شهدت مدينة طنجة، بوابة المغرب على العالم، منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، نهضة حقيقية. فبفضل عشرية حافلة بالمشاريع التنموية الكبرى بقيادة جلالة الملك، تمكنت عروس الشمال والجهة بأكملها من التموقع كقطب جديد للتنمية الاقتصادية. فبفضل التوجه الرشيد، وبعد نظر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تمكنت جهة طنجةتطوان، خلال السنين الأخيرة، من تدارك تأخرها على مستوى البنيات التحتية الاقتصادية والهيكلية، لتحقق انطلاقة حقيقية مكنتها أولا من تعزيز موقعها في الخريطة الاقتصادية الوطنية، ثم من دعم التوجه الجديد للاقتصاد الوطني، الذي يمكن المغرب من مواجهة المنافسة الدولية واستشراف المستقبل بآليات جديدة تجعله في مصاف الدول الواعدة على جميع الأصعدة. وفي هذا الإطار، رأت مشاريع ضخمة بعروس الشمال النور، منها ميناء طنجة المتوسط، الذي ينافس الموانئ العالمية الكبرى، ومشروع "رونو" الطموح لصناعة السيارات، والمنطقة الصناعية الحرة، والبنيات التحتية الطرقية والحديدية، لاسيما الطريق السيار طنجة-الدارالبيضاء والقطار فائق السرعة، الأول من نوعه في القارة الإفريقية، والمركب الرياضي الكبير. كما تحتل مشاريع الطاقة المتجددة وبرامج إعادة التأهيل الحضري والإنعاش الاجتماعي، مكانة متقدمة ضمن الإنجازات المهمة التي أطلقها جلالة الملك. ومع مشروع طنجة الكبير، الذي أشرف جلالته على إعطاء انطلاقته، في شتنبر الماضي، يدون فصل جديد من تاريخ منطقة شمال المملكة،. فصل يعكس طموح جلالة الملك للرقي بمكانة هذه المدينة والجهة التي تقع بها، إلى مصاف التجمعات الحضرية الكبرى والأكثر حداثة. وأنجز هذا البرنامج الطموح وفق مقاربة متجددة من حيث أفقية واندماج وانسجام التدخلات العمومية، كما أنه يأخذ بالاعتبار العناصر الأساسية المهيكلة لمدينة كبرى تتجه نحو المستقبل، ألا وهي البيئة الحضرية لضمان جودة الحياة، والبيئة الاجتماعية لتثمين الثروة البشرية، والبيئة الاقتصادية لتطوير مؤهلات وخبرات المدينة، والبيئة الثقافية من أجل ترسيخ الهوية وقيم الانفتاح التي تزخر بها المدينة، مع تثمين إرثها. ومن المؤكد أن دينامية البناء والتشييد، التي أضفت تحولا كبيرا على مدينة طنجة، خصوصا، ومنطقة الشمال عموما، خلال السنوات الأخيرة، مدعوة إلى الاستمرار بمزيد من العزم والإصرار، في إطار تنمية اقتصادية وإنسانية مدعومة ومندمجة ومتضامنة. لأنه بفضل هذه الجهود التي بذلت، والتي يرعاها قائد البلاد، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحولت المدينة إلى موقع ينبض حياة وواعد اقتصاديا وباعث على دينامية شرعت، اليوم، في تغيير ملامح المنطقة برمتها. هيأة التحرير