الصورة: جانب من ميناء طنجة المتوسط (عدسة محمد النكري) شكلت مدينة طنجة، التي تقع عند تقاطع المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، دائما بوابة المغرب على العالم. وتشهد هذه المدينة، المفتوحة والدينامية، منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، نهضة حقيقية. واليوم ومع مشروع طنجة الكبير، يلوح في الأفق مستقبل أكثر إشراقا للجهة بأكملها.فبفضل عشرية حافلة بالمشاريع التنموية الكبرى بقيادة مباشرة من جلالة الملك، تمكنت عروس الشمال والجهة بأكملها من التموقع كقطب جديد للتنمية الاقتصادية.وفي هذا الإطار، رأت النور مشاريع ضخمة، منها ميناء طنجة المتوسط الذي ينافس الموانئ العالمية الكبرى، ومشروع "رونو" الطموح لصناعة السيارات، والمنطقة الصناعية الحرة، والبنيات التحتية الطرقية والحديدية، لاسيما الطريق السيار طنجة-الدارالبيضاء والقطار فائق السرعة، الأول من نوعه في القارة الإفريقية، والمركب الرياضي الكبير. كما تحتل مشاريع الطاقة المتجددة وبرامج إعادة التأهيل الحضري والإنعاش الاجتماعي، مكانة متقدمة ضمن الانجازات الهامة التي أطلقها جلالة الملك.ويتمثل الرهان في إبراز الإمكانيات التي تزخر بها الجهة، ومؤهلاتها الاقتصادية والإنسانية والثقافية لجعلها تتموقع كمركز تجاري وصناعي ذي بعد دولي. وهو الرهان الذي تم كسبه بجدارة، بالنظر إلى كونه يحظى بدعم ومواكبة أعلى سلطة في الدولة. وفي الوقت الراهن، يدخل زخم التحديث هذا والذي يشمل كافة الجوانب، مرحلة جديدة حاسمة. ومع مشروع طنجة الكبير، الورش الملكي الضخم، يدون فصل جديد من تاريخ منطقة شمال المملكة، وهو فصل يعكس طموح جلالة الملك للرقي بمكانة هذه المدينة والجهة التي تقع بها، إلى مصاف التجمعات الحضرية الكبرى والأكثر حداثة. ومن المؤكد، أن دينامية البناء والتشييد التي أضفت تحولا كبيرا على مدينة طنجة ومنطقة الشمال خلال السنوات الأخيرة، مدعوة إلى الاستمرار بمزيد من العزم والإصرار، في إطار تنمية اقتصادية وإنسانية مدعومة ومندمجة ومتضامنة. ويتغيى مشروع طنجة الكبير، الذي يشمل عدة جوانب تتوزع ما بين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي، تعزيز المكتسبات التي تحققت خلال العقد الأخير. ويتمثل الطموح في ضمان رؤية أوضح للجهة باعتبارها قاطرة للتنمية بالمغرب، وأرضية دولية هامة، عصرية وجذابة بالنسبة للمبادلات والاستثمار. وينبع تفرد هذا المشروع من كونه يشكل، بكل تأكيد، نموذجا لتنمية حضرية، يعكس حرص جلالة الملك على مواصلة تحقيق النمو الاقتصادي بالموازاة مع تنمية إنسانية متضامنة في إطار عيش عصري. وهكذا، سيتم منح استثمارات هامة للمشاريع التي تستهدف فئات الساكنة المعوزة في مجالات التعليم والصحة والرياضة وتحسين إطار العيش عبر تنظيم النسيج الحضري، التجاري والصناعي، إلى جانب تحسين خدمات النقل وتسوية المشاكل البيئية، ومنها تلوث ساحل المدينة. كما يكتسي الحفاظ على التراث الثقافي لجوهرة الشمال وجهتها أهمية خاصة في هذا الورش الملكي، كما هو الشأن بالنسبة لتحسين الأجواء الروحية لساكنتها.وطبقا للتعليمات الملكية السامية، فإن بناء مساجد جديدة وتأهيل عدد آخر منها يندرج ضمن المحاور التي تحظى بالأولوية. وبالفعل يتعلق الأمر بمقاربة متجددة تؤسس لهذا المشروع الضخم الذي يجعل من الحكامة الجيدة حجر الزاوية لدى تفعيل كافة مكوناته. والأكيد أن الطموح الملكي يتجلى في جعل طنجة الكبرى نموذجا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والحضارية، ورمزا للمغرب الحديث الدينامي المتضامن والمتطلع بإصرار نحو المستقبل.