أعلن المخرج المغربي، هشام العسري، أن فيلمه السينمائي الجديد "هم الكلاب" سيعرض بالقاعات السينمائية ابتداء من ثاني أبريل المقبل. وقال العسري، في تصريح ل"المغربية" إن "هم الكلاب" الذي يعد ثاني تجربة سينمائية روائية طويلة في مساره الفني بعد فيلمه الأول "نهاية"، سيعرض بجل قاعات المملكة، كما سيواصل تمثيل المغرب في مختلف المهرجانات السينمائية الدولية، مشيرا إلى أن الفيلم سبق له الفوز بالعديد من الجوائز الدولية والوطنية المهمة، منها الجائزة الكبرى من مهرجان قرطبة السينمائي بإسبانيا، وجائزتا لجنة لتحكيم وأحسن دور رجالي من دبي، وجائزة النقاد من طنجة. وأضاف العسري أن ما دفعه لإنجاز فيلمه الجديد، هو الرغبة الملحة في تصوير عمل "ممزوج بذكريات أشخاص يسكنونه عن طريق مزيج غريب بين الرغبة في تصوير الشارع، وهو في حالة غليان والرغبة في إعادة "يوليسيس" لاستعادة زوجته وأطفاله وحياته ككل". وتعود فكرة الفيلم، حسب العسري، "إلى شعور بواجب حفر الزمان فوق قطعة خشب في طور الاحتراق، بهدف تصوير سباق شخص (السجين رقم 404) العائد من جحيم الاعتقال، والساعي إلى استعادة مكانته وسط عالم يبدو مألوف لديه، لكنه مختلف تماما عما ألفه". ويوضح المخرج أن الفيلم "عبارة عن جولة محمومة عبر زمن ضاع إلى الأبد، وفضاء يهرب إلى ما لا نهاية، إذ يدور الفيلم في حلقة مفرغة أو سباق ضد العدم والصمت الذي يلف الذكريات ويمحيها إلى الأبد". ويتناول الفيلم، الذي يشخص أدواره الرئيسية حسن بديدة، ومالك أخميس، ونادية النيازي، وصلاح بن صالح وآخرون، قصة مواطن مغربي تعرض للاعتقال في أحداث 1981، وسيفرج عنه بعد 30 سنة، تزامنا مع أحداث "الربيع العربي" وحركة 20 فبراير المغربية. يلتقي بطل الفيلم، الذي أدى دوره الممثل المغربي حسن بديدة، طاقما صحافيا يعمل لصالح قناة تلفزيونية للبحث عن الأخبار المثيرة أثناء تغطيته المظاهرات بمدينة الدارالبيضاء، فيقرر الطاقم تتبع رحلته بالبحث في ماضيه المليء بالأحداث والتفاصيل، ليتأكد من أنه أحد المناضلين السابقين الذين اختفوا قسريا منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وأن أسرته وغالبية أصدقائه اعتقدوا أنه توفي، لدرجة أنهم وضعوا قبرا يخلد ذكراه، إلا أن عودته لم تأت بما كان متوقعا، بعدما وجد أن بيته السابق بيع، وزوجته تزوجت، وابنه لا يريد حتى الاعتراف به. ويعد الفيلم، الذي مثل المغرب في مهرجان "كان"، مساهمة في النقلة النوعية التي تنشدها السينما المغربية للوصول إلى الكيف، ويقول مخرج العمل إنه لم يكن يهدف من خلال فيلمه إلى توجيه رسالة محددة، بقدر ما كان يرغب في الإشارة إلى عقم وسائل الإعلام التقليدية، أمام وسائل الاتصال الحديثة، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي ساهمت في صياغة نظرة جديدة إلى العالم.