كشف إقليم كوردستان بشمال العراق، يوم الثلاثاء المنصرم، عن المعايير العمرانية والاقتصادية والتاريخية والسياحية والثقافية، التي أهلت عاصمته، مدينة إربيل، لأن تكون عاصمة السياحة العربية لسنة 2014 وذلك بعد منافسة مع مدينة طائف بالسعودية وإمارة الشارقة بالإمارات. وجاء التعريف بخصوصيات إربيل كواحدة من المحافظات الثلاث (دهوك-إربيل-السليمانية) لإقليم كوردستان، في خضم فعاليات إربيل "عاصمة السياحة العربية"، التي شارك فيها إعلاميون وباحثون ومهتمون داخل الإقليم وخارجه، قدموا جميعا لاكتشاف طبيعة الإقليم كمنطقة آمنة في العراق. وحرص المنظمون على بث شريط مسجل يستعرض مقومات الإقليم في جميع الميادين، وكيف تحول إلى نقطة جذب للمستثمرين من جميع الدول. وذكر المنظمون أن الإقليم يخطو خطوات حثيثة نحو الانفتاح على العالم، عبر نهج "مبدأ الحوار مع الآخر"، موضحين أن هذا الملتقى الإعلامي الكردي العربي واحد من الفعاليات التي يتلمس عبرها الإقليم طريق التعريف بخصائصه التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والرؤى المستقبلية، بعيدا عن أي حصار فكري قد يبقي الإقليم في قوقعة الانعزال عن العالم. كما ذكر المنظمون، خلال افتتاح الملتقى، أن كردستان العراق آمن ومستقر، استطاع، اعتمادا على مبدأ الحوار، أن يخلق مجالا واسعا في التعايش مع الآخر، والتفاعل الخلاق مع جميع الثقافات بوعي كبير ومشترك بين جميع فئات الشعب الكردي، في وقت يشدد الإقليم على ترسيخ قيم إنسانية حقة داخل مجتمعه. من جهته، قال محمود كاوه، وزير الثقافة بإقليم كردستان العراق، إن "الملتقى الإعلامي الكردي العربي فرصة أخرى للتذكير بمؤهلات الإقليم التاريخية والحضارية والجغرافية، التي ضمنت له أن يكون إقليما آمنا ومستقطبا للمستثمرين خارج العراق"، مضيفا أن المرتبة التي بلغها الإقليم في جميع القطاعات، انتصار ليس وليد "لحظة ثورية"، بقدر ما هو نتيجة مساع عديدة وجادة، من خلال تهيئة الحوار على مبدأ قبول الآخر، ما مهد للحفاظ على التنوع القومي والمذهبي بالإقليم". وأوضح الوزير أن إقليم كردستان العراق، يعيش مراحل الانفتاح والتواصل في عموم العراق خارجه، خاصة أنه يتمتع بإمكانات هائلة في كل القطاعات، تخوله للمشاركة الفعلية في التنمية المحلية والإقليمية، وأن يكون نموذجا حقيقيا للازدهار والتطور. من جهة أخرى، حرصت الهيئة العامة للسياحة بالإقليم على وضع أسس متينة لخطة استراتيجية، تساهم في تنمية السياحة، بدءا من التعريف بالأماكن السياحية المتنوعة وإظهار أسسها إلى العلن، وتحقيق التعريف والتسويق السياحيين. كما تعتمد الهيئة، حسبما كشف عنه المنظمون خلال افتتاح الملتقى، على تنظيم جداول سياحية، وإنتاج أفلام وثائقية سياحية، وإنتاج إعلانات ومطويات، وإقامة مؤتمرات ومهرجانات، وتنظيم أوراش العمل والمعارض. يشار إلى أن إقليم كردستان يقع في القسم الشمالي والشمالي الشرقي من العراق، وتبلغ مساحته، إلى جانب أراضي المناطق المتنازع عليها، حوالي 78 ألف كيلومتر مربع، أي أن الإقليم يمثل أكثر من 18 في المائة من أراضي العراق، وتدير حكومة الإقليم أكثر من 60 في المائة من أراضي الإقليم، أما 40 في المائة المتبقية فتقع ضمن المناطق المتنازع عليها. ويتحدث المجتمع الكردي اللغات الكردية والعربية والتركامنية والسريانية.