "شاندار". وجاء ترتيب الملتقى بأربيل، في سياق الاحتفاء بالمحافظة كعاصمة للسياحة العربية لسنة 2014، وكذا تعزيز أواصر الانفتاح على الثقافات الأخرى العربية، بتأكيد من المنظمين أن كوردستان العراق ترنو بإمكانياتها التاريخية والحضارية والاقتصادية والاجتماعية إلى أن تكون فاعلة في منطقة الشرق الأوسط، وتساهم في ضمان الاستقرار والأمن والسلام لمواطني كوردستان والعراق كافة، ودول الجوار، إيمانا بمبدأ التسامح والحوار والسلم الاجتماعي. من جهة أخرى، كان الملتقى بمثابة منبر مباشر يتيح فرص التعبير عن الآراء والمواقف، لدعم الرؤى المستقبلية وتمتين الأواصر بين الشعب الكوردي وباقي الدول العربية، من خلال تبادل الخبرات والمعارف في جميع الميادين، خاصة أن أربيل تتمتع بإمكانات هائلة في جميع القطاعات السياحية والاقتصادية والثقافية وغيرها. في الإطار ذاته، عبر المشاركون في الملتقى، من بينهم 40 مشاركا قادما من خارج العراق، عن إعجاب كبير بالنهضة التي حققتها أربيل في العشر سنوات الأخيرة، حتى تحولت إلى منطقة استقطاب بامتياز، يتوافد عليها المستثمرون والزوار من كل الدول، في ظروف يسيرة تضمن لهم التسهيلات والاستقرار والأمان. وفي الصدد نفسه، أعرب المنظمون عن عزمهم أن يكون الملتقى "الإعلامي الكوردي العربي" فرصة سانحة للرأي الدولي، قصد اكتشاف ميزات كوردستان العراق التي تتعزز بجهود المسؤولين بالإقليم وفق مخططات تنموية مهيكلة. وحسب دليل سياحي، وزعته الهيئة العامة للسياحة في كوردستان العراق، على حضور الملتقى خلال أشغاله، فإن الإقليم يتميز بجبال بكر ومواقع أثرية قديمة، كما يتسم بمناخ معتدل وربيعي في شهر مارس يسمح بعقد نزهات في تلال والوديان العديدة بالإقليم. ويتزامن الفصل الربيعي مع الاحتفال بعيد "نوروز"، الذي يصادف يوم 21 مارس، بحسب التقويم الميلادي، إذ يعتبر من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الكورد، ويعود تاريخها إلى 700 سنة قبل الميلاد، وتحديدا منذ تأسيس أول دولة كوردية "دولة ماد"، حسب ما أورده كتيب الهيئة العامة للسياحة. كما رصد "الكتيب" نبذة عن محافظة أربيل التي توجت عاصمة السياحة العربية لهذه السنة، حيث تعتبر عاصمة إقليم كوردستان العراق، وتقع على ارتفاع 418 مترا عن سطح البحر، فضلا عن كونها من أقدم المدن المأهولة في المنطقة، إذ يعود تاريخها إلى العصور القديمة وتحديدا إلى الألفية السادسة قبل الميلاد. وقد ورد اسم مدينة أربيل في كثير من الكتابات السومرية والبابلية وفق تسميات عديدة مثل "أروبيلم" و"أروبل" و"أربائيلو". ويُذكر أن أربيل اشتهرت باعتبارها مركزا للعبادة، خاصة لدى آلهة عشتار، إلى جانب ذكرها من قبل بعض المؤرخين القدامى في كتبهم ومؤلفاتهم، الأمر الذي أثار انتباه العالم لهذا الجزء المهم من المدينة، ليصبح عبر الزمن محط أنظار، وموضوعا أساسيا للعديد من اللوحات العالمية الشهيرة والوثائق التاريخية والأعمال الفنية في أوروبا. وتعتبر أربيل من المدن الكبيرة، حيث تبعد عن مدينة بغداد بحوالي 350 كيلومترا، وتحدها شرقا محافظة السليمانية، فيما تحدها غربا محافظتي نينوى ودهوك، كما تحدها جنوبا محافظة كركوك، وشمالا تركياوإيران. وتحتضن أربيل، عاصمة إقليم كوردستان العراق، ما يفوق 200 فندق سياحي، من ضمنها أكثر من 10 فنادق بتنصيف خمس نجوم، إلى جانب عدد كبير من المطاعم والمقاهي والمولات والمحلات التجارية الكبرى، وأسواق شعبية وأخرى عصرية، ثم عدد من المرافق وفضاءات الاستجمام والترفيه، مثل حدائق "التلفريك" و"بولينيك" و"أيس هول"، ومسبح، ومدينة ألعاب و"أكوابارك" و"سوق ليلي". يشار إلى إقليم كوردستان يقع في القسم الشمالي والشمال الشرقي من جمهورية العراق، يحده شرقا وشمالا جمهورية إيران الإسلامية، وتجاوره من جهتي الشمال والغرب الجمهورية التركية، في حين تقع الجمهورية العربية السورية في الجهة الغربية، وفي الجنوب المحافظاتالعراقية، وتمتاز أراضي الإقليم بوفرة السهول والوديان والتلال والمرتفعات والجبال والسلاسل الجبلية.