يواصل مهرجان مراكش فعالياته وفق برنامجه المسطر سواء على مستوى الأفلام المعروضة داخل المسابقة أو خارجها، وهكذا استقطب الفيلم المغربي "هم الكلاب " اهتمام الجمهور والمهتمين على حد سواء، رغم أنه خارج المسابقة وامتلأت القاعة في كل طبقاتها بقصر المؤتمرات عن آخرها.. بحضور المخرج والممثلين الذين ما إن انتهى الفيلم حتى حصروا من طرف الجماهير المعجبة والتي أصرت على التقاط الصور مع أبطال الفيلم رغم الحراسة المشددة عليهم. «هم الكلاب» يحكي عن "مجهول"، سجين سياسي اعتقل سنة 1981 أثناء مظاهرات الخبز بالمغرب. بعد ثلاثين عاما، يغادر السجن في خضم أحداث الربيع العربي. يقوم طاقم تصوير من التلفزيون العمومي بإنجاز تقرير عن الحراك الاجتماعي بالمغرب، فيشد اهتمامه "مجهول" ويقرر تعقب خُطاه سعيا لاستعادة حياته الماضية ... الفيلم الذي أخرجه هشام العسري وأنتجه نبيل عيوش وشخصه كل من حسن باديدة ويحيى الفاندي وعماد فجاج وجلال بوالفطايم حسن هسكا.. غني بالحمولة السياسية ويكاد يؤرخ لمرحلة من مراحل سنوات الرصاص بالمغرب.. فانطلاقا من احتجاجات لها ارتباطات بالربيع العربي وبالخصوص حركة 20 فبراير يصر الصحافي التلفيزيوني على إنجاز ريبورتاج حول هذا الحراك، ليتصادف ذلك مع خروج معتقل مجهول سابق كان قد اعتقل عقب إضرابات 1981 بالدار البيضاء دون ذنب جناه سوى أنه خرج للشارع قصد شراء عجلة لضبط توازن دراجة طفله الذي يسقط منها كل مرة ويشتري باقة ورد لزوجته لعله يزيل عنها قلقا الدائم منه.. لكنه اعتقل .. نسي الكثير من الأشياء وحتى اسمه كان يتذكر فقط رقمه في السجن الفريق التلفزي تعقب هذا المعتقل في أحداث مثيرة، وهو يبحث عن زوجته وأبنائه.. الفيلم مر بنا عبر الكثير من الأشياء وذكرنا بالكثير من الوجوه لمناضلين استشهدوا أو فقدوا معروضين في صالة دخلها هذا المعتقل المجهول ليتأمل تلك الصور والتي عرضت ضمنها صور لصحيفة«المحرر» التي تم ايقافها ايضا عقب أحداث 1981 .. الفيلم عميق بالكثير من الدلالات السياسية ومليء بالكثير من المغازي المرتبطة بما عنته الحركات التقدمية والوطنية والنقابية وينتهي الفيلم بان وجد زوجته التي سلمته شهدة وفاته وابنه الذي رفض ان يقبله كأب لأن له أبا آخر هو زوج أمه وتم نسيان الأب المعتقل المجهول وكأني بالفيلم يريد أن يقول بأن الأجيال الحديثة نسيت كل ما قاسته الأجيال الماضية التي ناضلت من جل مغرب حر كريم وديمقراطي