احتج العديد من المشاركين في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، على دعوة محمد بكريم المسؤل السابق بالمركز السينمائي المغربي الحضور بالفرنسية مساء أول أمس الأحد إلى الوقوف دقيقة صمت بدل قراءة الفاتحة، وذلك ترحما على الفنان الذي وافته المنية صباح نفس اليوم عبد الله أوزاد. وتعالت أصوات المحتجين في وجه باكريم الذي كان ينشط الفقرة ضمن فعاليات الدورة 15 من المهرجان، بالقول نحن لسنا في كنيسة وغيرها من أصوات الاستنكار بكون المغاربة والمسلمين عموما لم يئلفوا غير قراءة الفاتحة، وهو ما تم بالفعل حيث تليت الفاتحة وأعقبت بالتسبيح والحمد لله. ضمن أفلام اليوم الثالث من المهرجان لم يستأثر فيلم "خلف الأبواب المغلقة" وحده باهتمام الجمهور، بل كان لفيلم "هم الكلاب" للشاب هشام العسري وقع خاص حيث اختار العودة لاحتجاجات سنة 1981 التي شهدها المغرب وعرفت قتل واعتقال وسجن وتعذيب العديد من المناضلين والمواطنين. العسري اختار العودة لتلك الأحداث من خلال وقفة لحركة "20 فبراير" على بعد أيام من ذكراها الرابعة، فيلم "هم الكلاب" يتعقب ثلاثة أعضاء طاقم تلفزيوني في مسعاهم لإعداد تقرير عن حراك عشرين فبراير. وتثير تصرفات مجهول (أداء حسن بديدة) الغريبة اهتمام أعضاء الطاقم الذين يقررون التركيز على شخصية مجهول في تقريرهم. ويعيش طاقم التلفزيون مطاردة سيارات ويجري تحقيق في ماضي منسي، في محاولة لمعرفة المزيد عن ماضي هذا الرجل الذي أطلق سراحه مؤخراً من السجن بعد 30 عاما قضاها عقب مداهمة قامت بها الشرطة، خلال انتفاضة 1981 (انتفاضة الكوميرة)، ليجد نفسه ضائعاً في غمرة الربيع العربي. "واش بصح قلبتي الفيستة" هكذا خاطب بطل الفيلم أحد اليساريين الذي كان مناضلا رفقة البطل الخارج من السجن، وبعد تماطل اليساري في الجواب وتطلع "الممثل بديدة" في واقع المناضل وهو ينعم في الخيرات يطرح عليه سؤالا بغير قليل من التهكم "وفيناهو داكشي ديال ماركس، والطبقة الكادحة". وهو الحوار الذي لم يتحمله "المناضل اليساري" ووضعه الجديد ليقوم بطرد صديق السجن والكفاح من مكتبه المحترم. وظلت عبارة "هم الكلاب" غامضة بالفيلم إلا أن بعض الآراء رجحت أنها تعبر عن مشردين وأفارقة يقطنون بيوتا بشكل غير شرعي، وربما تعبر عن بطل الفيلم نفسه الذي كان في وضعية اجتماعية أكثر من مزرية. يشار إلى أن الفيلم حاز على جوائز وطنية ودولية عدة. فعاليات مهرجان طنجة لم تخل من طرائف فقد تدخل أحد التقنيين في نقاش حول الكتاب الأبيض للسينما المغربية ليقول وسط استغراب الجميع وضحكهم "بغيت نعرف أولا واش هاد قانون الكتاب الأبيض تم إحالته على الأمانة العامة للحكومة ولا مزال".