وصلنا أربيل حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال (أي أن الرحلة استغرقت 23 ساعة). ذهبنا مباشرة إلى فندق «ديوان»، وهو فندق فخم محاذ للمكان الذي سيعقد فيه المؤتمر. لكن اللجنة التحضيرية أخبرتنا بتغيير مكان الإقامة، فذهب جميع المؤتمرين إلى فندق «طانغرام». الفندق جميل أيضا، من خمسة نجوم، ليس من فخامة فندق ديوان، لكن فيه أكثر مما يحتاج إليه إنسان بسيط مثلي. وطبخه رائع، يمزج بين الطبخ الغربي والشرقي والمغربي. أول ما وصلت، قرأت في وصفات الأكل الموجودة بالغرفة عن الطاجين المغربي والكسكس، وسخرت في قرارة نفسي من هذا الادعاء، معتقدة أنهم لا يعرفون شيئا عن ذلك، إلى أن اكتشفت أن مدير المطعم والطباخة ومدير الفندق مغاربة. حدث ذلك عندما كنت أتكلم معه معتقدة أن له علاقة بموظفي الاستقبال، بلهجة تشبه اللهجة الشامية طالبة منه حمل شيء إلى الغرفة، فقال مبتسما باللهجة المغربية: «ما لك آختي معذبة راسك، راه أنا مغربي بحالي بحالك» صرخت بغبطة. أخبرني أنه يشتغل مديرا للمطعم وأن الطباخة مغربية ومدير الفندق مغربي. ابتهجت كثيرا بذلك. قلعة أربيل تعد مدينة أربيل ثالث أكبر مدينة في العراق بعد بغداد والموصل، وتبعد عن بغداد بحوالي 360 كلم، في حين تقع الموصل في الغرب من مدينة أربيل، وتبعد عنها ب 80 كلم. وهي تسمى «أربيل» باللغة العربية وهولير باللغة الكردية و «اربأيلو» باللغة السريانية. وهي مركز محافظة أربيل وعاصمة إقليم كردستان. تقع «قلعة أربيل» على ربوة وسط مدينة أربيل. وعرف عليها بأنها أقدم مدينة مسكونة في العالم بشكل مستمر. يعود تاريخها إلى 6000 سنة قبل الميلاد. ويعود أصل تسميتها إلى الاسم الآشوري «أربائيلو» أي أربعة آلهة. بنيت أساسا لأغراض دفاعية، حيث كانت تعد حصنا منيعا لمدينة أربيل في تلك الحقبة الزمنية. يبلغ ارتفاع القلعة 415 م عن مستوى سطح البحر. وعن سطح المدينة يبلغ حوالي 26 م. أما مساحتها فتبلغ 102.190 متر مربع. ولقد تسبب صهريج قلعة أربيل في إجهاظ حصار هولاكو المغولي لها، حيث تزود منه أهلها بالمياه أثناء الحصار، وعن طريقه كانوا يخرجون منها ليعودوا بالمؤن، ذلك اللغز الذي عجز هولاكو عن فهمه مما أدى إلى فك حصاره عنها والانسحاب منها. في 26 أبريل 2006، دمر أحد جدرانها الذي يقع في مواجهة بناية محافظة أربيل. سميت أربيل لأن القلعة كانت إسمها «اربأيلو» والمنطقة التي تقع فيها القلعة كانت تسمى قبل إنشاء هذه الأخيرة «اراستيوم»، وهي أحد الأسماء الآشورية القديمة. وفضلا عن كونها معلمة أثرية ومعمارية قديمة، فإنها أيضا تحوي العديد من المباني والآثار الأخرى التي تحكي قصصا عن مراحل مختلفة وشخوص من المشاهير عبر تاريخ المدينة، ما زالت عالقة في أذهان الأهالي. ولقد أصبحت قلعة أربيل جزءا من التراث العالمي بقرار من منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وهي تشهد حاليا أعمال ترميم واسعة